إن حوارً في بيت النبوة ليس كأي حوار ،
حوارٌ تتجلى فيه الأخلاق الرفيعة
وتتوازن فيه لغات المنطق والعاطفة ،
حوار يلمس الروح الإنسانية ،
حوار شهدته قرونٌ من بعدهم
وعاشت معهم فيه ،
حواره مع أهل بيته من هو أشبه بالقمر في ليلة التمام
فكيف بربكم سيكون الحديث ،
إنه وربي لحديث عظيم ، حديث فيه أنس وسعادة للقارئين ،
حديث فيه تعليم لمن جهل لغة الحوار مع الآخرين ،
حديث لمن يريد مفهوم الرجولة على اصولها ،
ويريد اتخاذ المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه قدوة له ،
الذي هو خير الرجال واشجعهم فلقد اعطي قوة ثلاثين رجل ،
وبأبي هو وأمي لم يجعل هذه القوة في ضرب نسائه ،
فـهو لم يضرب إمرأة ولاطفل قط ،
حدث خلاف بينه صلى الله عليه وسلم وزوجته عائشة ـ رضي الله عنهما فقال لها من ترضين بيني وبينك .. أترضين بعمر؟
قالت: لا أرضى عمر قط
قال أترضين بأبيك بيني وبينك؟ قالت: نعم، فبعث رسول الله رسولاً إلى أبي بكر فلما جاء قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
تتكلمين أم أتكلم؟
قالت: تكلم ولا تقل إلا حقاً، فرفع أبو بكر يده فلطم أنفها، فولت عائشة هاربة منه واحتمت بظهر النبي صلى الله عليه وسلم ،
حتى قال له رسول الله: أقسمت عليك لما خرجت بأن لم ندعك لهذا.
فلما خرج قامت عائشة فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : ادني مني؛ فأبت؛ فتبسم وقال: لقد كنت من قبل شديدة
(اللصوق) بظهري – إيماءة إلى احتمائها بظهره خوفًا من ضرب أبيها لها -، ولما عاد أبو بكر
ووجدهما يضحكان قال: أشركاني في سلامكما، كما أشركتماني في دربكما (رواه الحافظ الدمشقي) في السمط الثمين.
عطوف وحنون وحليم مع نسائه صلوات ربي وسلامه عليه ،
وفي صحيح مسلم تروي لنا السيدة عائشة رضي الله عنها من أخلاق رسول الله فتقول: ما ضرب رسول الله شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله.." ،
جعل خير البشر قوته وشجاعته ضد الكفار في الجهاد في سبيل الله ،
ليس كحال بعض الرجال في هذا الزمان والله المستعان ،
نسمع من فقأت عينها ومن اصيبت بكدمات في رأسها
ومن فقدت كامل وعيها بسبب ضرب زوجها !
أين هم من الحبيب المصطفى فتعاملهم مع زوجاتهم ؟!
وأين هم من وصيته صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع
( وخياركم خياركم لنسائهم ) ( رواه الترمذي وقال:حديث حسن صحيح)
كان رحيم القلب بنسائه صلوات ربي وسلامه عليه
رق قلبه على زوجته سودة بنت زمعة رضي الله عنها ،
أراد تسريحها سراحًا جميلا وأخبرها بالخبر برفق ولين بعزمه على طلاقها ،
وطلبت منه سودة بنت زمعة رضي الله عنها حين أسنت وفرقت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله يومي لعائشة ، فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ( حسن ) ،
فلبى طلبها كما تريد عليه افضل الصلاة وأتم التسليم ،
فيا كل من ينوي الطلاق هلاّ تمهلت واتبعت قدوتك خير البشر ؟!
هلاَ حاورت وانصّت لمن يحاورك ؟!
لقد كان الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه
يملك إسلوب الأقناع ولوكان بكلمات معدودة
لكنها كلمات كفيلة بمن امتلك الحزن مساحة من قلبه
أن تجعل قلبه يمتلىء بالأنس والرضا ،
رأى الرسول صلى الله عليه وسلم صفية رضي الله عنها وهي تبكي فقال ما يبكيك ؟ فقالت قالت لي حفصة إني ابنة يهودي فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنك ابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي ففيم تفخر عليك ؟ ثم قال اتقي الله يا حفصة . رواه الترمذي والنسائي ،
ومن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم مع صفية رضي الله عنها حاولت إتخاذ إسلوب الاقناع لمن تشكي لي من صديقاتي ،
فإحداهن جاءت تشتكي بحرقة وألم
من زواج زوجها عليها ،
حاولت تهدئتها بكلمات فقلت
لايعني ياغالية زواجه عليك بأنََّ مكانتك تغيّرت
لايعني زواج الزوج على زوجته بأنها تعاني من نقص
أنتِ جميلة بملامحك وجميلة بأخلاقك و ملكتِ قلوب الآخرين بحبك ،
لاتهتمي بنظرة الآخرين وبمايقولون
فليقولو ماشاءو ،
فلستِ أنتِ الوحيدة من تزوج عليها زوجها ،
فخير البشر تزوج على زوجاته
فهل يعني ذلك بأنهم يعانون من النقص
لاوربي لا ،
ولكن غاليتي كما تعلمين أن لـ التعدد حكمة في الإسلام ،
/
-- --
الروابط المفضلة