تعود الإنسان على حب التجديد دائماً والملل مما هو بين يديه ،
فتراه يغير دابته بعدما مل البقاء معها، وتراة يغير ثوبه، ويغير منزله يجدد الأثاث فيه، أو يعيد ترتيبه وقد يبيعه بالكلية ويشتري
آخر ، ويجدد المكان الذي هو فيه ، فترى الحاجة إلى السفر أو النزهة وهكذا هو حال معظم الناس ، ولا غرابة في ذلك ، ولكن الغريب في الأمر أن التجديد يمس كل شيء في حياته الدنيوية ويتغاض عن التجديد لأمر الآخرة .
فنجد معظمهم يبقى على ما هو عليه من حال ضعف وقسوة قلب وبلادة حس ، وفتور همة ، وانهماك في معاصي كثيرة ، ولا يمل من طول الفترة على تلك الحال من دون تجديد . وهكذا يكون أمر الفلاح والخيبة في الدنيا والآخرة . وذلك لقوله تعالى ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) فربط أمر الفلاح بمن يقوم بأمر التجديد لهذه النفس والارتقاء بها دوماً ، ورفض البقاء على حال واحدة ، وجعل الخيبة والخسارة لمن ترك نفسه تتوغل بالمعاصي دون أن ينتشلها من ذلك العفن .
الروابط المفضلة