بالله عليكم لا تلجأوا للحرام
صحيح أننا نعيش في زمن من يتقي الله فيه يعد من الغرباء ، و لكن ليس معنا ذلك أن ننحرف عن طريق الحق ، و نتجه إلى الباطل ، بل و نبرره كذلك .
هناك زميلة لي هداها الله ( و كلانا طالبتان في كلية اللغات ) قالت لي إنها تشاهد مسلسلات باللغة الأسبانية لكي تتعلم الأسبانية و تتقنها . فقلت لها : " أليست تلك المسلسلات تحوى العرى و مشاهد لا يرضى الله عنهــا ؟! " فأجابتني : هذا صحيح . قلت لها : " لماذا تشاهدينها إذا ؟! " أجابت : " أنتي تعرفين أننا نعيش في بلد لا يوجد فيها مكان للتنزه
و الترويح عن النفس ، و إذا حدث و خرجنا ، فهذا نادرا ما يحدث .
بالله عليكم هل هذا مبرر لأعصي الله ؟ هناك الكثير من الشباب من هم في مثل حالها ، و يعانون معاناتها : يشعرون بالغربة ، وأحيانا كثيرة بالملل . وبصراحة أن يبتعد الإنسان عن الشهوات من أجل مرضاة الله ليس أمرا سهلا ، مع روعته . كما أنه لا يتأتى إلا بإيمان وثقة شديدين بالله ، و صبر جمييييييييل . وأذكرأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما سئل : " أيهما خير من الآخر : من يترك المعصية لأنه لايشتهيها ، أم من يتركها و هو يشتهيها ، فقال رضي الله عنه : " الذين يتركون المعاصي و هم يشتهونها ن ألئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى " . فمثلا الذي لا يشاهد الأفلام الأجنبية لأنه يتقي الله علاوة على أنه لا يحبها ، أفضل ، أمن لا يشاهدها لأنه يتقي الله ، و لكنه في أعماقه يتمنى لو يشاهدها ؟!! أظن الجواب واضح و بين .
وعلى المسلم الذي لا يجد للحلال سبيلا ، أن يبحث عن بديل ويبتعد عن الحرام ، وهذا مصداق ما أمر به نبينا عليه الصلاة والسلام ، بطريقة غير مباشرة ، حين قال : " يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء " ( وقاية ) . فنلاحظ في هذا الحديث النبوي الشريف أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا من لم يستطع الزواج إلى الصوم ، و لم يدعه إلى أن يزني مثلا ( و حاشا للنبي صلى الله عليه و سلم أن يدعو لارتكاب الفاحشة ، وإنما أردت أن أوضح نهج نبينا صلوات الله و سلم عليه ، و كيفية حله للأمور) .
فهناك ـ للأسف الشديد ـ من يبرر مشاهدة البرامج الخليعة ، بأنه لا توجد برامج أو مسلسلات مفيدة ( و إن كان في هذا بعض الحق ) فإن هذا لا يبرر تصرفه على الإطلاق . و هناك من الشابات و الشباب كذلك _ هداهم الله _ من يلجأ إلى إقامة العلاقات غير الشرعية ،
و التحادث من خلال الماسنجر أو الشات . و هم يبررون هذا التصرف الأرعن بأنه لم يتيسر لهم الزواج ، أو أن هذه السبل تسهل عليهم التعرف ، والحصول على شريك الحياة المنتظر . و الله إني ليحزنني أن يكون لشبابنا مثل هذه الأفكار ، و الحجج غير المنطقية أو المعقولة .
فكما يقول الله سبحانه و تعالى : " ومن يتق الله فهو حسبه " ، " و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب " . و كذلك قال سبحانه و تعالى في سورة النساء : " و الله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما ، يريد الله أن يخفف عنكم و خلق الإنسان ضعيفا " . و قال كذلك في سورة التحريم : " و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " . و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تكونوا إمعة ، تقولوا أنا مع الناس إذا أحسنوا أحسنا ، و إذا أساؤواأسأنا ، و لكن وطنوا أنفسكم على أن إذا أحسنوا أن تحسنوا ، و إذا أساؤوا أن تحسنوا " .
و أقترح بعض المشاريع و الأعمال للشباب الذين يعانون من الفراغ ، حتي يقضوا أوقاتهم في أعمال مفيدة :
ـ حفظ القرآن الكريم .
_ قراءة الكتب : سيرة النبي صلى الله عليه و سلم ، و سير الصحابة الكرام .
_ الدخول على المواقع المفيدةمثل :
www.twbh.co
www.saaid.net
و ستجدون المزيد في المدونات الشخصية مثل :
http://guidance-for-all.blogspot.com/
http://therighteousreligion.blogspot.com/
ـ أخذ دورات تدريبية : القيادة ، و الكمبيتر مثلا .
ـ عمل مشاريع على الانترنت : الفوتو شوب ، مدونة ، موقع .
و في الختام ، أذكر آيات من القرآن الكريم لعلها تكون تذكرة
و موعظة لمن كان له قلب :
" و لتنظر نفس ما قدمت لغد "
" و ما ظلمناهم و لكن كانوا أنفسهم يظلمون "
" و لا تلقولا بأيديكم إلى التهلكة "
و أخيرا أذكركم بآخر آية أنزلت من القرآن الكريم ، و هي في سورة البقرة :
" و اتقوا يوما ترجعون في إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت و هم لا بظلمون "
فاتقوا الله إخواني وأخواتي
اتقوا هذا اليوم
اتقوا الله ، وانصروه ينصركم و يثبت أقدامكم
الروابط المفضلة