بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم /
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ،
فقد أدركت إثرَ صباحات مرت خاوية من عُمري .. معنى " واستعن بالله ولا تعجز "
فقد يَحلُّ الهم على القلب .. حَتى لَتشعر بتقطع الأنفاس .. وضيقِ الحال فيُخال إليكَ أنّك مُكبّل الروح ..
مُكبّل الجسد .. عاجزٌ عن المضيّ قُدماً في خُطى العُمر .. فتقف .. و العالم كُل العالم يمضي .. وأنتَ قد شلّك العجز !
وذات يوم سندرك قيمة تلك الأوقات التي فاتت ونحن في ذاتِ المقام واقفين بلا حراك !
:
وقد كُنت أرى أخواتٍ يسعين في الدعوة وبلغن في ذلك أعلى المراتب !
فأشعر بالعجز .. كشلل تمام .. كان يتكرر علي .. كيف تصلين لهم ؟ أينكِ عنهم ؟
ومن تظنين نفسكِ أمامهم ؟ أنتِ التي .... !
وكنت أستمر في تقبل هذه الوساوس ولا أدحرها ..
- حين تشعرين بهكذا وسوسة .. لا تفكري بِعلو القمّة أبداً .. بل ابدأي في التسلق باستمرار وإصرار ! -
حتى صرت عندما يأتيني الأمر أعجز عن تقبله فضلاً عن فعله !
و لاحظت بمرور الأيام .. أن مواهبي التي كنت أستغلها في الدعوة اضمحلت كثيراً ..
ووجدت أن الكثير من رفيقاتي اللواتي ما كن يملكنها .. استطعن أن يسبقنني فيها !
لقد أصررن .. نعم .. طبقن " واستعن بالله ولا تعجز "
وأي حسرة تلك التي تملئ القلب عندما ترى نفسك تهوي .. ببطء !
ترى القمة تبتعد عنكَ وتبتعد .. لتسقط في قعرِ العجز .. ليبدأ الشيطان في استخدام وساوس أخرى ..
فقد استطاع نيلك .. وأنت الآن قد غدوت أسهل وجبة له !
:
تذكرن أن الاستمرار هو الذي ينحت الصخر .. نعم .. تذكرن أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل !
وأنا ما سمعت قط عن رجل يصعد إلى الجبل بقفزة ..
كذاكَ لا تظن أبداً أنك ستصل للقمة بإطالة النظر إليها والبكاء عليها !
( ومانيل المطالب بالتمني .. ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً ) !
فنحن لا نحصد إلا ما زرعناه ..
تروّ ( من التروي ) وابدأ خطاكَ بخطوة .. ولا تستبق الأمر !
ذَكّر نفسكَ بالقمة .. لتحفزها .. ولتدرك أي جهد تحتاجه ،
واستعن بالله في كل أحوالك !
و " امشِ ولا تلتفت حتى يفتح الله عليكَ " .
:
استعن بالله ولا تعجز !
أوليس الله .. مالك الملك ؟
الذي بيده كل شيء .. والقادر على كل شيء ؟ فلماذا لا نثق به .. ونتوكل عليه !
لا للكسل .. احذرن مداخل الشيطان ..
عرفت الآن .. لماذا كان النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما يدعو يقول :
" اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل .. "
( وإن من حسن الظن بالله أن تعلم أن الله لا يُضيّع من يلجأ إليه .. ) المغامسي
:
لا تفتحن للشيطان باباً !
لأنه سيفتح عليكن بهذا الباب ألف بابٍ وباب .. ،
استعذن بالله من وساوسه دوماً ..
وابدأن في المضيّ .. تذكرن :
" إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم "
:
وقد صرت أذكّر نفسي دوماً بهذه الآية :
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (142) سورة آل عمران
فهناك جهاد عظيم وهو جهاد النفس ، هنالك المعاناة اليومية التي لا تنتهي : معاناة الاستقامة على أفق الإيمان.
والاستقرار على مقتضياته في الشعور والسلوك , والصبر في أثناء ذلك على الضعف الإنساني : في النفس وفي
الغير ممن يتعامل معهم المؤمن في حياته اليومية . والصبر على الفترات التي يستعلي فيها الباطل وينتفش ويبدو
كالمنتصر ! والصبر على طول الطريق وبعد الشقة وكثرة العقبات . والصبر على وسوسة الراحة وهفوة النفس لها
في زحمة الجهد والكرب والنضال . . والصبر على أشياء كثيرة ليس الجهاد في الميدان إلا واحدا منها , في الطريق
المحفوف بالمكاره . طريق الجنة التي لا تنال بالأماني وبكلمات اللسان ! ( الظلال )
:
وفق الله الجميع لما فيه الخير والفلاح !
وجمعني وإياكن في الجنان ~
والحمدلله .. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
السلام عليكم /
نبض ،
الروابط المفضلة