أكسب الآلاف وأنت في مؤسستك ( موثوق ومؤكد ) مجربة بين موظفين بالبحرين




أسسـه موظفو إحدى الشركات الاستثمارية الإسلامية مشروع خيري لـ"زرع البسمة"

بمبادرة ذاتية من منتسبي إحدى الشركات الاستثمارية الإسلامية تأسس أواخر العام الماضي مشروع إنساني خيري وفردي مصغر يضيف إلى لبنات العمل الخيري في مملكة البحرين لبنة أخرى، ويهدف لزرع البسمة فوق شفاه المحتاجين والمتبرعين على السواء، في وقت تكالبت الأعباء المادية على الجميع من جهة، وازداد تعلق البعض بالماديات والقشور من جهة أخرى.
آلت هذه المجموعة من الأفراد على أنفسهم أن يخطوا لهم خطا إنسانيا يعكسون به نعمة الله عليهم والمتمثلة في حاجة الفقراء إليهم، ليس في البحرين فقط، بل تخطت مشاعرهم وأحاسيسهم خطوط الطول ودوائر العرض، حتى شعروا بأن عالمنا هذا كيان واحد وإن اتسعت مساحته.
وللوقوف على تفاصيل هذا المشروع، توجهنا إلى مؤسسه وأحد القائمين عليه (والذي نحجب اسمه ووظيفته نزولا على رغبته)، وكان هذا اللقاء:


ما هي علاقة شركتكم بمشروع "ازرع بسمة"؟
بداية: هو مشروع نابع من موظفي الشركة كأشخاص مستقلين بذممهم المالية وكيانهم الشخصي كمواطنين بحرينيين مسلمين، وليس بصفتهم موظفين تابعين للشركة، إذ لا توجد أية علاقة بين مشروع "ازرع بسمة" وبين الشركة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، سوى اللهم إن المشتركين في مشروع "ازرع بسمة" هم موظفون في الشركة ولكون الشركة لا تساهم في هذا المشروع، فإن ذلك يعني سلفا أنها لا تتدخل في كيفية توزيع ريعه الشهري، بل إن مشاركتها فيه لو حدثت ستتنافى وفكرة المشروع من الأساس!

هل تحدثنا عن المشروع وآليته؟
مشروع "ازرع بسمة" هو مشروع خيري فردي على مستوى صغير انطلق في 25 ديسمبر 2008 وهو محصور على موظفي الشركة والذي لا يتجاوز عددهم حاليا 30 موظفا وموظفة هم القائمون عليه.


يهدف مشروع "ازرع بسمة" كما يبدو من اسمه .. إلى زرع البسمة على شفاه الجميع انطلاقا من روح الحديث الشريف "ما نقص مال من صدقة"، ومن مبدأ "لا تستح من دفع القليل فالحرمان أقل منه"، وتتمثل آليته في قيام الأعضاء يوم تسلم الراتب الشهري بالتبرع لصالح المشروع يمثل صدقاتهم الشخصية بمبلغ قد حددوه سلفا منذ اليوم الأول لاشتراكهم في المشروع، كل بناء على قدرته المالية وظروفه الشخصية والمبلغ الذي يود إخراجه كصدقة. ربما يكون هذا المبلغ دينارا ويستصغره البعض، ولكن لو ضممنا صدقاتنا جميعا مع بعضها البعض سيكون حتما مبلغا كبيرا وسنصبح بعون الله تعالى قادرين على توجيهه لصالح قضية ما.
وحيث أن المشروع يعمل على أساس الحديث الشريف "أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل"، فإن التأني في اختيار المبلغ الذي يود الشخص التبرع به عند الاشتراك أمر حيوي ومطلوب، لأنه إذا تعهد الفرد بدفع دينار واحد شهريا فإنه لن يحق له دفع مبلغ أقل من الدينار الذي تعهد بدفعه في البدء، إلا أن بإمكانه زيادة المبلغ في أي وقت شاء حيث أننا نهدف لاستمرارية المشروع وليس فقط رفع المبلغ المجموع من خلاله.


"ازرع بسمة".. اسم لا يدل على عمل خيري أو خاص بالصدقات، فما هو السر وراء اختياركم لهذا الاسم؟
يقول أن هناك عدة أمور، الأمر الأول ديني بحت، فامتثال لقول الرسول الكريم "تبسمك في وجه أخيك صدقة"، وقوله عليه الصلاة والسلام "لا تحقّرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق".
والأمر الثاني ينطلق من مبدأ ادخاري واستثماري بحت، حيث أنه لا أقل من الابتسامة لتحسب للمرء صدقة، كما أن الابتسامة لا تكلف عضلات وجه صاحبها أي طاقة تُذكر! فالمرء في حين الابتسام يستخدم عضلات قليلة فقط، على عكس التكشيرة والتي يتم استخدام ما يقارب السبعين عضلة! كما أن تكرار الابتسامة تريح الإنسان وتجعله أكثر قدرة على العطاء.
والأمر الآخر صحي، فكما هو معروف عن الابتسامة أنها معدية! وعليه فإننا نهدف من وراء تبرعاتنا إلى زرع البسمة على وجوه المحتاجين وعلى وجوه المتبرعين في آن واحد.


