قالوا في تدبّر القرآن
من منا لا يعترف بأثر رمضان على قلبه !!
رمضان
شهر كريم ،،، زمن فاضل
لياليه و أيامه لها بركة خاصة
....
هلا تفكرتِ أخيتي !!
لمَ كان لرمضان هذه المكانة العليا ..
لمَ كان له هذا الشرف العظيم ؟؟!!
لاتجيبي أنتِ .. ولن أجيب أنا
بل تعالي معي ...
نتأمل الجواب
::
::
::
لنتأمل كلام الله عز وجل
يصدح بالجواب ..... واضحا جليا :
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ }البقرة185
وتلك الليلة العظيمة كانت سيدة الليالي العشر من أواخر رمضان لنفس السبب :
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ }الدخان3
إذن لابد أن نصل إلى نتيجة واحدة ..
أن رمضان سيد الشهور وأعظمها
الزمن الذي نزل فيه القرآن
فقد جمع فيه حدثين عظيمين ...
· فهو الزمن الذي نزل فيه القرآن
· وهو الزمن الذي نقوم فيه بآداء الركن الرابع من أركان الإسلام
في تلك الليلة المباركة نزل .. غيث القلوب ...
القرآن ... الذكر ... الفرقان
خاتم الكتب والمهيمن عليها ...
منهج الحياة الآمن ...
وطريق العباد الواضح ...
لاريب فيه ...
نعم ....
القرآن هو حياة القلوب .. غيثها ... نورها ... ربيعها
(..إن من لم يعش حياته بالقرآن فهو ميت ، والناس أموات لايحيون إلا بالقرآن ،
قال تعالى : {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام122 )
ربيع القلوب .... بعد جدبها وقحطها وقسوتها ...
يزيل همها .. ووحشتها ... وكدرها...وكل آلامها
أخرج الإمامأحمد في مسنده برقم (3712) عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم : ( مَاأَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّيعَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّحُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَبِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِيكِتَابِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَالْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي،إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا، قَالَ: فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَلا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: بَلَى يَنْبَغِيلِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا (
بالتأكيد إلى هنا فنحن متفقون لا خلاف بيننا على هذا الأمر[center](هنا سنكتشف سبب الخلل بإذن الله)
(أعراض داء مؤلم )
بعد ذلك أوجه سؤالي الأول ..
لنفسي أولا ..
ثم .. لكِ أختي الكريمة
لكن .. لنجعله حوارا صادقا مع النفس فقط ...
من أجل أن تنتفع قلوبنا بربيع القلوب ..
كم من المرات ختمنا كلام الله ؟؟؟؟
كم من المرات قرأناه ؟؟؟
كثير جدا أليس كذلك
لم ينتهِ سؤالي بعد ...انتظري !!!
ماذا فعلت بنا تلك القراءة !!
هل غيرتنا للأصلح؟
ماذا أحدثت في نفوسنا؟
ما بالنا نقرأ كلام الله وأخلاقنا في بعد عنه ؟!
ما بالنا نقرأه ولازلنا نؤذي جيراننا ،، ونقطع أرحامنا ؟؟
قرأناه وما زالت قلوبنا بعيدة ،، جدباء ،، قاحلة ،،
لا زالت تحتقر ،، وتحسد ،، وتتكبر ،،، وتحتقر ....
لا زالت ألسنتنا ،، تكذب ،، تغتاب ،، تجرح ،، تخاصم ،،،
لازالت الدنيا هي همنا الأول ،،
لا زال ..... لا زال ........
قبل أن تجيبي أمام نفسك على هذه الأسئلة ...
أنبهك حبيبتي وأنبه نفسي المقصرة ....
كوني صادقة مع نفسك ..واحتفظي به داخل نفسك ولا تكتبيها هنا ...
لابد أن نعترف بحقيقة ... نواجه بها أنفسنا وهي أننا للأسف بعيدون عن العمل بالقرآن.....
وقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم :
فقالت: [ كان خلقه القرآن ]
تأملي كيف كان الصحابة .. يتعلمون القرآن للعمل ...
قال أبو عبدالرحمنِ السُّلميُّ رحمه الله: حدَّثَنا الذين كانوا يُقرِؤوننا القرآن، عثمان بنُ عفانَ وعبدُالله بنُ مسعودٍ، وغيرهما، أنَّهم كانَوا إذا تعلَّمُوا منَ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم عَشرَ آياتٍ لم يتجاوزوها حتى يتعلَّموها وما فِيها من الْعلْم والْعَمَل، قالوا: فَتعلَّمنَا القرآنَ والعلمَ والعملَ جميعاً.
سؤالي الثاني :
لماذا أُنزل القرآن ؟
هل أنزله الله من أجل القراءة ... أم من أجل الحفظ ؟؟ أم ؟؟؟؟
لا والله ما أنزله الله لأجل أن نقرأه ونحفظه فقط
وإنما أنزله سبحانه من أجل العمل بما فيه
من أجل أن يكون منهج لحياتنا ومقوما لسلوكياتنا
بل حتى مشاعرنا وعواطفنا لابد أن تنضبط بكتاب الله
تأملي هذه الآية :
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29
لم يقل الله عز وجل للقراءة ولا للحفظ
وإنما للتدبر وجعل بركته في تدبر آياته ...
