عدنا إلى منازلنا من أعمالنا في الـ 09:30
صباحاً والبعض لم يذهب إلى عمله من الأساس وكان
زوجي قد بحث عن الشموع في أكثر من محل
ولم يجد ولكن في الأخير وجدنا في دكان صغير
لم نتوقع ان نجد
لديهم والحمد لله.
بداية الإعصار :-
جلسنا في بيوتنا نستمع إلى الإذاعة وإلى
التلفاز في الوقت نفسه كانت الأرصاد تقول أن
الإعصار يتجه إلى جزيرة مصيره وهي بعيدة جداً
عن مسقط و للوصول إليها فقط عن طريق الجو أو البحر،
وكانت الجهات المعنية قد أخلت الجزيرة عن بكرة أبيها ولكن
شاءت رحمت الله أن ينحرف الإعصار ويتجه إلى
إحدى الولايات الجملية وهي ولاية صور الساحلية،
( وهي تبعد عن مسقط بحوالي 4 ساعات ونصف
و بالطبع حتى وقت وصول الإعصار إلى صور كانت
الحكومة قد عملت على إجلاء المواطنين من المناطق
الخطرة ( فكما قلت إنها رحمت الله حيث كان هناك الوقت الكافي
للإجلاء بالرغم من أن الإعصار
كان يتوجه إلى اليابسة بسرعة هائلة
وللعلم كانت قد إنخفضت سرعته قليلاً)
كنا نسمع المذيعين في صور وهم يصفون
المشهد المروع عن الرياح العاتية والأمواج العالية فقد دخلت
الأمواج العالية وأكتسحت البر بالإضافة إلى مياه الأمطار
وتم اقتلاع الأشجار وكنا ونحن نستمع إلى الإذاعه
كأننا نشعر أن الموت يطلبنا جميعاً دون إستثناء حتى إنقطع
الإرسال ونحن ندعو الله لأهل صور بالسلامة.
وهكذا إختفت أخبار ولاية صور والقرى التي حولها
وبقي الناس قلقين وليس بيننا وبين العالم الخارجي
سوى ذلك المذياع الذي يشعرك وكأنك في
قوقعة تخشى أن تخرج منها
حتى لا يصيبك مكروه.
سمعنا بعد ذلك بإتجاه الإعصار إلى ولاية
قريات وما أدراكم ما قريات ولاية تقع في حضن
الجبل من ناحية ومن الناحية الأخرى يقابلها البحر
وهناك حيث أتى الرعب إلى أهل الولاية عملت
الحكومة جاهدة لإجلاء المواطنين من سكان الشاطئ والبعض
تمسك بالبقاء في منازلهم وفي
منطقة معينة من الشاطئ كانت هناك
منازل للسكان وبعدها بعدة أمتار يقع مصنع لتعبئة مياة الشرب
أتى الإعصار على معظم تلك المنازل وأصبح المصنع على
الشاطئ بفعل تهدم بعض المنازل
وبفعل إرتفاع مناسيب المياة وأقتلعت الأشجار وتمارس
هذه الولاية مهنة الصيد والزراعة لذا فقد فقدت معظم المزارع
وتشرد الكثير من الأهالي الكثير لم يعد لديه مسكن
يسكنه وسنأتي على ذكر ذلك
كنتائج عن الإعصار.
الروابط المفضلة