متى بدأتم التفكير في هذا المشروع؟ وكيف آتتكم هذه الفكرة؟
يد الله مع الجماعة، ففي إبان الحرب الصهيونية ضد أبطالنا في غزة، انطلقت فكرة قيامنا بالتبرع لصالح ضحايا أهل غزة، واختمرت الفكرة حتى انطلقت كفكرة متكاملة بعد صلاة الظهر حيث نصليها جماعة في الشركة، وكان ذلك في 25 ديسمبر 2008، وقد لاقت ولله الحمد قبولا ونجاحا كبيرين لدي الجميع.


ما أوجه صرف مجموع التبرعات؟
يقوم أعضاء المشروع قبل انتهاء الشهر باقتراح عدة جهات خيرية وقضايا إنسانية وأحيانا أوضاعا إنسانية يرونها تستحق الاستفادة من هذا التبرع لذلك الشهر. وبعد جمع التبرعات كاملة، يتم التصويت بشكل أخوي دون حساسية أو تعصب لأية جهة خيرية أو قضية إنسانية على أوجه صرفها حسب الجهات والقضايا المقترحة، وبما يتناسب بالطبع والمبلغ المحصل في ذلك الشهر، بحيث يتم إنفاق المبلغ جميعه قبل أن يحل الشهر الذي بعده، فلكل شهر ميزانيته ومشاريعه المقترحة وهكذا دواليك في كل شهر.


كيف بإمكان المحتاجين الاستفادة من هذا المشروع؟
مع احترامي للجميع، إلا أننا لسنا بجمعية خيرية أو صندوق خيري يتبع جهة ما، أو مجموعة تقوم بحملات جمع مال وتوجهه لصالح جهة ما، فهذا الأمر يتطلب تراخيص معينة من وزارة التنمية الاجتماعية ونحن لسنا بصدد طلب مثل هذا الترخيص، فكما أسلفت، نحن عبارة عن مجموعة مواطنين نعمل في شركة كعائلة واحدة ارتأينا عبر هذا التجمع الفردي ضم صدقاتنا الشخصية جنبا إلى جنب للقيام بمشروعات إنسانية وخيرية حسب ما نتفق عليه من مخارج لهذه الصدقات، والتي قد يكون بعضها موجها لصالح بعض الأسر أو الحالات الخاصة التي قد تتعرض لوفاة معيلها ، أو لحريق لا سمح الله أو مرض أو أي أمر حياتي آخر، ولكن مع ذلك، فنحن لا نتسلم طلبات من أحد.