القراءة .. والحفظ ... وسيلة للوصول للتدبر ..
فكيف نتدبر مالا نقرأه ولا نسمعه ولا نحفظه ...؟؟؟
إذن هذا مانفتقده اليوم...
تدبر القرآن
استمعي إلى أقوال العلماء في ذلك :
v"من لم يكن له علم وفهم وتقوى وتدبّر، لم يُدرك من لذّة القرآن شيئاً" (الزركشي، البرهان، 2/171)
v"إني لأعجب ممن يقرأ القرآن ولم يعلم تأويله كيف يلتذّ بقراءته!" (ابن جرير الطبري، معجم الأدباء، 18/63)
v"المطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به، فإن لم تكن هذه همّة حافظه لم يكن من أهل العلم والدين" (شيخ الاسلام ابن تيمية، الفتاوى، 23/54)
v" يا ابن آدم، كيف يرقّ قلبك وإنما همّتك في آخر السورة؟!" (الحسن البصري، مختصر قيام الليل للمروزي، ص 150)
v" إذا مرّ – متدبر القرآن – بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولو ليلة، فقراءة آية بتفكّر وتفهّم خير من قراءة ختمة بغير تدبّر وتفهم، وأنفع للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن" (ابن القيّم، مفتاح دار السعادة، ص 221)
معنى التدبر في اللغة:
هو النظر في عاقبة الأمر والتفكّر فيه. وتدبر الكلام: النظر في أوله وآخره ثم إعادة النظر مرة بعد مرة ولهذا جاء على وزن التفعّل كالتجرّع والتفهّم والتبيّن، ولذلك قيل إنه مشتق من النظر في أدبار الأمور وهي أواخرها وعواقبها. ومنه تدبر القول كما في قوله تعالى (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) المؤمنون).
معنى تدبّر القرآن:
هو تفهّم معاني ألفاظه والتفكر فيما تدل عليه آياته مطابقة، وما دخل في ضمنها وما لا تتم تلك المعاني إلا به، مما لم يعرج اللفظ على ذكره من الإشارات والتنبيهات وانتفاع القلب بذلك بخشوعه عند مواعظه وخضوعه لأوامره وأخذ العبرة منه.
قال الطبري رحمه الله في قوله تعالى (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) ص) ليتدبروا حجج الله التي فيه وما شرع الله فيم من الشرائع فيتعظوا ويعملوا به.
وقال أبو بكر ابن طاهر: تدبر في لطائف خطابه وطالب نفسك بالقيام بأحكامه وقلبك بفهم معانيه وسرك بالاقبال عليه.
ويقول الهروي رحمه الله : أبنية الذكر ثلاثة: الانتفاع بالعِظة والاستبصار بالعبرة والظفر بثمرة الفكرة.
ويُستفاد من كلام العلماء في معنى التدبر أن التدبر في القرآن يشمل الأمور التالية:[/center]
[center]
معرفة معاني الألفاظ وما يُراد بها. تأمل ما تدل عليه الآية أو الآيات مما يفهم من السياق أو تركيب الجمل. اعتبار العقل بحججه وتحرك القلب ببشائره وزواجره. الخضوع لأوامره واليقين بأخباره.
أختي الحبيبة :
يقول الله تعالى :
{وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }التوبة124
{وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ }التوبة125
انظري إلى الفريق الأول :
ماذا فعلت بهم السورة ؟؟
زادتهم إيمانا ...
تعريف الإيمان في الشرع :
فالإيمان في الشرع هو: (تصديق بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان).
وقد ذكر ابن تيمية، أنه قد حكى غير واحد الإجماع على هذا التعريف،
إذن هذا هو المطلوب :
اعتقاد في القلوب ،،،، قول باللسان ،،، عمل بالجوارح
إذن يزيد الإيمان بالقراءة
يقوى اعتقادي ويقيني بكلام الله تعالى
ولساني يردد .. وجوارحي تعمل تطبق...
أما الفريق الضال والعياذ بالله فقط يستمع ولا يتغير حاله ..
بل يزيد خبثا على خبثه ...
اللهم عافنا ولا تجعلنا منهم ...
وبعد ... أخيتي
بعد أن عرفنا الداء...
وعرفنا السبب له ...
وتلمحت لنا بعض علاجاته ...
أختاه أود لو نقف هنا لنتحاور قليلا .....
لنطرح كل ما لدينا بخصوص هذه المشكلة
فلنبدأ بالبحث عن خطوات لقراءة أكثر نفعا ...لكتاب الله عز وجل
متوكلين على ربنا ... مستعينين به في توفيقنا للصواب ...
فلا حول لنا ولا قوة إلا به ...
محاور ... للانطلاق معا ..من أجل أن نحيا بالقرآن
س1:ماهو مقصودك من القراءة ؟
الأجر فقط ، أم العمل ، أم صلاح القلب والعمل ؟؟؟
س2: هل تستطيعين أن تلخصي ما قرأتيه من الآيات بعد الانتهاء من القراءة ؟؟
س3: هل من خطة تقترحينها تعيننا على التدبر لكلام الله عز وجل ؟؟
[center]
الروابط المفضلة