الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
إن بلوغ رمضان نعمة عظيمة ومنة جسيمة ...
والذي يأتي بعد غياب ويعود بعد فراق فكان حبيبا جاء على فاقه ...
فاحمد الله ان مد في عمرك وجعلك تدرك هذا الشهر ...
فكم غيب الموت من صاحب ووارى الثـرى من حبيب ...
اجعل من رمضان
جنة من جنان الرضا والتسليم ...
زد فيه غراسك وكثر وروده وفتق أكمامه وشق أنهاره وعظم أزهاره
قال تعالى : " ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله "
فلله الحمد على التوفيق وله الشكر على المنة .
فكن أيها الصائم أملا في رمضان ...
و كن مع آمال رمضان لا آلامه ...
وإياك إياك ...
من آلام التفريط ونذر الحسرة ...
فإن كثرة الذنوب تحجب الأنس بعلام الغيوب وتمنع السعادة بالإيمان .
تقرب الى الله فإن رمضان أمل وأمنية , همة وطموح ...
أمـــل
رمضان أيها الصائم أمل للمحبين لكتاب الله ...
تلاوة وتدبرا وعملا بحدوده وحروفه ...
ليعيشوا معه ويأنسون به...فقد كان جبريل عليه السلام
يدارس نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان ...
سمعتك يا قرآن والليل غافل ... سريت تهز القلب سبحان من أسرى
فتحنا بك الدنيا فأشرق صبحها ... وطفنا ربوع الكون نملؤها أجرا
ألـــم
رمضان ألم على أقوام هجروا كتاب الله ...
فسدت أمزجتهم فلم تعد تقبل كلام الله ...
فظهرت نفوسهم معوجة ومفاهيمهم مضطربة وعزائمهم خائرة ..
رمضان يا أولئك ...
هداية من الحيرة وشفاء من الشقوة وحياة من موت القلب ...
رمضان فخر وعز وتمكين فمكن قلبك منه ...
يفيض عليك بإذن الله من ألطاف إيمانه إحسانه ...
" الصوم جنة يستجن بها العبد من النار "
" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "
فإلى أين يذهب المقصرون ؟! ألا يسعهم ان يسمعوا قول الله تعالى :
" ففروا الى الله ... "
" إلا يسعنا ان نفر منه إليه ...؟! اللهم لطفك وتوفيقك
أمـــل
رمضان أمل لتربية الإرادة ...
وتقوية الإيمان وتهذيب الأخلاق ...
في النهار يجد الصائمون لذة الصابرين ...
وفي المساء يجدون لذة المناجاة في الساعات الغالية هم مع كتاب الله يتسامرون...
ومع قيام الليل يصفون في لحظات تتفتح فيها السماء وينزل فيها الرب عز وجل ...
هؤلاء العارفين هم الذين ينسلخ عنهم رمضان مغفورة لهم ذنوبهم...
مكفرة عنهم سيئاتهم مجلوة قلوبهم مجددة بقوة الإيمان عزائمهم ...
" الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة
يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه .
ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال : فيشفعان "
إن في تربية الإرادة وتهذيبها في رمضان لفرصة ...
لمدخن ان يقلع - وفقه الله - ولمقصر أن ينتهي - عن تقصيره - هداه الله -
ولقاطع ان يصل - وصله الله -
إنها الفرص المبتهلة من كل عاقل فأين المشمرون .. ؟!
ألـــم
رمضان ألم على أناس غابت عنهم المعاني الحقيقية للعبادات ...
فأمسكوا بظواهرها وضيعوا جوهرها...
فأصبح الإنسان يؤدي العبادات دون أن يعقل مقصودها ...
فهل يعقل أن فرض الصيام لمجرد الحرمان من الأكل والشرب ... ؟
وهل يكفي في الإسلام أن يحبس المرء نفسه عن الأكل والشرب فيعد صائما بحق
ويستحق على ذلك ثواب الصائمين ... ؟
قال عليه الصلاة والسلام :
" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه "
مساكين أولئك الذين لم يعرفوا أن من غايات الصيام ...
التعويد على كبح جماح النفس عن نزواتها وحرمانها من الشهوات ...
وقسرها على الحق وتدريبها على التقوى ...
قوله تعالى : " لعلكم تتقون "
إن الصيام لمن يعقله تربية على مكارم الأخلاق والتجرد لله ...
وإحسان التعامل مع عباده إنه تربية على الجدية والتقوي بالطاعة ....
رد مع الاستدلال
--
الروابط المفضلة