السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
كفى بالموت واعِظًا
إن ذكر الموت وحده كفيلٌ بتنبيه الغافلين ..
نعوذ برب العالمين من فتنة المحيا و الممات .
جلست أمامها .. و هي تروي ما رأته بعينها ..
طلبوها لتغسيل سيدة توفيت أول أيام عيد الأضحى .. تقول لم يجدوا أحدًا غيري .. فالكل منشغل بأمور العيد ..
ذهبت لتغسيل المتوفاة هي و أخت أخرى ..
و تحكي عن تعسير أمر هذا الغسل .. حتى سخان المياه .. رغم أنه لا يعاني أي عطب إلا أن المياه كانت شديدة البرودة ..
تحكي لنا عن كآبة المنظر و فتورها و هي تغسل المتوفاة ..
حتى إذا ذهبت لتحضر الكفن .. فوجئت و الحاضرات بتحول وجه المتوفاة إلى جهة اليسار ..
( اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المحيا و الممات .. اللهم اجعلنا من أهل اليمين .. اللهم اجعلنا من المقربين ،، اللهم أحسن ختامنا يارب العالمين )
استمعت إليها و أنا أشعر بأنني متجمدة في مكاني .. من شدة وقع الكلام علىّ ..
سألت الحاضرات هي حول أحد وجه المتوفاة لليسار فأجاب الجميع بالنفي .. و تعذر عليهم اعادة وجهها ثانية كما كان !!
تقول كلما اقتربنا من انهاء العمل .. ازداد الوجه سوادًا .. ( و العياذ بالله ) ...
حتى فوجئن جميعًا بخروج سائل أسود كريه الرائحة من فم المتوفاة ..
سألت الراوية واحدة من أهل المتوفاة عن حالها .. و تقول وقع في روعي أن ما رأيناه مرتبط بالصلاة !!
فسألت قريبة المتوفاة عن حالها في الصلاة .. فقالت كانت تُصلي حتى بداية مرضها
فمنذ مرضت لم تكن تُصلي !!
لا إله إلا الله .. اللهم أحسن ختامنا .. اللهم استر عوراتنا .. اللهم إنا ضُعفاء و أنت القوي ..
اللهم إنا أذلة و أنت العزيز .. اللهم إنا مقصرون و أنت الكريم .. اللهم إنا لاجئون ببابك .. عائذون بجنابك .. اللهم لا تطردنا من رحابك ..
تروي لنا عن متوفاة أخرى .. تقول لما بدأن في تكفينها .. خرج سائل أبيض من أنفها .. رائحته رائحة المسك ..
تقول فأخذت إحدى الحاضرات تتسائل أمام المتوفاة . ماذا كان في جوفك ليخرج منكِ كالمسك ..
لم يحتجن إلى المسك لتطييب أماكن السجود .. بل كان المسك منها .. فسبحان الله العظيم ..
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع صدرونا .. و جلاء همومنا و أحزاننا .. اللهم لا تجعل في قلوبنا غلًا للذين آمنوا
اللهم طهرنا و نقنا من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس ..
اللهم إنا نسألك رضاك و الجنة .. و نعوذ بك من سخطك و النار ..
ربنا .. إن لم يكن بك غضبٌ علينا فلا نبالي و لكن عافيتك أوسع لنا ..
نسألك اللهم العفو و العافية في الدنيا و الآخرة .. اللهم آمين ..
أخبرتنا عن إمام مسجد كانت تذهب إليه .. و تُخبرنا عن وفاته في عيد الأضحى ..
تقول ،، كان يُحس باقتراب الأجل .. و كان يُعالج من أمراض الكبد ..
ليلة العيد .. قام ليصلي ركعات قبل صلاة الفجر ..
و قبل أن يتوضأ .. قال لزوجته أنه يُحب أن يُكبر تكبيرات العيد .. ففتح النافذة .. و كبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر .. لا إله إلا الله ،، الله أكبر الله أكبر الله أكبر و لله الحمد ..
