السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
ها قد مضى علي أسبوع كامل دون أن أدخل هذا المنتدى ولم استخدم الإنترنت أصلاً
لا أدري من أين أبدأ وماذا أقول
لا أدري كيف أعبر عما أشعر به من الألم لفراق أحد أحب الأشخاص إلي
صحيح أن الموت حق علينا ولكني لم أتخيل أبداً أن هذه الإنسانة التي أحببتها والتي أَحبها كل من يعرفها أنها ستتركنا .
لم أتخيل في يوم من الأيام أنها ستكون ذكرى نتذكرها في كل حين وكل وقت .
لم أتخيل أني سأمر بموقف كهذا ولكن...........
ما كان خيالاً قد وقع وإنا لله وإنا إليه راجعون .
إنها جدتي لأمي لقد أحببناها جميعاً
تعودنا على رؤيتها
تعودنا على بسمتها
تعودنا على ضحكتها
تعودنا على سماع أحاديثها وقصصها
أحببنا فيها صفاء قلبها وسعته
كان عندما يخطأُ أحدنا توجهه
كان في كلامها قال الله ، قال رسول الله
كان في كلامها سمعت الشيخ فلان في الإذاعة عندما سئل عن ...
والكثير الكثير مما يجعلنا نحبها
كانت يرحمها الله مريضة منذ زمن طويل لم يكن مرضها شديداً كانت أحياناً تشكو من يدها وأحياناً تشكو من رجلها أو من ظهرها باختصار كانت تخرج من مرض إلى مرض آخر ولكن منذ سنتين تقريباً أصيبت بمرض السرطان عافانا الله وإياكم ، ذهبت إلى أحد المستشفيات ، كانوا يعطونها الكيماوي على جرعات وكانت تتعب كثيراً فمن المعروف أن العلاج الكيماوي يهد البدن ولكنها والحمد لله كانت صابرة .
و بعد انتهاء العلاج وشفاءها تعبت جداً وذلك من تأثير الكيماوي ، المهم بعد سنة عاد إليها السرطان مرة أخرى وتعالجت مرة أخرى وهي مع ذلك صابرة والحمد لله ولكن بعد العلاج كانت رجلها تؤلمها بدرجة لا تتصورونها والله إن قلوبنا تتقطع ونحن ننظر إليها وهي تتألم ولكن ما بيدنا شيء والطبيب يقول أن هذا من تأثير العلاج .
واستمر ألمها شهوراً وبعد أن خف عنها أصيبت بكحة لم أرى مثلها في حياتي والله إنها أحياناً تستمر معها بالساعات دون توقف ومع هذه الكحة تحس أن جسمها كله سيتقطع من شدتها ونحن ننظر إليها لا ندري ما نفعل ، ولا أنسى تلك النظرات التي تنظر بها إلينا وهي تسعل وهي تتألم وكأنها تستنجد بنا ، كأنها تقول ساعدوني
ويوم الخميس الماضي نقلها خالي بالإسعاف إلى المستشفى وذهبت أمي لتبقى معها طوال فترة مكوثها في المستشفى وبعد عمل التحاليل لها تبين أن كل شيء عندها منخفض الضغط والسكر والأملاح ووجدوا أن لديها سرطان في القولون ووجدوا أيضاً أنها مصابة بفشل كلوي بكلتي كليتيها وأنه لا يمكن عمل غسيل لها لأن الضغط أبى أن يرتفع فأصبحوا يعطونها إبراً منومة حتى لا تشعر بالألم بسبب فساد الدم لأن الكلية لا تقوم بدورها . تقول أمي أنهم كانوا يعطونها إبرة منومة وعندما ينتهي مفعولها وتستيقظ يعطونها على الفور إبرة أخرى وهكذا ولكن الطبيب قال لأمي وأخوالي تحدثوا إليها في أذنها وذكروها بالشهادة فإنها تسمعكم
وفي يوم الجمعة تقول أمي أنها فتحت عينيها ، نظرت إلى يمينها فرأت خالي ، نظرت إلى شمالها فرأت أمي ، أرادت أن تقول شيئا ولكن لثقل لسانها لم تستطع فأغلقت عينيها وانحدرت الدموع منهما ،وكانوا يحسون بحركة في جسمها كله عندما يشغلون شريطاً للقرآن عندها، وبعد المغرب من يوم السبت تقول أمي أنها فتحت عينيها فجأة وشخصت بهما،و أحست أن وفاتها قد حانت، ولكن أمي لم تجزع والحمد لله بل نادت أخوالي على الفور فأخذ أحدهما يلقنها الشهادة وأخذ الآخر يقرأ عندها سورة يس والحمد لله تشهدت ثم أغلقت عينيها وشهقت شهقة بسيطة ثم فاضت روحها إلى بارئها وارتسمت ابتسامة على محياها
