أخية:
وقتك هو عمرك..
وعمرك ذخيرتك لليوم الآخر
ومهما ذقنا مر الفراق..
وعلقم المصائب والآلام..
فهذه الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة.. والعمل الصالح هو مرادنا في هذه الدنيا.. والجنة هي هدفنا بإذن الله..
القلم يتكلم
أخيتي قد يعجز اللسان عن وصف ما يكنه الفؤاد ويحتارفي البوح لك بكل ما هو مفيد ولكن القلم ينهي حيرته ببعض قطرات. نديه من حبره يسكبها على هذه الورقات المتواضعات لتنالها أناملك وتتصفحينها وتقرأين ما كتب بين أسطرها عل فيه شيء مما نريد إيصاله لك وها نحن وصلناك فلا تقطعينا سائله الله أن ينفعني إياك بما علمنا..
قال الســـماءكئيبة وتجهما قلت إبتسم يكفي التجهم في السماء
قال الصبا ولى فقلت له إبتسم لن يرجع الأسف الصـبا المتصرف
قلت إبتسم واطرب فلو قارنتها قضيت عمـــرك كــله متألماً
ما أجمل وأذكى أن يقابل الإنسان حياته بما فيها من تجارب مفرحة أو حتى محزنة بابتسامة قد تعلو مع المواقف المبهجة فتصبح ضحكة مجلجلة تنتزع معها كل ما يعيق سعادة اللحظة المعايشة وقد تنشبث الإبتسامة بثغر الحزين فتحرضه على التأمل في المواقف المؤلمة وأن يستثير الضحك من أعماقه فكلما تأملنا هذه الحياة بعمق زاد الضحك عليها وبما فيها مما يزيد من تفوقه على مواقفها أكثر فأكثر كما أن للإبتسامة فوائد صحية منها تدفق الدم وإثارة الدماغ واللمسات الجمالية من تلألأ الشعر وبريق العينين واشراق الوجه فما الذي يغري البعض للعبوس الدائم الذي إن لم يكن له دوافعه الطبيعية أستعير من أجله قناع وما الذي يدفع البعض للتنقيب عن زجته الفرحة في أعماقهم!!
أيتها المحزونة
إن كنت تعلمي أنك أخذت على الدهر عهداً أن يكون كما تريدين في جميع شؤونك وأطوارك وألا يعطيك إلا ما تحبين وتشتهين فجديربك أن تطلقي لنفسك في سبيل الحزن عنانها كلما فاتك مأدب واستعصى عليك مطلب وإن كنت تعلمي أخلاق الأيام في أخذها وردها وعطاءها ومنعها وأنها لا تنام عن منحه تمنحها حتى تكر عليهاراجعة فتستردها.. وأن هذه سنتها وتلك خلتها في جميع أبناء آدم سواء في ذلك ساكن القصور وساكن الأكواخ ومن يطأ بنعله هام الجوزاء ومن ينام على بساط الغبراء فخفضي من حزنك وكفكفي من دمعك فما أنت بأول إنسانة أصابها سهم الزمان وما مصابك بأول بدعة طريفة في جريدة المصائب والأحزان..
أنت حزينة لأن نجماً زاهراً من الأمل كان يتراءى لك في سماء حياتك فيملأ عينيك نوراً وقلبك سروراً وما هو إلا كرة الطرف إن افتقدتيه.. فما وجدتيه ولو أنك أجملت في أملك لما غلوت في حزنك ولو أنك أمعنت نظرك فيما يتراءى لك لرأيت برقاً خاطفاً..
ما تظنيه نجماً زاهراً وهنالك لا يبهرك طلوعه فلا يفجعك. إن أسعد الناس في هذه الحياة من إذا وافته النعمة تنكر لها ونظر إليها نظرة المستهين بها وترقب في كل ساعة زوالها فإن بقيت في يده فذلك وإلا فقد أعد لفراقها عدته من قبل.
أحب مكـارم الأخلاق يهـدي وأكـره أن أعيب وأن أعابا
وأصفح عن سـباب الناس حلماً وشر الناس من يهوي سـبابا
ومن هـاب الرجـــال تهيبوه ومن حقر الرجال فلـن يهابا
* أشرقت الشمس.. ثم توسطت كبد السماء.. ثم ها هي توشك على الغروب ونحن كما نحن لم نزد في الطاعة ولم نقدم خيراً اليوم وقت الزرع- وغداً وقت الحصاد فهل تودين زراعة شجرة تتلمسين ثمارها في الآخرة؟ أم تريدين زراعة شجر تحصدين منه رؤوس الشياطين؟!
غاليتي في الله كثيراً ما يبحث الإنسان عمن يبث له ما يجتاحه في نفسه.. ويسطر أمام ناظريه ما يتزاحم في قلبه.. ويشاركه معاناته وهمومه.. ليس المهم أيتها الغالية الحبيبة.. أن يتمكن المرء من معالجة مشاكله وتفتيت همومه.. وإنما المهم أن يجد القلب الذي يسعه ويستمع إليه دون ملل..
إنها الإخوة في الله والمحبة في الله التي تمنح الأخت وميضاً من الحنان ترشدها إلى كل خير وتحذرها من كل شر..
تضع يدها في يد أختها وتسيران بخطى ثابتة في طريق. الحق والنور المبين.. الموصل بإذن الله إلى جنة الخلد.
عن قافلة الداعيات
الروابط المفضلة