السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
نحن قوم أعزّ نا الله بالأسلام ومهما أبتغينا العزّه بغيره ...أذلنا الله
أما بعد

تم التعديل بواسطة مساعدة المشرفه العامه الخنساء

حديث شريف


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( إن إلإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء ) .

( طوبى للغرباء معناه أن طاب عيشهم وسعد حالهم )

ومن صفات هؤلاء الغرباء الذين غبطهم النبى صلى الله عليه وسلم التمسك بالسنة إذا رغـــــب عنها الناس وترك ما أبدعه الناس (وإن كان هو المعروف عندهم) وترك الانتساب إلى أحد غير الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله علــيه وسـلم .

فهــؤلاء هـــم الغرباء المنتسـبون إلى الله بالعـبوديـة وحـده وإلى رسوله صلى الله عليه وسلـــم بإتباع ما جاء به ، وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقا .


فإذا أراد المؤمن الذى قد رزقه الله بصيرة فى دينه وفقها فى سنة رسوله صلى الله عليه وسلــم وفهما فـــى كتابه وأراه الله ما الناس فيه من الأهواء والبدع والضلالات - إذا أراد أن يسلك هذا الطريق المستقيم فليوطن نفسه على قدح الجهـال وأهـل الـبدع وطعنـهم فيـه وتنفير النـــــــاس وتحذيرهم منه كما كان سلفهم من الكفار يفعـلون مع النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعـــــه لأن نفس ما جاء به صلى الله عليه وسلم كان يضاد أهواءهم ولذاتهم ومناصبهم ومـا هـم عـليـه من الـشهوات والـبدع .

فكيف لايـكون الـمؤمن الطاهر في أقـواله وأفعاله وأكله وشـربه وفي شأنه كله - المهاجر إلــــى الله - المتبع لإمامه صلى الله عليه وسلم غريبا بين هؤلاء الذين اتبعوا أهواءهم .


إن لله عــبــادا فــطنـــا طلقوا الدنيا وخافوا الفـتنا

نظروا فيها فلما علموا أنهـا لـيسـت لـحـى وطـنــا

جعلوها لجـة واتخـذوا صالح الأعمال فيها سـفنـا

( واللجة : هى البحر )

فإنها ليست لهم بدار مقام ولاهى الدار التى خـلقوا لها وقد قال النبي صـلى الله عليه وسلم لعـبد الله بن عمر رضي الله عنهما : ( كن فى الدنيا كأنك غريب أوعابر سبيل ) .


فلابد ياأخى أن تجعل سمعك وبصرك ولسانك وفكرك وحياتك كلها وقفا لله سبحانه وتعالى .


فلتكن نيتك دائما خالصة لله تعالى بابتغاء رضاه في الصالحات ، واجتناب غضبه في المخالفات.


وسخر سمعك لكل نافع لك في دنياك وآخرتك ، واصرفه عن كل لغو ولهو يخالف شرع الله تعالى فهو يضرك ولا ينفعك.



وليـكـن بصرك متجها دائما إلى الخير من قراءة القرآن والكتب المفيدة وإلى عظمة خلــــــــــــق السماء والأرض وما فيهما من المخلوقات وكيف خلق الله العظيم سبحانه وتعالى هذه الاشـــياء العجيبة بقدرته وحكمته فتدرك من خلال إطالة النظر وتدبر الفـكر عـظمة الله الخالق فـتـكـــــــف بـصرك عـن جميع ما حرم الله من النظر إلى الفتن والنظر إلى ما لا فائدة فيه فيعطيك الله ثـــلاث خصال :حلاوة الإيمان ، وخشوعا فى القلب ، وفراسـة .


وليكن لسانك عامرا بالذكر والنصح والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر واجعله كالمشلول عند مواطن الغيبـة والـنميمة واللغو والـسب والاستـهزاء والغنـاء . وبـادر إلى استغفـار الله بقلــــبك ولسـانك تجد الله غفورا رحيما ، وحافظ على قول كفارة المجلس عند نهاية كل جلسة ( سبحانك اللهم وبحـمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ) ، وعلى قول أذكار النبي صلى الله عليه وسلم في كل أحوالك .




ومن يلزم نفسه بهذا فسوف يكون بإذن الله من خير عباد الله الصالحين المصلحين وســــــــوف يتعلق قلبه بالله فيأنس به فى حياته مع أمثاله من المؤمنين، وسوف يعرف حقا أن هذه الدنيــــا خداعة براقة وأنه لا لذة ولا نعيم ولا راحة ولا سعادة فيها إلا بطاعة الله ومتابعة رســـــول الله صلى الله عليه وسلم فى كل أمر. وسوف يحب الخير وأهله ويحرص عليه ويكره الشر وأهلــــه ويحرص على البعد عنه .


أخى فى الله: استدرك ما فات بما هو آت .

مادام فى العمر بقية ومازلت شابا فماذا تنتظر؟

أتنتظر المرض ؟ أم تنتظر الأشغال التى تشغلك ؟ أم تنتظر الشيخوخة ؟ أم تنتظر المــــوت الذي هو قريب منك ولكنك فى غفلة عنه وسوف يهجم عليك فى ساعة من ليل أو نهار؟

واعلم أنه لا ينفعك إلا ماقدمت من الأعمال الصالحة الخالصة كما قال المصطفى صلى الله عليـه وسلم : (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) .