نعم فاضت روحها إلى بارئها
استرد الله أمانته التي وضعها الله في ذلك الجسد الضعيف
استردها بعد أن قامت بتربية أولادها _ولدان وبنتان _ بعد وفاة جدي أحسن تربية ، واجهت الكثير وتحملت الكثير
وقع علينا نبأ وفاتها كالصاعقة بكينا وبكينا وإنا لله وإنا إليه راجعون
كيف لا يبكي عليها من يعرفها ؟
كيف لا يبكي عليها من كانت له أماً ؟
كيف لا يبكي عليها من كانت له أختاً ؟
كيف لا يبكي عليها من كانت له خالة ؟
كيف لا يبكي عليها من كانت له عمة ؟
كيف لا يبكي عليها من كانت له جدة ؟
كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟
ولكن ما خفف عنا عدة أمور وهي :
ما أخبرنا به خالي عن جنازتها يقول كل من كانوا يحملونها شيوخاً وكانت خفيفة عليهم حتى أنه لم يستطع أن يلحق بهم من أجل أن يحملها معهم وعندما وصلوا إلى القبر وجدوا أن هناك ثلاث نساء أخريات سيدفن وكانت المقبرة ممتلئة جداً فبعد انتهاء الدفن كان كل من هناك يعزون خالي من يعرفهم ومن لا يعرفهم الكل كانوا يدعون لها بالرحمة الكل كانوا يعزون أهل الميتات الأربعة قلت لأمي لعل الله كتب لها أن يموت معها ثلاثة نسوة حتى يدعوا لها أهلهم
والأمر الآخر أن خالي ذهب إلى المُغسلة التي غسلت جدتي قال لها أرجوك ماذا رأيت على أمي وأنت تغسلينها فقالت له : أنا أغسل الأموات منذ ثلاثين سنة ولكن لم يمر علي مثل أمك في نور وجهها ، بالإضافة إلى أنني طوال وقت غسيلي لها كانت أصابع يدها اليمنى مقبوضة ما عدا السبابة كانت مبسوطة وكأنها تتشهد ،،،،،،، رحمك الله يا جدتي
والأمر الآخر ما أخبرتنا به خالتي من أن ابنها الأكبر بعد دفن جدتي بيوم رأى في المنام أن جهاز الهاتف قد رن وعندما رفع السماعة إذ بجدتي تقول له : كيف حالك يا.. وكيف حال أمك وإخوانك فقال لها ألست في القبر يا جدتي ؟ قالت : بلى ولكني مرتاحة هنا فلا تخافوا علي ، أعطني أمك ، فترك السماعة وذهب إلى أمه مسرعاً وقال لها: أمي جدتي تريدك على الهاتف، قالت له : ما بك؟ جدتك قد ماتت وهي في قبرها الآن قال لها : والله إنها على الهاتف ، فقالت له : اذهب عني جدتك في قبرها ، قال لها أقسم لك إنها على الهاتف وتود التحدث إليك ، فذهبت خالتي مسرعة إلى الهاتف فلما رفعت السماعة انقطع خط الهاتف واستيقظ ابن خالتي على صوت أمه وهي توقظه قال لها : لماذا أيقظتِني ربما تتصل جدتي مرة أخرى
رحمك الله ياجدتي كم تركتي في حياتنا فراغاً ولكننا سنظل ندعوا الله أن يجمعنا بك في جنات النعيم .
أرجوكم رددوا معي بألسنتكم ومن قلوبكم :
اللهم ارحم جدتي واغفر لها
اللهم اغفر لها ذنوبها ، وكفر عنها سيئاتها ، وزد من حسناتها وارفع درجاتها وادخلها الجنة واعتقها من النار يا رب العالمين
اللهم وسع لها في قبرها ونوره لها
اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة
اللهم اكرمها بالظل تحت ظل عرشك يوم لاظل إلا ظلك
اللهم إني أسألك لها الفردوس الأعلى من الجنة ، اللهم إني أسألك لها الفردوس الأعلى من الجنة ، اللهم إني أسألك لها الفردوس الأعلى من الجنة يا رب العالمين
اللهم آمين ، اللهم آمين ، اللهم آمين
الروابط المفضلة