من غرفتنا الصغيرة ...
في بيتنا الكبير ..
تتعالى الصرخات والصيحات ...
بيننا نحن الأخوات ..
لماذا عملت هذا ؟
أين حقيبتي ؟ لماذا هي معك ؟
كل الأشغال علي ؟ ماهذا ؟
هيا ساعدني ..
أحداث درامكية مبكية ..
لايخلو يومنا منها ..
وأسفاه يا أختاه ..
و دمعت العينان ..
لماذا تعامليني هكذا ...
ألست أختك الكبرى ؟
لماذا تتسلطين علي ؟
ألست أختك الصغرى ؟ ..
وأيام وأيام ..
الكل يتألم .. ويشتكي ..
من المنتصر .. من السعيد ..
لا أحد ..
حتى أيامنا الحلوة .. ترجع بنا الذكريات الأليمة لتذكر تلك الأحداث ..
ماذا فعلت أختي بي في ذلك اليوم ؟
لماذا أخذت فستاني بدون استئذان ؟
لماذا هي هكذا تعاملني ..
يزيد حزني وألمي من أختي ..
اتمنى لها الموت .. الاعاقة ..
لا أحبها .. اكره ما أره في حياتي .. هي ..
يا الله .. خلصني منها ..
وأيام .. وأيام ..
لا ... تعاتوبني .. آه ثم آه ..
كم أحس بالظلم من أخواتي ..
لا أحب الصغرى .. ولا الكبرى
وأنا كذلك لا أحب الوسطى ..
تكذب علي عند أمي ..
حتى تصرخ علي ..
تدعي علي أني ضربتها ..
وتسبقني لتشتكي ..
في مدرستي وبين زميلاتي ..
لايحدث بيننا مثل هذا ..
فلماذا فقط بيننا يحدث ..
أيام وأيام ...
ذات مرة .. طلبت من أختي ..
مساعدتي في تنظيف الغرفة والبيت ..
فصرخت في وجهي وقالت : ليس دوري اليوم ..
طيب .. أنا متعبة .. أريد مساعدتك ..
ولو بالقليل ... هيا تعالي ..
ما علي منك .. اشتغلي ... بلا شحاذة ..
أختي .. حبيبتي .. علاقتي بك أكبر وأعظم ..
لست أجيرة عندك يا أختاه ..
آه .. دمعتي تحدرت .. وأمسكت بأدوات النظافة ..
لأبدأ .. هذا حالنا .. يوم بعد يوم . .
هل هذا حال الأخوات في كل بيت ؟؟
لعلي ازعجتكم بتلك المشاهد ..
منهم من يراها أنها خيال ..
ومنهم من عاشها واكتوى بنارها ..
لقد تضايقنا من سماع هذه الأحداث ..
متى تنتهي هذه المآسي والاحزان ..
حتى متى نبقى في عدوة وقطيعة ..
أحداث يومية مؤلمة ..
تزيد من بعدنا وتفرقنا ..
والدينا لاشك .. أنهما في حزن .. من حالنا
ولكن .. ماذا يعملان ...
شعورهم أشد ألما وحرقة ..
لعلنا نفهم توجعهم وألمهم ..
بتدني الرأس للأسفل وهزه يمينا ويسارا . .
ودمعة لاتخرج أمامنا ..
كل هذا ..
عند سماع صراخنا ..
عند شكوى أحدنا لهما ..
لنضع النقاط على الحروف .. هيا اجتمعوا بعد شتات وتقاربوا بعد بًعْدٍ
ـ إلى الأخوات الكريمات .. الكبرى ، الوسطى ، الصغرى ..
ـ إن ما يقع بينكن قد وقع من قبل بين أولاد نبي الله يعقوب عليه السلام .. وكان ضحية تآمر الأخوة أخيهم يوسف عليه السلام .. فأنصحكن بسماع السورة (يوسف) للقارئ ماهر المعيقلي عدة مرات .. أنت وأخوتكن .. وكرروا الاستماع .. وأعلمن انها وصية من ربكم فقد قص علينا أحسن القصص للعظة والعبرة قال الله تعالى : ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)
ـ ما أصابك من كيد أخوتك اصاب يوسف عليه السلام .. فهوني من مصيبتك ومما أصابك . واقتدي به في صبره وعفوه عن أخوته .. قال الله تعالى : (لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ).
ـ اعلمي أنا من يكيد لكن هو الشيطان .. قال الله تعالى يحكي عن يعقوب عليه السلام : ( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) وقال : (مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
فلماذا نطيعه .. ؟؟؟؟ ولماذا نسمح له بتفريقنا وتمزيق قلوبنا ؟؟
ـ ما المكيدة التي فكر فيها الأخوة اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ) .
وأنت تشتكين من أخذ فستان ، أو طلب مساعدة ، أو...
ـ ما حجم ميكدتهم بما يحدث بينك وبين أخواتك ؟
ـ الوالدن يشعران بكما ... كما حزن يعقوب عليه السلام من محاولة أولاده للكيد ليوسف : (قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ) وحدث ما كان يخافه : (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ).
ـ وقد يبلغ بهما الحزن عليكن كما بلغ بيعقوب على ابنه عليهما السلام : (وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ) وشكواهما رفعت لله : (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)...
ـ أهذا حق والديكن عليكن ؟ولكن قد يعجزان عن التعبير عن ذلك .. فشكواهما وحزنهما إلى الله ..
ـ وهكذا تمت المكيدة : (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ ) ..
ـ ماذا فعل يوسف بأخوته يا أخوات : (قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )
ـ فهلا كان لك يوسف قدوة في العفو والتسامح مع اخوته .. بالرغم من كبر جريمتهم ..
ـ ماذا بعد هذا ؟
ـ اتقن الله في أنفسكن ... وأياكن والشيطان .. لايؤمن أحدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ..
ـ أختاه ... هل ترضين أن يقع لك بما دعوت به على أختك؟ أترضين أن ترينها مريضة فيكف بمعاقة ؟ فكيف بميتة ؟؟
ـ لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
ـ لنتعاهد جميعا أن نكون جسدا واحدا .. ليشع ارتباطنا ببعضنا بعضا نورا يعم أرجاء البيت .. ليكن بيتنا بيت أم الخير .. تحب بناتها وتشفق عليهن من تفككهن وتسعد بأنهن حزمة واحدة يستحيل كسرها ..
تأبى الرماح إن اجتمعن تكسرا ... وإن تقرفت تكسرت آحادا
ـ كلما همت احدكن بالمكيدة لاختها أو فسدت العلاقة فاسمعن قصة يوسف ولتكن على سطح مكتبك في جهازك وفي جوالك ..
ـ إياكن أن تدخلن الحسرة والندامة والحزن والتعاسة على والديكما ... فقد أوصى الله بهما إحسانا . .
وفقكن الله لكل خير .. وبانتظاركن ...
ـ نسأل الله ان يجعمنا بكم و بكن في جنات النعيم أنت وأخوتك ..
ـ إذا طابت القلوب .. اجتمعت الأبدان .. بحفظ الله .
.
منقول لكم.
الروابط المفضلة