يا أهل غزة .. الله أكبر إنها السَنن .. !!
..
..
بسم الله الرحمن الرحيم
الله أكبر يا أهل غزة .... إنها السَنن ..
إنه الصراع القائم منذ خلق الله تعالى الخليقة وسيبقى إلى قيام الساعة
الصراع بين :
الحق و الباطل
الظلام و النور
....
نفر قليل ...
لم يكن لهم ذنب إلا أنهم قالوا ربنا الله
أُحرقوا بالنار في منظر ممتع لتلك العيون التي ما رأت النور مع أن الشمس تحيط بها في وضح ذلك النهار
وهكذا عشنا الألم مع إخواننا الذين فصلت بيننا وبينهم آلاف السنين والمسافات
لانعرف لهم نسبا إلا أنهم أحب إلينا من بعض إخواننا بالنسب لأنهم قالوا ربنا الله ..
مستضعفون ،، مظلومون
ومع ذلك تمكن منهم الأعداء وأحرقوهم بالنار أمام كل العيون
هذا ما ساقته لنا سورة البروج
سورة عدد آياتها 22 آية
جمعت قريبا من اثني عشرا اسما من أسماء الله عز وجل وصفاته
تلك السورة التي بدأت بقسم الله عز وجل بخلق السماء العظيمة ، وثنت بذكر اليوم الموعود الذي سيكون فيه الجزاء والحساب ..
لتخبرنا أن لنا ربا عظيما قادرا
ومع ذلك لم تذكر السورة الانتصار في الدنيا لأصحاب الحق
فهل نشك بعد ذلك في قدرته أو نظن به أنه لاينصر أوليائه ؟؟
لا والله بل هو العزيز سبحانه وتعالى
[العزيز الحميد ، أي : الذي له العزة ، التي قهر بها كل شيء ، وهو حميد في أقواله ، وأفعاله ، وأوصافه ] (الشيخ السعدي)
قادر لكنه حكيم اختار لهم العذاب في الدنيا ليمحصهم وينقيهم فيدخلوا الجنة وينسوا كل ما كان في الدنيا من ألوان العذاب والظلم والعدوان ..
في وقت قصير انتقلوا من ألم الدنيا إلى راحة الآخرة
في لحظات انتقلوا من قرب أولياء الشيطان إلى لقاء ربهم الودود سبحانه
انتقلوا إلى الفوز الكبير ..
{ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)}
نقلهم من نار الدنيا إلى فوز كبير ليس له مثيل في الدنيا
ولم يذكر الفوز الكبير في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع
...
يا أهل غزة..
تذكروا ..
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }الحج39
نعم.. على نصرهم لقدير، لا يعجزه شيء سبحانه !
{ ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6)} سورة محمد
إن شاء الله ، سلط عليهم سماءه وأرضه فأبادهم ..
لكن هنيئا لهم الجنة .. التي عرفها لهم ..
...
إذن
هو الحميد سبحانه وتعالى
محمود على ماقدره لهم وماكتبه عليهم ..
فمن وراء المحن تأتي المنح
ومن وراء البلاء تأتي العافية
وإن بعد العسر يسرا
.....
سورة من قصار السور ،، كغيرها من سور القرآن المكي
تعلم العباد عن ربهم أشرف العلوم تعلمهم المعتقد الصحيح والتوحيد الصادق لربهم ..
تخبرهم عن قدرته وقوته وإحاطته
ومع ذلك لم ينتصر أصحاب الأخدود في الدنيا
ليبقى الابتلاء والاختبار قائما للقلوب المؤمنة
الابتلاء في المعتقد والإيمان بالله
لينال الفوز الكبير من يثبت على إيمانه وتصديقه وثقته بربه سبحانه وتعالى
....
يا أهل غزة .. ويا كل مسلم تعيش معهم ألمهم
لم تأت هذه السورة لنتسلى بها مع أبنائنا وأهلينا ونغلق الباب وتقف عند هذا الحد
بل لتعملنا حسن الظن بربنا وألا نسيء الظن به
فكانت عبرة وعظة لنا لنتعامل بها مع مايمر بنا من أحداث ونعالج بها قلوبنا وأوضاعنا وتوجهاتنا ..
لتعلم هذه القلوب أن تحسن الظن بربها
وتعتقد الاعتقاد الجازم أنه غالب على أمره مهما اسودت الدنيا
مهما تكاثرت جيوش الظلام
....
والآن أتت لنا صورة مشابهة في أحوال إخواننا في غزة
وقد استلمنا بها ورقة اختبار ..
لننكشف أمام أنفسنا
هل نحن ممن يثقون بنصر ربهم .. ويؤمنون بالغيب
هل نثبت أمام أقدار الله وإن كانت مؤلمة
هل نثق بأنه حكيم سبحانه وتعالى
ثم أتى في خاتمتها صورة من صور الانتصار والانتقام من الظالم
فقد أغرق فرعون وجنوده بالبحر الذي تعالى به وادعى أنه يجري من تحته ..
....
يا أهل غزة ..
ياكل الأمة ..
نحتاج كتاب ربنا ليكون لنا نورا ومعينا ومنهجا وسبيلا
ومعه السنة المطهرة ..
وهذا ما أشارت إليه تلك السورة الكريمة في خاتمتها :
{بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)}
فهلموا إليه تعلما وعملا وتطبيقا ..
فهذا أول عتبات النصر وطريقه المستقيم بإذن الله ..
..
رد مع الاستدلال
كتبت بواسطة العجورية
الروابط المفضلة