ܓ هل حقا قد حان وقت القطاف؟؟؟ܓ
انتهت الأختبارات وبدأت العطلة الصيفية ، ومع بدايتها قطف ثمار ما غرس بالأمس
فمن غرس الزرع الطيب ماكان له إلا الطيب من الثمار..
هذه كانت صورة بسيطة توضح عمق مانحن فيه حقا من إختبارات حقيقية تمر بنا في مراحل حياتنا المختلفة ،
والتي قد تغيب في زحمة المسؤوليات عن الكثير منا عبرتها والحكمة منها .
هذا لم يكن إلا مدخل لقطاف تواجدت واحتلت بل تحتل بالفعل مساحات كبيرة في حياتنا..
كل يوم وكل ساعة بل كل جزء من الثانية في عمر الإنسان يمر فيها بمختلف الأختبارات والإمتحانات والإبتلاءات،
فيها يزرع ويغرس
( تختلف البذور التي ينثرها و يتباين الغرس الذي يغرسه)
ومما لاشك فيه أن تربة الأرض التي يغرس ويزرع فيها ليست متشابها.. لذلك فما كانت النتيجة إلا قطاف مختلفة في المظهر
والأُكل ..
هل نقول : أن وقت القطاف قد حان موعده؟
ولما لا نقول نعم !!
نعم .. في كل حين وإن لم يبدو لنا ذلك واضحا .. هو حقا وبدون شك وقت قطف الثمار.
وهل حياتنا إلا أختبارات مستمرة ؟..
وهذا ماتأكده لنا مداركنا المتواضعة والتي تخبرنا بأن لا اختبار من غير نتيجة مؤكدة.
لماذا ننظر فقط ليوم القطاف الكبير ؟..
وننسى أو نتناسى أننا في مواسم قطاف مستمرة.. حصيلتها تتجمع وتتراكم لذاك اليوم!!..
فلننظر نظرة فاحصة ، شاملة ، متكاملة ، إلى حديقتنا وما فيها من زرعنا وغرسنا.. إلى أعمالنا ..
إلى كل مايبدر منا من أفعال وأقوال
نظرة حق .. نصحح بها أخطائنا ..
نقتلع فيها الخبيث مما بذرناه ..
هلموا نحرث قلوبنا..نجدد فيها الخير
هلموا نغسل أبصارنا نزيل عنها ماكدر الرؤية بها
هلموا ننظف ألسنتنا من زلل الكلام
وآذاننا .. هلموا لنصم بها عن الفواحش من الأقوال
وإلى أين أقدامنا تسير بنا؟؟
فالنيّسر لها الطريق ونعبده للحق
قطافنا .. كيف هي ؟
الجواب يعتمد بالدرجة الأولى على جزيئة لاتغيب عن العين
إن نوعية غرسك.. تؤهلك لمعرفة كيف سيكون قطافك
وكل منا يعرف كيف هو زرعه الذي زرعه .. فمن غير الحق أن نتحايل على أنفسنا ونمضي وكأننا لسنا عنها بخابرين!!
لا نحتاج إلا لـــــ...
يقظة ..
كلنا في حاجة ليقظة حق
فالغفلات .. تحيط بنا
غفلة نعم قد تكون غفلة واحدة تكتم انفاسنا فلا فوقان منها إلا على غيبوبة شاملة
وهل هناك فواق في وجود الغيبوبة؟؟!!
فكيف بغفلات تلي غفلات ونحن في غمرة غفلتنا ساهون!!
لا راحة ..
هاهي النكبات النفسية تزين لنا قبيح أعمالنا
وهاهي مباهي الحياة بألوانها الزاهية ترسم الضلال فتغشي أعيننا
وهاهم أحبتنا قد يكونوا سببا في غفلتنا..
ونحن ..قد نكون سببا أيضا في غفلة من أحببناهم
إلا حين :
أدعوكِ يانفسي لليقظة
كفى غفلة ..يانفسي وأفيقي
كفى تسويف .. كفى تمني
فما علمت للأن أن للتمني أرجل بها تمشي
كفى طول الأمال .. كفى الترجي
ارفعي الأكفة يانفسي وأدعي ربي
شمري .. وللحق انطلقي واسعي
فمواسم القطاف ليست تختص في العام بموسم واحد
بل هي مواسم بعرض وطول العام
ورمضان موسم الخير .. فماذا أعددتي له يانفسي
غير المأكل والمشرب والنوم
أشهر معلومات .. وأيام معدودات
وليالٌ عشر وثلاثة بيض وأثنين وخميس .. عاشوراء .. وعدي أيام الخير يانفسي ولا تحصي
ساعات وإشراقات .. لحظات .. أوقات .. متتاليات .. تحمل الخير .. فأين منها أنتي؟
أيام الخير طوال العام .. فأين أنتي منها وإلى أين تسعي؟!
استنكر فيكِ هبوط العزيمة يانفسي .. لما في سعي الخير لاتستمري
لما حددنا أوقات لنزرع فيها !!
بينما العام كله للغرس يجدي
هل تعمقنا التفكير لغدا حين يأتينا وقت الحصاد الأكبر فننظر حينها ماذا نجني؟
قطاف .. تسبق قطاف..
قطافا تتساقط فلا تنفع ولا تجدي
وقطاف تموت من قبل أن تسقي
ومنها على الشجر يبدو زاهيا .. وبالدخل يسكنه العطبي
فمن كان قطافه مورقا يانعا مخضرا .. فذلك نعم القطاف وربي
فاإلى ذلك يانفسي انطلقي..كفى ركون كفى تشبث بمظاهر الحياة
كفى تسويف .. لم نعد بحاجة للتأجل .. والتأخير لم يعد بالخير يأتي
اقدمي على الطاعات فالعمر أسرع من البرق حين يبرق.. وقطارنا لامحال فهو يجري.
وإلى قطف آخر إن شاء الله.
----------
-------
رسالة خاصة إلى من يهمني أمرهم هنا :
إليكم ياأحبة لكِ يامن بين الحنايا مسكنكم
وأنا التي بينكم سكنت بقلمي وقلبي
فها هو الوداع والذي أمقته قد حان موعده..
وما علمت الحياة إلا محطة كبيرة كلنا نقف فيها
فكلنا فيها مستقبلين ومودعين
كلنا فيها مسافرين
جميعنا نقف على محطات الحياة ..
وهاهي محطة من تلك المحطات اليوم أقف عليها ومنها
أودعكم
أودعكم هنا والقلب يشتاق لكم من قبل أن يفارقكم
فأنا إلى غياب قصير ذاهبة!!
أسأل الله أن ييسر الذهاب وييسر العودة
تذكروني بالخير ولا تنسوني من دعواتكم الطيبة
وإلى لقاء قريبا..
تذكروا ولاتنسوا:
كنت هنا بينكم وسأظل بإذن الله بينكم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
أم بدر
- الصور خاصة لأم بدر
الروابط المفضلة