تـزود مـن التـقـوى فـإنـك لا تــدرى إذا جن ليل هل تعيش إلى الفـجـر

فكم من فتى أضحى وامس ضاحـكا وقد نسجـت أكفانه وهو لا يدري

وكم من صغار يرتجى طول عمرهم وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القـبر

وكم مـن عـروس زينـوها لزوجهــا وقد قبضت روحهــــا ليلة العرس


أخى فى الله: كن حذرا من إغواء الشيطان . فالشيطان ملحاح بطئ لا ييأس منك بل يحــــاول أن يوقعك فى الآثام والمعاصى والشرك الأصغر و الأكبر ، واحذر البدع وابتعد عنها وحذر الآخرين منها ، واحذر الكبائر واجتنبها واجعل بينك وبينها وقاية من الخوف من عقاب الله ورجاء ثوابه ومحبته جل وعلا وتعظيمه فى الليل والنهار .


واعلم أن كل معصية عملتها تجازى بها . إذا لماذا لاتتوب وتفتح صفحة جديدة بيضاء تصــــدق فيها مع الله وتعزم على التوبة ، فإن الله لايخيبك أبدا وهو أرحم الراحمين .

واحذر التسويف وقولك سوف أتوب واترك المعاصى ، بل سارع إلى الله وتب التوبة النصـوح وانكسر بين يدى ربك واسكب الدموع بين يدى مولاك فى جوف الليل وأعترف بذنوبك واســـأله أن يعينك فيما بقي من عمرك .

يامسكين اعلم أن الأجل بيد الله وأنه لاحول ولا قوة لك . فمتى كان وقت رحيلك عن هــــــــذه الدنيا الفاتنة أتاك ملك الموت وخطف روحك . فأيهما أحسن لك: أن تخرج روحك من جســــــدك وهى طاهرة مطمئنة أم تخرج وهى خبيثة ؟


وتذكر ما أعد الله للغرباء هناك فى الدارالآخرة مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين بلا انقطاع ولا ملل. ففيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر والتمتع برؤية النبيــــــــــين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وبالحور العين وأن تأكل من لحم طير مما تشتهيـــه وفاكهة مما تتخير وأنواع الشراب من الخمر والعسل واللبن والعيش في قصور من الذهـــــــب والفضة والبساتين العظيمة والغلمان الذين يخدمونك فى دار السلام .




اجتهد أن تشغل نفسك بالطاعات المختلفة فى الليل والنهار ومن ذلك الصدقة فالله يحبها واعــلم أن من أفضل الصدقات سقاية الماء وقال صلى الله عليه وسلم: (كل امرئ فى ظل صدقته يــــوم القيامة) وأكثر ياأخي من الدعاء لنفسك وخاصة بصلاح قلبك والتوفيق والهداية والسداد وادع لوالديـــك وقل رب أرحمهما كما ربيانى صغيرا ، وأكثر من الدعاء للعلماء ولإخوانك فإن الملائكة تقــــول آمين ولك بمثل ، فأنت الرابح .

واحرص أن تتابع الطاعات بالنوافل ومن ذلك الحج والإكثار من العمرة فالرسول صــــــــلى الله عليه وسلم يقول: (العمرة إلى العمرة مكفرات لما بينهما والحج المبرور ليس له جــــــــزاء إلا الجنة) واطعم الطعام وطيب الكلام وصل الأرحام وزر المرضى كما قال المصطفى صـــــلى الله عليه وسلم: ( أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا باللــــــــيل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام). واسعى فى قضاء حوائج الآخرين وخصوصا الأرمــــــــلة والمسكين ، وأكثر من تلاوة القرآن وأكثر من الأستغفار والصلاة والسلام على المصطــــــــــفى المختار والصلاة في المساجد فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( من تطهر فى بيته ثم مشـــــى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخـــــرى ترفع درجة) وكن ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على قدر طاقتك واحرص عـــــلى مجالس العلماء وحلق الذكر ففى ذلك حياة لقلبك وكن ممن يحبون سنة الرسول صلى الله عــليه وسلم فى كل أمر ومن ذلك الجلوس بعد صلاة الفجر فى المسجد حتى تطلع الشمس وتصـــــــلي ركعتين ، واحذر الحسد فهو يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب وكذلك الغـيبة فإنها الحالقـــــة التي تحلق الدين واحذر من احتقار الناس وازدرائهم فالناس ليسوا مظاهر فقط ولكنهم بواطــن كذلك ، فرب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره خير منك عند الله جل وعلا . والقلب ملك والجوارح جنود فإذا صلح الملك صلح الجنود . واحرص على زيارة المقابر كــــــي تتذكر ساعة الرحيل . فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( إنى كنت نهيتكم عن زيارة القــــبور فزوروها ، فإنها تذكركم بالآخرة ) . وصل على جنائز المسلمين وشارك فى دفنهم فـلك مــــــــن الأجر قيراطان كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ثم تبعها حتى تدفن كان له قيراطان من الأجر ، كل قيراط مثل أحد... ) .

بكل هذا ياأخي يحبك الله الغنى الحميد أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ملك السمــوات والأرض فيحبك بعد ذلك جبريل والملائكة عليهم السلام فيوضع لك القبول في الأرض فتكون محبوبا عـند الناس .

ولا تنسى " فطوبى للغرباء".

جزاك الله خيرا أخيه

ولكن حذفت الرابط لوجود صور لنساء شبه عاريات في الموقع الذي وضعت الوصله له...

بارك الله فيك