< مُقَآبلات حَيّة >
اتصلتُ عليها وسألتها :
- مَن هيَ قدوتك ؟
- إممم .. سؤال محير .. لكن قد لا أملك له إجابة ..!
فأنا قد أقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم في أخلاقه ..
وأمي أقتدي بها في تعاملها ..
بصراحة .. لا أعلم .. فأنا لا أملك أي قدوة ..!!!
سألتُ أختِي :
- من هِي قُدوتكْ ؟
استغرب من سؤالي ثم أجابت :
- أملك عدة قُدوات ..!!
فأنا مثلاً في الامتثال لأوامر الله عز وجل .. أقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ..
و في حُسن الأخلاق .. أقتدي أيضاً بالنبي صلى الله عليه وسلم ..
أقول لكِ بصراحة : أنا أُحاول أن أقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في جَميع أموري .. فأنا أراه أنه هو القدوة الوحيد لدي ..
سألتها عَن أحوالها .. ثم سألتها :
- بمَ تقتدين ؟ ولماذا اخترته ؟
فأجابت : ( وهي من النوع المغرم بالمسلسلات ومن عشاق المغنين .!! ) أسأل الله أن يهيدها :
- إحممم .. سؤال لم أتوقعه .. أنا لا أملكُ قدوة في الدين ..!
فأنا لا أقتدي بأي أحد في هذه الأمور - تقصد أمور الدين - .
فأنا أفعَل فقَط الأمور الواااااجبة في هذا الدين ..
كالصلاة .. الصيام .. فقط ..
فلهاذا لا أحتاج أي قدوة ..!!
قاطعتها ببعض الغضب :
- وفي المظهر ؟ ( سألتها ولمْ انتَظر الإجابة ) إلا أنها فاجأتني :
- يووووه .. أما هذي فكثيير قدواتي فيها ..!!!!!
فمثلاً .. أنا دائماً أود أن أكـون بمظهر المُغنية ( ... ) ..
وأتمنى أن يكون لون عيني مثل مُهند ..!!
( بسرعة قاطعتها بعد أن بدأت في إغاظتي بتلك القدوات التي لا أطيق حتى سماع اسمها .. وشكرتها .. وأنهيت المكالمة سريعاً ..!! )
غآلياتي .. المحادثات السابقة ليست من نسج الخيآل .. لكنها واقعية .. وقمتُ بإعدادها بنفسي ..
< حُلولْ >
[ ويتردد الصدى ]
كَثيرجداً من الصديقات والأخوات والقريبات .. يفتقدن القدوة الحسنة ..
والسبب أنه لم يتوفر لها الشخص المناسب الذي تقتدي به ...!!
فأختي الغآلية .. وأيتها المربية الفاضلة ..
إجعلي نفسكِ قدوة لابنتك .. طالبتك .. أختك .. ولكن .. يجب عليكِ أن تكوني قدوة حسنة لها ..
فلا يجبُ أن تراكِ تسمعين الغناء .. ثم نهيها عن سماع الغناء والمحرمات ..!!
ولا تنهيها أن تكذب مثلاً ، وتراكِ أنتِ تكذبين عليها أو على غيرها ..!!
ولا أقصد بكلامي أن تفعلين ما يحلو لكِ وهي لا تراك ِ أو لا يراكِ فيه أحدٌ برأيكْ .. فهُناكَ ربٌ يُراقبك ويكتب كل صغيرة وكبيرة .
وإذا تأملنا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ليجد أنها حوت جميع مكارم الأخلاق التي تواطئ عليها فضلاء ونجباء البشر ونبلاؤهم ، حتى إنها لتجيب على كل ما يختلج في الفؤاد من أسئلة قد تبدو محيرة لمن لم يذق طعم الإيمان بالله تعالى من الذين كفروا ، والغريب في الأمر أن بعض بني قومنا من المسلمين هداهم الله لا يحفلون بهذه الميزة العظيمة التي ميزنا الله بها وهي كون النبي صلى الله عليه وسلم قدوة وأسوة حسنة رغم أنها تمثل الرادع الفعلي عن ارتكاب ما يخل بخلق المسلم ، وهي المحرك الأساس إلى الارتقاء بالذات إلي معالي الأمور وقممها السامقات .
سألتها : من قدوتك ؟ أجابت : محمد صلى الله عليه وسلم ..
لو سألتها :
أتعرف شيئاً عن سيرته ؟ .
فسيحدثك ولو بالقدر القليل عن سيرته عليه السلام من ولادته ونشأته وعبادته وشجاعته وحسن خلقه وغزواته وغير ذلك إلى الوفاة .
وإنك لتسمع من البعض أيضاً عبارة : هذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وما ذلك إلاَّ دلالة واضحة على أن المسلمين عموماً لديهم الرجوع الذهني إلى القدوة المطلقة وهو النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .. فيفعلون ما فعل وينتهون عما نهى ويخجلون من فعل شيء لم يفعله.
وهذا شيء خاطئ ..
فالرسول صلى الله عليه وسلم ترك أشياءً كثيرة لم يفعها وأمر الصحابة بها .. وسبب تركها لها هو رفقاً بامته .. وخوفاً أن تفرض عليهم ..
[ هَمـــسة ]
غآليتي .. أنتِ تحتاجين إلى القدوة ..
وقدوتكْ تحتاج إلى قدوة ..
وقدوة قدوتك تحتاج إلى قدوة ..
وهكذا ..
فيجبُ على الأم أن تكون قدوة لأطفالها ..
ويجب على المعلمة أن تكون قدوة لطالباتها ..
ويجب على البائع أن يكون قدوة للتجار الآخرين ..
وهكذا ..
هذا ما أردت إيضاحه باختصار في هذه الكلمات ..
أسال الله عز وجل أن يجعلنا ممن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في جميع أمور حياتنا .. وأن نقتدي بمن هم أهل لذلك ..
غآلياتي .. اعذروني على التقصير ..
لكني أحببت أن أطرح هذا الموضوع المهم ..
وأرجو من الجميع .. الإجابة على هذه الاسئلة :
مَن قدوتك بصفة عامة في الحَياة ؟
ولماذا اخترتهـ/ا كقدوة ؟
وهل لكِ قدوةَ مُعينة في أماكن معينة ؟ كالمدرسة .. والمنزل ؟
أنتظر إجاباتكم ..
وأود أن أرى بعضاً من الكلمات أو المواضيع التي تهتم بهذا الموضوع ..
شعارنا :
{ لا للمكرر والمنقول ، نعم للتميز والإبداع }
الروابط المفضلة