الحمد لله مجيب من دعاه ...
له الحمد في الأولى والآخرة واليه المآل ....
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه ... وبعد :
اخي اخيتي المسلمة :
فإن شهر الصوم شهر ذلة وخضوع ومسكنة ودموع ...
يتقرب فيه المسلم الى الله عز وجل بأنواع العبادات , وأجل القربات ...
من صلاة وصيام ودعاء ونفقة وغيرها .
والــدعـــاء ...
والدعاء عبادة عظيمة غفل عنها بعض المسلمين ,
وتهاونوا في أمرها وهو حبل موصول , وعروة وثقي مع الله عز وجل ,
كما قال عليه الصلاة والسلام :
" لن يهلك مع الدعاء أحد "
وللدعاء فضائل ومزايا عديدة منها :
أولا :
أن الله عز وجل أمر بالدعاء لقوله تعالى :
" وقال ربكم ادعوني أستجب لكم "
وقال تعالى :
" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان "
ثانيا :
الدعاء هو العبادة كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
" الدعاء هو العبادة "
ثالثا :
الدعاء يرد البلاء ويدفعه قال عليه الصلاة والسلام :
" لا يغني حذر من قدر , والدعاء ينفع مما قد نزل ومما لم ينزل ,
وان البلاء ينزل فيتلقاه الدعاء فيتعالجان الى يوم القيامة "
رابعا :
المعية الخاصة من الله عز وجل لمن دعاه ,
قال صلى الله عليه وسلم :
" إن الله تعالى يقول : أنا عند ظن عبدي بي , وأنا معه إذا دعاني "
خامسا :
لا يرد القضاء إلا الدعاء كما قال عليه الصلاة والسلام .
سادسا :
وفي الدعاء من الذل والانكسار لله عز وجل
معنى عظيم من أنواع العبودية وتخليص القلب وتفريغه من التعلق بغيره ...
سابعا :
والدعاء من أكرم الأشياء عند الله كما روى ذلك الترمذي
ثامنا :
و " الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض "
تاسعا :
وفي الدعاء ادخار الأجر والمثوبة عند الله إذا لم يجب الداعي في الدنيا ..
وهذا أنفع وأحسن .
آخى أختي المسلمة :
للدعاء آداب يجب مراعاتها والأخذ بها ومنها :
أولا :
الجزم فيه واليقين على الله بالإجابة لقوله صلى الله عليه وسلم :
" إذا دعا أحدكم فلا يقل : اللهم اغفر لي ان شئت , ارحمني إن شئت , ارزقني إن شئت . وليعزم مسألته , إنه يفعل ما يشاء لا مكره له "
ثانيا :
حضور القلب وعدم الغفلة عند الدعاء كما قال عليه الصلاة والسلام :
" ادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة , واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه "
ثالثا :
الدعاء في كل الأحوال لقوله صلى الله عليه وسلم :
" من سره ان يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء "
رابعا :
ومن آداب الدعاء أيضا ان يخفض صوته بين المخافتة والجهر .
خامسا :
ان يسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى , ويثني عليه ..
سادسا :
ان يصلي ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
سابعا :
ان يتوخى أوقات الإجابة ..
ثامنا :
ان لا يتكلف السجع في الدعاء
تاسعا :
ان يكون مستقبلا القبلة رافعا يديه متوضئا قبله ..
عاشرا :
مع إظهار الافتقار والضعف والشكوى الى الله عز وجل .
أخي أختي المسلمة :
من الأوقات التي يستجاب فيها للداعي :
(( 1 ))
ليلة القدر
(( 2 ))
في جوف الليل
(( 3 ))
دبر الصلوات المكتوبة
(( 4 ))
الدعاء بين الأذان والإقامة
(( 5 ))
الدعاء حال السجود
(( 6 ))
وفي آخر ساعة من يوم الجمعة
(( 7 ))
الصائم
(( 8 ))
المسافر
(( 9 ))
دعاء الوالد
(( 10 ))
ودعاء الأخ لأخيه في ظهر الغيب
وغيرها من أوقات الإجابة ...
فاحرص على استغلال هذه الأوقات والأحوال في هذا الشهر المبارك
اكـثر مـن الدعــاء لــ ...
