جدة: عمر المطيري
حذر أصحاب الفضيلة العلماء من مغبة التشاؤم ومن الاعتقادات الخاطئة التي روجت لها في السابق الصوفية واليونانية والوثنية والهندية.
"الوطن" تابعت موضوع التشاؤم من حج يوم الاثنين لتصحيح المفاهيم الخاطئة والاعتقادات التي يصدقها كثير من الناس.
في البدء تحدث الشيخ علي بن زياد قائلاً: هذه الاعتقادات توارثتها الأجيال وكثير من الناس يعتقد أنها من الأحاديث ورغم أنني لا أؤمن بذلك إلا أن كثيراً من الناس يعتقد بأنها صحيحة حتى إن كثيراً من الناس يتشاءمون من الحج إذا وافق يوم الاثنين الوقوف في عرفة بأن الحاج يتعرض لمكروه ليس في مكة وإنما عند عودته، ومن الأمثال التي توارثها الناس "يا حجة الاثنين كم غيبت من خلائق". وأضاف: يجب على العلماء والمشايخ التصدي لمثل هذه الأمور وتعريف الناس بالخطأ والصواب حتى لاتتأثر الأجيال القادمة بمثل هذه المعتقدات التي ليس لها أصل في الدين الإسلامي.
أما المواطن مرضي البيشي فيقول: نعم نسمع عن التحذيرات من حج يوم الاثنين وكثير من الناس لايمكن أن يحج عندما يصادف يوم الوقفة يوم الاثنين فقد سبق وأن أقنعت قريباً لي بالحج عندما صادف يوم اثنين وكان متردداً وبعد الإصرار عليه قام بتأدية الفريضة إلا أنه تعرض لحادث مرور داخل مكة نتج عنه كسور منعته من إكمال الفريضة وبعد ذلك وجدته يروج بأنني المتسبب في الحادثة بسبب إقناعه بالحج في مثل هذا اليوم. ويقول: من القصص الغريبة جدا أن مجموعة حجت وعندما صادف يوم الوقفة الاثنين كان الناس متخوفين عليهم وبالفعل تعرضوا لحادث عند عودتهم ومات منهم أشخاص وكان كبار السن يعتقدون بأن ذلك من حج يوم الاثنين.
في هذا الموضوع يقول المستشار القضائي بوزارة العدل وأمين عام البحوث العلمية وعضو اتحاد العرب المؤرخين الدكتور صالح بن سعد اللحيدان: نعم هناك أمثال توارثتها الأجيال وتداولها الناس وهي اعتقادات خاطئة مثل قول "حج الاثنين غيّب أكثر من ألفين" وقول "يا حجة الاثنين كم غيبت من خلائق"، وهناك من يعتقد أنها عقائد شرعية سواء كانت تتعلق بالمكان أو الزمان وهذا من البدع المحرمة ولا أصل لها في العقائد الشرعية، فيجب مواجهتها والتصدي لها والاعتماد على الله ثم على الوسائل الإعلامية لتوضيح خطورة مثل هذه المعتقدات والتي صدرت عن الصوفية وعن اليونانية وعن الوثنية والهندية وتوارثها الناس بدون علمهم بأنها من البدع، وهناك اعتقاد آخر روج له النصارى وهو قول: "حج يوم الأحد لن يعيش منه أحد" ولكن انتشار مثل هذه البدع أمر خطير حيث يعتقد أي شخص بأن أي مرض أو حرائق أو أي أحداث في مثل هذا اليوم ترجع للحج يوم الاثنين ومن يعتقد ذلك فقد ارتكب خطأ وذنباً من كبائر الذنوب، ونشره بحد ذاته يولد عند الناس الاعتقاد بمصداقيته مع مرور الزمن.
أما رئيس المحاكم الشرعية بمنطقة المدينة المنورة الشيخ الدكتور صالح المحيميد فيقول: هذه الاعتقادات ليس لها أساس في الشريعة الإسلامية وإنما هي نوع من البدع ويجب توعية الناس عن مثل هذه الاعتقادات لتعريفهم بالصواب والخطأ وأن يرجع الجميع إلى كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) وأن الدين محدد لما جاء به كتاب الله وسنة نبيه، ومن استحسن شيئاً ونسبه إلى الدين مبدع والقول على الله ورسوله محرم ومن كبائر الذنوب لقوله صلى الله عليه وسلم: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار". ولاشك أن الترويج لمثل هذه الأمور والاعتقادات بمصداقيتها والتشاؤم بيوم من الأيام باطل ويجب التصدي له من أصحاب الفضيلة العلماء ويجب على كل مسلم عدم قبول الأفكار والمطبوعات إلا بعد التأكد من مصادرها وأنها صدرت عن علماء معروفين لدينا. والحمد لله هذه البلاد قام علماؤها بتوضيح مناسك الحج والعمرة ووضعوها في مطبوعات وكتيبات موجودة وسهلة وواضحة، ويجب الحذر من الانحدار وراء الأقوال الهدامة والشائعات والمعتقدات الخاطئة التي يمكن أن تتوارثها الأجيال بدون معرفة مصداقيتها ومصادرها.
المصدر:
http://www.alwatan.com.sa/daily/2003.../culture05.htm
الروابط المفضلة