كم المبلغ الذي جمع حتى الآن ؟ وما هي المشاريع التي دخلتم بها ؟
ابتدأت فكرة المشروع وكما ذكرت سالفا مع راتب شهر ديسمبر 2008، بالتبرع بدينار واحد فقط، ولكنها في خلال ثلاثة أشهر فقط أسفرت ولله الحمد عن 8 مشاريع إنسانية بقيمة 726 دينارا، وعلى الرغم من قصر عمر المشروع، إلا أنه وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبتكاتف الإخوة والأخوات من أعضاء المشروع نجحنا في تنفيذ العديد من المشاريع، سواء داخل أو خارج البحرين، وهي كالتالي:
بلغ مجموع تبرعات شهر ديسمبر 162 دينارا بحرينيا فقمنا بحفر بئر ماء للمحتاجين من الفقراء في باكستان بقيمة 70 دينارا عن طريق جمعية التربية الإسلامية، وتبرعنا بالمبلغ المتبقي وهو 92 دينارا لشراء مواد وأجهزة طبية لصالح ضحايا غزة.
وفي شهر يناير ارتفع المبلغ المتبرع به ليصبح 236 دينارا بحرينيا فقمنا بالاتفاق مع جمعية الإصلاح لكفالة عائلتين من غزة عدد أفرادهما 20 شخصا بمبلغ 50 دينارا فقط للعائلة الواحدة، وتضم إحدى العائلتين سبعة أيتام!!
كما قمنا أيضا بشراء سهمين من مشروع أسهم النور وهو مشروع وقفي بقيمة 45 دينارا للسهم الواحد تستثمر بحرفية وأمانة وتحت رقابة شرعية وفنية في مشاريع متنوعة تحقق عوائد مجزية وتؤمن ريعا مستمرا يخصص لتمويل إنتاج وطباعة المصحف الشريف ويوزع في أرجاء الأرض كل سنة مدى الحياة في ثواب المتبرع أو لمن يختار أن يوجه له الثواب. علما بأن مجموعة من كبار مشايخ المسلمين من أمثال العلامة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي وفضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة وغيرهم من كبار علماء المسلمين يتكفلون بهذا المشروع.
وبالمبلغ المتبقي، قمنا وعن طريق جمعية التربية الإسلامية بالتكفل بطباعة 46 مصحفا (مصحفين لكل موظف في المشروع وكنا في ذلك الوقت 23 موظفا وموظفة)، وقد اخترنا أن نوجّه هذه المصاحف المطبوعة لصالح إخواننا مسلمي إفريقيا الذين يعانون الأمرين في الحصول على نسخة من المصحف الشريف ويتناوبون على مصحف واحد في صلاة الجمعة!
ومع راتب شهر فبراير 2009، ارتفع مرة أخرى ولله الحمد مجموع التبرعات ليبلغ 328 دينارا، فاستمرت ولله الحمد كفالتنا للعائلتين من أهل غزة بمبلغ 100 دينار بحريني.
وقمنا أيضا بشراء 3 كراسي متحركة سيتم التبرع بكرسيين منهما لصالح دار يوكو لرعاية الوالدين حيث الحاجة ملحة هناك لكبار السن من الجنسين، ويتم استخدام الكرسي الواحد بالتناوب أحيانا، وأما الكرسي المتحرك الثالث فسيتم التبرع به بإذن الله تعالى لصالح أحد مراكز تحفيظ القرآن الكريم.
كما يتم التنسيق حاليا مع وزارة الصحة لزيارة جناح الأطفال من مرضى السرطان في مركز السلمانية الطبي وإهداء بعض الألعاب للأطفال المرضى بالسرطان رغبة منا في رسم البسمة على شفاههم، مع دعواتنا القلبية لهم بالشفاء العاجل بإذن الله تعالى.


كلمة أخيرة تود طرحها في هذه العجالة؟
هي ليست بكلمة واحدة فقط، بل عدة كلمات.. منها أمنيات وبعضها الآخر عبارة عن رسائل، فالأمنية الأولى أتمناها من الله عز وجل أن يتقبل مشروعنا الخيري ويبارك لنا فيه، ويجعله بمثابة الصدقة الجارية ويربيها لنا لتكون إحدى أسباب بلوغنا الفردوس الأعلى بإذن الله تعالى.
والأمنية الثانية، تتمثل في أن أرى فكرة هذا المشروع الإنساني الخيري الفردي المصغر مطبقة في جميع المؤسسات والوزارات والشركات، بل وحتى العائلات .. فالفكرة بسيطة ولا تحتاج إلى أية تعقيدات سوى الرغبة في فعل الخير والقيام به لوجه الله تعالى والإخلاص فيه.
فهناك الكثير الذي بإمكاننا كأفراد القيام به من دون الانتظار من قيام الشركات أو الحكومة به لأجلنا، سواء لصالح الفقراء في مملكتنا، أو المؤسسات الأهلية غير الربحية أو حتى الفقراء والمحتاجين في بعض البلدان الفقيرة، فمليكنا كريم ويضرب به المثل، وحكومتنا لا تقصر في القيام بواجبها تجاهنا، ولكنها دائما محصورة بحواجز عاتية كمحدودية الميزانية من جهة وتحديد الأولوية في إنفاقها في ظل تكدس قائمة الطلبات وازديادها من جهة ثانية. وعليه، يبقى علينا نحن جميعا القيام بمسئولياتنا المجتمعية.
والرسالة الثالثة، أوجهها إلى الجميع، تتمثل في التيقن من أن حاجة الناس إلينا هي أفضل النعم التي حبانا الله بها .. فدعونا نؤديها على أكمل وجه، فلا يضر أن تقوم كل أسرة على حدى بمثل هذا المشروع، فمن يعلم؟ لرب دينار سبق ألف دينار! ولنتذكر جميعا أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: "ما نقص مال من صدقة"، وقوله (عليه أفضل الصلاة والسلام) "الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" وقوله أيضا "اتقوا النار ولو بشق تمرة".
والكلمة الرابعة، كلمة شكر إلى جريدة أخبار الخليج والقائمين عليها على هذه الفرصة الطيبة لإيصال فكرة هذا المشروع الخيري الفردي للجميع.. وجزاكم الله خيرا.

لمشاهدة الخبر المنشور في صحيفة أخبار الخليج بصيغة pdf

http://www.aaknews.com/source/11322/pdf/7.pdf

رابط آخر

http://up2.m5zn.com/download-2009-3-25-03-qtmqwb5ym.pdf

يرجى نشره على جميع المنتديات والإيميلات ليعم الأجر والخير للجميع