بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم بالقلم.. علم الإنسان مالم يعلم..
وقال في أول التنزيل إقــــــــــــــــــــــــرأ..
والصلاة و السلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعــد
* كان الخطيب البغدادي (392هـ - 463هـ) يمشي وفي يده جزءٌ يطالِعُه..
* كان أبو بكر الخياط النّحوي يدرس في جميع أوقاته حتى في الطريق.. وكان ربما
سقط في جُرفٍ أو خبطتهُ دابةٌ وهو يقرأ..
* ويقال عن الجاحظ الأديب المعروف "إنه لم يقع كتابٌ في يده قط إلا إستوفى
قراءته حتى إنه كان يكتري دكاكين الكتبيين ويبيت فيها للمطالعة"..
* كان الفيروزبادي صاحب معجم "لسان العرب" قد إشترى بخمسين ألف مثقال من
ذهب كُتُباً..
وكان لا يسافر إلا وبصحبته منها عدة أحمال ويخرج أكثرها في كل منزل
فينظر فيها ثم يعيدها إذا إرتحل..
إخوتي الكرام :
هذه مقدِمةٌ لموضوعٍ طالما أعرضنا عنه.. وطالما إدعينا كثرة المشاغل المُلهيةُ عن
أداءه.. مع أنه لا يُكلِفُ إلا القليل.. وفائدتُهُ ليس لها حــــد..
أحبتي وإخواني :
إن المتأمل في واقع أمتنا وما يحفل به من أدواء يجد أن من أكبر أدواءها الجهل..
وهذا كما أخبر به الصادق المصدوق من أشراط الساعة فقال..
(ويُرفعُ العِلم) ..الحديــــــــــــــــــــث..
مع أن ديننا الإسلامي الحنيف هو دينُ العلم وأول ما نزل من القرآن الكريم
على الرسول صلى الله عليه وسلم المبعوثُ رحمةً للعالمين قولُهُ تعالى:
(إقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ
عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)..صدق اللهُ العظيم..
والقراءةُ وإنتشارُ المكتبات دلالةٌ بارزةٌ على أي مجتمعٍ متحضر..
ولكننا نُصابُ بالخيبةِ حينما نسمعُ عن كثرةِ الإعراض عن هذا الأمر فهذا يدعي
التشاغل بالدراسة.. وذاك بالرزق وطلبه.. و آخر بالأولاد..!!
وعلى فرض صحة ذلك.. فلا يمكن ألا يجد أحدنا وقتاً ولو قبل النوم لقراءةِ صفحةٍ أو
صفحتينِ مما يميل إليه من الفنون..!!
ومُرادي من القراء والقصد هو القراءة في مصدر العلم الأول والذي لا يمكن أن يحل
عنه مُحِلٌٌ أو بديل..
ألا وهو (الكتــــــــــــــــــــــــاب)..
إخوتي كثيراً ما نسمع أن العرب أُمةٌ لا تقرأ ونجد من البعض من يعترض على هذا
الكلام ونحن في الحقيقةِ قد نجد له مخرجاً ألآ وهو أن الإعتراف بالحقيقةِ مُرٌ..
لكن هذا هو وزيرُ الدفاع الصهيوني (دايان) يقول أن العرب لا يقرؤون لكونه نشر
خُطةً عسكرية هزم بها العرب فيما بعد.. وعندما سُئل: ألم تخش كشف الخطة؟
قال: (إن العرب لا يقـــــــــــــــــــــــرؤون)..!!
وكلامُه هذا والحال ما ذكر صحيح..!!!!!!!
ولا يغيب عن ذهني ظاهرة إنهماك فئاتٍ من الناس في مجتمعاتنا بالإنكباب على
قراءةِ المواضيع السطحية والتافهة أمثال قراءة الشؤون الرياضية والمسائل الفنية أو
حتى القراءة في المنتديات التي لا تعنى بقيمة الكلمة وكل ذلك خارج عن مرادي
في هذا الموضوع ولكن صدق من قال: (على قدر أهل العزم تأتي العزائم)..
وأحسب أن هذه الظاهرة من أسباب ضعف الأمة: لأن هذا مظهر من مظاهر
ضعفها..
فلماذا أيها الأحبةُ لا نقرأ؟
لماذا لا نُخصِص لنا كتاباً مما نرغبه و يشجعنا على الإستمرار في القراءة..
ويزيد من معارفنا ويقوم ألسنتنا و يقوي حُجتُنا أمام الأمم؟
إخوتي القراءةُ غِذاءُ الفكر.. وأُمةٌ لا تقرأ أُمةٌ لا مِحل لها بين الكبار.. وأمةٌ لا تقرأ أمةٌ
متخلِفـــــــــــــــــة..!!!!!!!!!
فإسأل/ي نفسك/ي هل أنت/ي متخلف/ه؟؟!!!!!
أتمنى منكم إخوتي في الله إثارة هذا الموضوعِ نقاشاً لكي تعم الفائدة ونشجع
على القـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــراءة..
وحتى نتفوق على الأمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــم..
أخوكــــــــــــــــــــــــــــم
في الله فالح الحربــــــــــــــي
الروابط المفضلة