ثم قال لزوجته ( خلاص عيدت معاكم ) و قام ليتوضأ .. فوقع و قد رفع أكمامه ليتوضأ
حمله أبناءه من أمام وضوءه ميتًا .. و كان آخر عهده بالدنيا التكبير و التحميد و التهليل ..
تروي لنا عن جنازة هذا الرجل ..
حشود و جموع غفيرة من الناس .. فسبحان الرازق الوهاب ..
تروي لنا عمن سألت الله الفوز ..
و هي تعرفها معرفة شخصية .. و قالت أنها على قيد الحياة حتى الآن ..
تقول .. هي سيدة أمية لا تعرف القراءة و لا الكتابة .. حفظت كتاب الله تلقيا عن معلمتها ..
كانت تنتظر بكل شوق ساعة ينام زوجها و أبناءها لتقوم لله عزوجل بما حفظت من القرآن
و لأنها أمية لم تكن تعرف كيف تدعو الله عزوجل
فكانت تسأل الله عزوجل الفوز .. و تقول في سجودها ( يارب أفوز ) و تكررها و تبتهل إلى الله عزوجل
تقول الراوية .. أن لتلك السيدة أب قعيد لا يتحرك .. و كانت تذهب لرعايته قبل عودة زوجها و أبناءها ..
تقول اتصل عليها والدها ذات صباح ليقول لها أنه رأى لها رؤيا في المنام ..
و أمرها أن تأتيه ليبشرها ..
فذهبت لوالدها لتستمع : فيقول أنه رآها تدخل المسجد الحرام .. و الأبواب تُفتح أمامها .. و الجموع غفيرة
فينزل ملك بورقة .. فينادي عليها .. فلانة بنت فلان .. باسمها يناديها .. و يسألها ألستِ من تسألين الله الفوز
فأجابت أي نعم .. فقال لها قد فزتِ فلا تسألي ثانية .. قالت بل أسأل .. فقال لها قد فزتِ فلا تسألي ..
و لم يكن والدها يعلم أنها حفظت القرآن و لم يكن أحد يعلم بأمر سؤالها الله عزوجل الفوز
لكنها طلبت من الله عزوجل بينة .. فأتتها البينة في رؤيا والدها ..
تقول الراوية و هي أخت ثقة .. أن تلك السيدة بيننا .. و لم تُسمها ..
و الله أكتب إليكم و أنا أبكي ..
و الله لا يستمع لتلك الحكاية أحد و لا يبكي ..
ألا نستطيع التذلل لله عزوجل ؟!
إن الله عزوجل أرحم بنا من الأم بأبناءها ..
إن الأم طردت ابنها و أغلقت في وجهه الباب حين عصاها و حذرته !
فأخذ يبكي و يبكي و يطرق الباب و يمسح وجهه في الباب حتى نام على أعتاب بابها
فأخذتها الرحمة و قامت إليه تفتح الباب ليدخل ..
إن الله عزوجل أرحم بنا منها بولدها
إنها أغلقت بابها أمام ولدها .. و باب الله مفتوح لا يُغلق ..
سبحانه .. يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار
و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ..
سبحانه .. و ما قدروا الله حق قدره ..
إلهي ..
لائذين ببابك .. عائذين بجنابك .. لا تطردنا من رحابك ..
أيعجز أحدنا أن يتودد إلى الله عزوجل ؟!
مُد يدك إلى السماء و ابكِ على خطاياك .. و اسأل الله أن يغفر لك
و اسأل الله أن يُحبك .. و اعلم بأنه من علامات القبول .. فتح أبواب الطاعات ..
فإنما جزاء الحسنة الحسنة تتبعها ..
أين هُم الآن ؟!
من عصى الله .. و مات على ذلك .. أين هو الآن ؟!
من عمل بطاعة الله عزوجل .. و مات على ذلك أين هو الآن ؟!
أين نحن من ذِكر الموت ؟!
أين نحنُ من التوبة ؟!
اللهم لا تجعل قلوبنا تتعلق بأحد سواك ..
اللهم ثبت قلوبنا على الإيمان .. و توفنا على كلمة الإسلام .. و ارزقنا الإخلاص في القول و العمل ..
منقول
الروابط المفضلة