رئيس مفتشي الأسلحة:الحرب على العراق إساءة لأمريكا!
ينزل بداية من اليوم إلى الأسواق
كتاب بعنوان "الحرب على العراق، ما لا يقوله فريق بوش". جُمعت فيه حوارات

أجراها مؤلفه "ويليامس ريفرز بيت" مع رئيس مفتشي الأسلحة السابق في العراق "سكوت رايتر". ويتضمن الكتاب تفاصيل جديدة ودقيقة عن قضية أسلحة الدمار الشامل العراقية التي تشكل المبرر الرسمي والرئيسي لحملة الإدارة الأمريكية الحالية من أجل شن حرب جديدة على العراق. ويقدر المفتشالأممي السابق لأول وهلة نسبة القضاء على الترسانة العراقية منذ نهاية حربالخليج الثانية ما بين 90% و95%، متحدثا عن "إزاحة مراقبة" لجميع أنواعالأسلحة والصواريخ الباليستية بعيدة المدى.
ولا يمكن اتهام رايتر بأنه "متعاطف" مع نظام صدام بشكل ما، إذ إنه لا يخفي عدم ثقته" في حاكم بغداد كما يؤكد في الحوار نفسه أن نظام العراق حاول إخفاءأسلحته وفضل تدميرها بنفسه بدل تسليمها للأمم المتحدة لتشرف على تدميرها، وأنه قام بذلك بعيدا عن الأنظار، وعليه يقول إنه "من المهم عدم منح صدامأفضلية البراءة"؛ لأنه "كذب على المجموعة الدولية وعلى المفتشين، بل ويحاول باستمرار الحفاظ على قدرة تصنيع الأسلحة المحظورة". فلا مجال إذنللاشتباه في آراء المفتش السابق وهو ينطلق من كلامه ليس من قناعات سياسية أو مدفوعا بمصالح مشبوهة، بل من مؤشرات موضوعية اقتنع من خلالها بأن العراق لميحتفظ باللوازم الضرورية التي تسمح له بتصنيع أي سلاح كيماوي أو جرثومي أو نووي. فالنسبة المتبقية من مجموع ما تم القضاء عليه حسب رايتر (أي بين 5% و10%) لا تشكل بالضرورة تهديدا، بل لا تستجيب حتى لمتطلبات برنامج تسلح، ما دامتمجموعة عناصر مبعثرة لا تمثل شيئا ذا اعتبار، إلا أنها تظل غير شرعية!

وبين عدم منح صدام شهادة "حسن السيرة" والمسارعة للخروج باستنتاج مفاده أنالعراق يملك أسلحة تبرر إعلان الحرب عليه؛ لأن الأمم المتحدة لا تملك أدلة تؤكدعكس ذلك، يقول المفتش السابق إن "روح" العدالة تقتضي منح النظام العراقي فرصةثانية ما دام أكد في مناسبات عديدة استعداده للتعاون مع مفتشي الأسلحة، خاصةأنه ليس مسؤولا كلية عن عدم اتمام مهمة المفتشين السابقة وأن الداعين للحربعلى غرار الولايات المتحدة انتهكوا بنود قرارات الأمم المتحدة عندما استغلوارخصة التفتيش للتجسس على العراق.

وبالنظر إلى ما ورد في كتاب ريفرز، لن يبقى هناك مبرر يستخدمه "صقور"البنتاغون لتجسيد ما يصبون إليه في العراق، إذ يؤكد المفتش السابق أنه قبل أنيغادر وفريقه العراق العام 1998م، دمروا التجهيزات العراقية المستخدمة في صناعةالسلاح الكيماوي وجميع ما كانت تنتجه بنسبة 100%، وأنه حتى مع احتمال أنالسلطات العراقية نجحت في إخفاء جزء من ترسانتها فإن السنوات الخمس التي مرتكفيلة بأن تجعل أي عنصر كيماوي غير قابل للاستخدام. أما الادعاء بأن صدام استغلالسنوات الماضية لإعادة بناء ما دمر واستيراد تجهيزات جديدة وتصنيع أسلحةكيماوية في الخفاء فذلك غير ممكن تقنيا وعمليا بسبب أجهزة الرقابة والتجسسالأمريكية المسلطة على العراق ليل نهار.

وبناء على ما سبق يتهم المفتش الأممي السابق الولايات المتحدة بالسعي لـ "إشعالحرب بين الغرب والإسلام" ويستعمل ضمير المتكلم ليقول:

"لن نكسب" تلك الحرب! كما لا يستبعد "هزيمة مهينة للولايات المتحدة"

قد تشكل "بداية تراجع نفوذها فيالعالم وانهيار اقتصادنا" على حد تعبيره. ويمكن أن نتهم مفتش الأسلحةبـ "الهلوسة" لكن نسرد مع ذلك ما ورد في الكتاب على لسانه: "إننا نلعب بالنار. ويكفي للاقتناع بذلك قراءة وثيقة

"nuclear policy review" التي وضعها البنتاغون (...) لقد افترضنا أن العراق يملك قدرات لتصنيع السلاح الكيماوي والبيولوجي.. ربما لا يملك تلك الأسلحة، لكننا نسبناها له في جميع السيناريوهات التيتصورناها. إذا ما وقع 70 ألف أو100 ألف عسكري أمريكي في الفخ داخل العراق، وإذا ما انفجر الشرق الأوسط، وهددت مراكز اتصالاتنا وطرق تموين جنودنا، وإذاما استمرت مقاومة العراقيين، فيمكن توقع استعمال السلاح النووي (...)! لا أحداليوم ينوي تسليم أسلحة نووية لإرهابيين.

لكن إذا ما استخدمت أمريكا أوإسرائيلالسلاح النووي، فإنني أضمن بأن الولايات المتحدة ستكون هدفا لقنبلة نوويةإرهابية قبل عشر سنوات. وما قد يحدث بعدها لا يمكن توقعه، ستمنح باكستان وإيران أسلحة نووية للإرهابيين إذا ما استخدمت أمريكا وإسرائيل القنبلة النوويةضد العراق. إنني أراهن على ذلك.. وستكون الكارثة.. إن هذه الحرب على العراق هيأفظع الأفكار"!

http://www.lahaonline.com/LahaOpini...--1.doc_cvt.htm