تبدوا الحرب الأمريكية ضد العراق وشيكة جداً لكن حرب شارون لتصفية القضية الفلسطينية تدور مع ذلك بإيقاع أعلى وبوتيرة أسرع الأمر الذي يشير إلى نجاح كل من شارون وبوش في فض الارتباط بين التهدئة في فلسطين وبين الحرب الوشيكة ضد العراق بهدف تقليص الممانعة العربية للضربة الأمريكية.
على مدى الشهور القليلة الماضية وفيما كانت الإستعدادات الأمريكية لغزو العراق تجري على قدم وساق ، كان ثمة من يرى في واشنطن أنه يتعين على شارون أن يخفف قبضته على الفلسطينيين وأن يرجئ محاولاته لإلغاء ما تبقى من اتفاقات أوسلو
وكان ثمة من يراهن بين الفلسطينيين وفي العالم العربي على أن ثمة أمل في التهدئة في فلسطين ما دام أن طبول الحرب الأمريكية ضد العراق قد علا إيقاعها وتسارع
أما الآن فقد اكتشف الأمريكيون أن بوسعهم ضرب العراق فيما يواصل شارون مخططاته لتصفية الشعب الفلسطيني
واكتشف شارون أن بوسعه مواصلة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين فيما تواصل أمريكا استعداداتها لغزو العراق دون أن يثير ذلك حنق واشنطن أو يهدد مصالح اسرائيل معها
فض الإرتباط بين اعتداءات اسرائيل واستعدادات الغزو الأمريكي للعراق مؤشر بالغ الخطورة على الحالة التي آل إليها النظام الإقليمي العربي ، فواشنطن ما كانت تجرؤ على ذلك لو أنها قدرت أن تأثيره على حربها المقبلة في العراق سيكون سلبياً ، واسرائيل ما كانت تفعل لولا يقين لديها بأن واشنطن لم يعد يعنيها العرب، والاثنان ما كانا ليواصلا خططهما ضد العرب في فلسطين والعراق لولا أهما خلصا إلى أنه ليس ثمة حياة في الجسد العربي المسجى على طاولة التشريح بمستشفى النظام الدولي الجديد
حركوا شيئاً في الجسد العربي الخامد .. قولوا أن في العرب بعض الحياة ، قبل أن يقرر النظام الدولي الجديد أن اكرام الميت دفنه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن جريدة المدينة
الروابط المفضلة