قـال ابن السـماك رحـمـه الـلــه تعــالى :
همة العاقل في النجاة والهرب ، وهمة الأحمق في اللهو والطرب ، عجبـاً لعين تلذ بالرقاد ، وملك الموت معها على الوسـاد ، حتى متى يبلغنـا الوعاظ أعلام الآخرة ، حتى كأن النفوس عليها واقفة ، والعيون ناظرة ، أفلا منتبه من نومته ؟ أو مستيقظ من غفلته ؟ ومفيق من سـكرته ؟ وخائف من صرعته ؟ كدحاً للدنيا كدحاً ، أما تجعل للآخرة منك حظاً ؟ أقسم بالله لو رأيت القيامة تخفق بأهوالها ، والنار مشرفة على أهلها ، وقد وضع الكتاب ، وجيء بالنبيين والشهداء ، لسرك أن يكون لك في ذلك الجمع منزلة ، أبعد الدنيا دار معتمل أم إلى غير الآخرة منتقل ؟ هيهات ، ولكن صمت الآذان عن المواعظ ، وذهلت القلـوب عن المنافع ، فلا الواعظ ينتفع ، ولا السامع ينتفع .
وقال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :
أين أوائل المحرّمات التي مرت بنا ، أو مررنا بها من قبل ؟ ماذا بقي منها في أيدينا ؟ تمضي السنة وتجيء أخرى بعدها ، فمن لم يعمل خيراً فيهـا عمله في التي تليها ، إن فاتك عمل الخير في نهار فعندك الليل خلفة منه ، فاعمل الخير فيه مواسم متتابعة . إن أضعت الموسم فلم تزرع فيه فازرع في الذي يليه ، هي خلفة لك ما بقيت حياً .... ولكن : هل تعـلم كم تبقى حياً ؟
الروابط المفضلة