اكثر من الدعاء لنفسك بالهداية والتوفيق وقبول التوبة ...
والتجاوز عن الخطيئة والعفو عن التقصير والزلل ...
واسأل الله عز وجل أن يححيك على الإسلام ويميتك عليه ...
وأن ينجيك من النار واسأله الخاتمة الحسنة والدرجة العالية في الجنة ...
ولا تغفل عن ذريتك فقد سبقك الأنبياء والمرسلون الى ذلك ...
ودعوا كثيرا لذرياتهم وزوجاتهم ,
واجعل لشباب المسلمين نصيبا من دعائك ...
وخص علماء ودعاة الأمة ...
وولاة أمرها ورجالها المخلصين بالدعاء والتوفيق والسداد ..
ولا تنس ان تخص الدعاء لاخوانك المجاهدين والاسرى المظلومين
بأن يفرج الله عنهم كربتهم وان يثبتهم ويملأ قلوبهم رضا وطمأنينة ويقينا...
أخي أختي المسلمة :
احذروا من موانع الإجابة ومنها :
أولا :
الاستعجال في الدعاء فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
" يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم مالم يستعجل ,
قيل : يا رسول الله , ما الاستعجال ؟
قال : يقول دعوت فلم أر يستجاب لي , فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء "
ثانيا :
أكل الحرام مـن ...
1-
ربا ورشوة وسرقة وأكل مال اليتيم .
2-
وأكل حقوق الغير .
3-
والتعدي على أموال الناس
4-
اخذ حقوق العمال ..
5-
كذلك خيانة الأمانة .
6-
التأخر عن الدوام أو إضاعة وقته ...
ولو حسبت كم دقيقة تضيع من جراء تأخرك او خروجك بدون عذر شرعي ..
لعرفت كم يدخل بطنك من الحرام وبدون وجه حق ...
يقول صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي يمد يديه الى السماء ويقول :
" يارب , يارب , ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام
فأنى يستجاب له "
ثالثا :
ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
" والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر
أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم "
وعندما سئل إبراهيم بن أدهم :
: ما بالنا ندعوا فلا يستجاب لنا .. ؟
قال :
لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه وعرفتم الرسول فلم تتبعوا سنته
وعرفتم القرآن فلم تعملوا به وأكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها وعرفتم الجنة فلم تطلبوها
وعرفتم النار فلم تهربوا منها وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه وعرفتم الموت فلم تستعدوا له
ودفنتم الأموات فلم تعتبروا وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس..
أخي أختي المسلمة :
يجب أن لا يغيب عن بال الداعي انه يحصل بسبب الدعاء :
1-
سكينة في النفس ..
2-
انشراح في الصدر ..
3-
صبر يسهل معه احتمال الواردات عليه ...
وهذا نوع عظيم من أنواع الإجابة ...
فاكثروا من الدعاء والابتهال الى الله عز وجل ...
ولا تكن ممن عناهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :
" أعجز الناس من عجز عن الدعاء ,
وأبخل الناس من بخل بالسلام "
واسمع الى قول الله عز وجل وهو يناديك :
" وقال ربكم ادعوني استجب لكم "
وقوله تعالى :
" أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء "
أخي أختي المسلمة :
لا تسألن بني آدم حاجة ... وسل الذي أبوابه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤاله ... وإذا سألت بني آدم يغضب
فإياك ان تطلب حوائجك إلى من أغلق دونك بابه...
وعليك بمن بابه مفتوح فقد أمرك أن تسأله ووعدك بالإجابة ...
وأسال الله بقلب حاضر ونفس منقطعة إليه و أمل ورجاء في الإجابة ...
فان الله كريم جواد بر رحيم .
الهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ...
اللهم آمن روعاتنا واستر عوراتنا اللهم اصلح أحوال المسلمين وول عليهم خيارهم ...
ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم ...
وتب علينا انك أنت التواب الرحيم...
واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين ...
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
للكاتب / عبدالملك القاسم أثابه الله
بتصــرف
[ram]http://198.65.147.231/do3a/NaserAlghamdi.RM[/ram]
الروابط المفضلة