بسم الله الرحمن الرحيم
العظيم لم تلده الصحراء ولم يوجد في الفراغ، ولم يكن نبته ريها العدم،
إنما هو ابن لمجتمع صنعه، واقام أوده.
أيده المجتمع حين نطق، فكان في تأييده تمكين، ودعم، ومؤازرة، وتهيئة أجواء ما كان معصوما من الخطاء أو مبرأ من الزلل،
وذلك شأن كل إنسان فصوبه الناس، وقوموا نقصه، وجبروا كسره.
المرء قد يغرر به فيرجع عما معه من الحق، وينكص على عقبيه، لولا تثبيت الأنصار ونصرة الأتباع وتشجيع المعجبين.
النجاح لا يعرف الكلل، والابداع لا يعرف الملل، ومن ادعى الكمال فقد هزل، يأتي حوار المجتمع لعظيمة؛
ليحفزه على تفتيق نظرات جديدة، وتفجير خطرات رائدة.. تعلن عن استمرار التطور والرقي.
أسهم مجتمعه بنشر أفكاره، فما أكثرما اندثر من نتاج الأساتذة ملا قعد عن نشرها الطلاب..
إنا حين ننبه عالماً، او نزيد من سواد جيش قائد، او نشارك في فريق طبيب، أو ننضوي ركاب إعلامي،
انما نساعد على صنعه، اذ العظيم مجموعة عظماء؛ رضوا بأن تتوحد رايتهم، ويعلوا اسم واحد منهم.
ما كان الطبيب بدون ممرضيه ومحللي مختبره وصيادلته؟ ما كان رئيس التحرير إذا انفض من حوله مراسلوه ومصوره.
إن العظمة شركة مساهمة، فواجب على الكل، ان لا يحتقر عملا يعين عظيما فيه، وان صغرت الحصة،
والله لا يكلف نفساً الا وسعها، ومعقد الأمر على البركة فلربما سبق درهم بارك الله فيه الف درهم،
ولا تحقرن من المعروف شيئاً فقد يتسامي ما تراه حقيراً فيأتي بأكبر النفع وأزكاه.
اعجبني هذا الموضوع وقلت انقله للفائده ....
دمتم بووود ...
الروابط المفضلة