وين الملايين؟في مشهد يدعو إلى الأسى والحزن ارتكبت منظمة الجيش الصهيوني الإرهابي مجزرة أخرى من مجازرها ضد الإنسانية.. تلك المجازر التي شكلت إدانة لكافة الاتصالات والتفاوض العلني والسري الذي تقوم به بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني المغتصب للأرض العربية بدون وجه حق.
لقد استقبلت الأمة العربية والعالم فجيعة أخرى وعملاً إجرامياً مخزياً قتل فيه ما يزيد على 1000 مواطناً فلسطينياً وجرح أكثر من ذلك، وهو عمل إجرامي بكل المقاييس ينذر بحدوث كارثة إنسانية في المنطقة برمتها.
إن الصمت العربي والتفاوض العلني والسري مع العدو الصهيوني هو الذي شجع الصهاينة على ارتكاب هذه المجازر وجعلهم يوجهون سلاحهم الجوي والبري تجاه صدور الفلسطينيين، وتزداد شهيتهم للحم الفلسطيني وتزداد وحشيتهم، دون رحمة ولا شفقة على أهلنا في فلسطين.
كارثة ما بعدها كارثة، فعدد الموتى في شوارع غزة يفوق الوصف والعد وعدد الجرحى أكثر من أن يحصى والشهية الصهيونية للإبادة تطلب المزيد، والعالم كله بكافة منظماته يتعامى عن هذا الجرم فأي عالم هذا الذي يتفرج على هذه المجازر وبهذا الحجم وبهذا العدد من الموتى والجرحى بينما تدق الطبول وترتفع الصرخات والتصريحات على إصابة مستوطن من نيران المقاومة ؟!.
العالم وخاصة الغربي منه يهتم بجمعيات الرفق بالحيوان ولا يهمه ماذا يحصل للعرب وماذا يحصل للشعب الفلسطيني على وجه الخصوص ويقابل هذا للأسف بتودد عربي لهذا الغرب حيث تقدم له الثروة العربية تصديراً وتوريداً.
لماذا لا يكون للعرب قيمة؟ ولماذ لايكون للعرب موقف واحد وموقف عزة؟ حتى يكون لهم شأن.. ويسحبون ما يسمى بمبادرة السلام التي شجعت الصهاينة على ارتكاب مزيد الجرائم.. لماذا لا يتركون دبلوماسية التسول والتمسح للغرب دون مقابل..؟!.
إن الاجتماعات والقمم العربية ما لم تكن فيها مواقف واضحة ومواقف عملية ومشرفة ترد الاعتبار فهي كمن يحرث في البحر.. ويبقى الشعب الصامد في غزة هو الذي يكتب التاريخ الحقيقي للأمة العربية ببسالته وصموده البطولي الذي فاق كل التصورات .. وقفز على كل الحسابات التي راهنت على فاعلية حصاره وتجويعه وتركيعه.
إن صمود شعبنا في غزة ودفاعه عن وجوده لأنه صاحب حق ولأن هذا الصمود كان عنوان وشهادة ميلاد لكل مولود فلسطيني.. لقد لجأ هذا العدو إلى القصف والتدمير والعدوان العسكري المباشر ضد أهلنا في غزة وكأن الصهاينة يفعلون ذلك وهم في راحة بال من أن النظام العربي الرسمي لن تكون له ردة فعل وردة فعله لا تتعدى الشجب والإدانة التي لاتقدم ولا تؤخر.
إن غزة في حاجة إلى موقف عربي شجاع وضمير عالمي قوي يقف في وجه العدوان ويردعه ويوقفه عند حده، ولكن الرهان الحقيقي يكون في هذه المحنة الرهيبة على شعبنا العربي من المحيط إلى الخليج وليس على النظام العربي الرسمي.واخيرا نقول بصوت مسموع وين الملايين؟؟؟
الروابط المفضلة