شيخ ويشرب الكونياك!
ما إن تصدر فتوى شاذة أو رأي ماجن لأحد المحسوبين على العلم الشرعي أو المهتمين بالثقافة الإسلامية إلا وتجد أصحاب التوجهات التغريبية والنزعات العلمانية وأرباب الانفلات الأخلاقي في سلوكهم الشخصي... تجد هؤلاء يطيرون فرحاً بالفتوى الفاسقة ويسلطون الآلة الإعلامية على صاحبها ويسوقونه بقوة على أنه مفكر إسلامي!
حصل هذا أخيراً مع جمال البنا الذي بلغ من العمر 88 عاماً، ولا تنسى الصحافة ولا الفضائيات أن تضع بين قوسين أمام اسمه عبارة «شقيق مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، المرحوم الشيخ حسن البنا»، فهل هذه الجملة من باب لمزيد من التعريف بالرجل، أم انها تعطيه قيمة علمية إضافية، أم انه نشأ في وسط ديني حركي ذي مستوى عال من الالتزام إلى آخر ما يقرأه المتأمل من تضمينات غير مباشرة للجملة التي يحرص عليها الإعلام؟! وكأن والد سيدنا إبراهيم أبي الأنبياء لم يكن وثنياً مشركاً عدواً لدعوة ابنه، وكأنهم لم يقرأوا قصة هلاك ولد سيدنا نوح في الطوفان مشركاً، وهل يجهلون كم هم الذين ناصبوا خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام العداء وحاربوه بالسنان واللسان من أعمامه وأقاربه!
قلت في المقال السابق انه من حسن الحظ أن يفتي جمال البنا بجواز التقبيل بين الجنسين من الشباب في الهواء الطلق لأن الفتوى أسقطت الرجل من عيون كل من له عقل بقطع النظر عن المستوى الثقافي، إذ الخروج على البديهات الاجتماعية والشرعية يُعد ضرباً من الجنون! لكن هذا الجنون يأخذ طابعاً آخر لدى جمهور من الليبراليين والعلمانيين والمنفلتين سلوكياً، إذ يعتبرونه فكراً دينياً مستنيراً!!
وهؤلاء الشلة لا يعبرون عن أفكارهم بقدر ما يكشفون عن طبائعهم الخربة التي اعتادت على الحرام فهو موقف غريزي وليس عقليا!!
وما هم إلا امتداد للعلماني الأكبر الحاقد على الإسلام أحد سماسرة الاستعمار (لويس عوض) الذي كان يثني على الشيخ خليل البكري وابنته زينب بحسبانهما من رواد التنوير وحركة تحرير المرأة، فإذا تفحصنا سيرة البنت (زينب) وجدناها سلعة بين أذرع المستعمرين الفرنسيين، أما أبوها عميل الجيش الفرنسي المستعمر لمصر الذي يعتبره (لويس عوض) رائد الانفتاح على الحضارة الحديثة، فيكفي أن تعرف أنه - كما كتب لويس نفسه عنه - «كان شرابه المفضل مزيجاً من الكونياك والنبيذ البورجوني المعتق يشربه حتى الغيبوبة»، وانظر تفاصيل خيبة هذا الشيخ الماجن وابنته في كتاب «ودخلت الخيل الأزهر» لمحمد جلال كشك، تحت عنوان «تحرير المرأة من تحت الزنار»... يعني تحريرها من تحت!!!
هل جمال البنا يستحق الحوار بعد أن توالت فتاواه الشاذة وآراؤه الماجنة في تحطيم القيم والأحكام التي جاء بها الشرع لفتواه التي تبيح التدخين في نهار رمضان وفتواه الثانية التي تبيح مشاهدة الأفلام المخلة أثناء صوم رمضان! وفتواه الثالثة التي تبيح تبادل القبلات بين غير الزوجين!... هل هذا سوى صياح حشاشين! لذا فقد تقدم أحد المحامين المصريين ببلاغ للمحامي العام للأحوال الشخصية والولاية على المال في مصر ضد البنا يطالب بالكشف على قواه العقلية تمهيداً لإصدار قرار بالحجر عليه على خلفية تلك الفتاوى الجاهلة (الراي. الجمعة 28 مارس 2008)... وبهذا الاجراء يستريح المجتمع من التخاريف التي تصدرها شفايف جمال البنا!!
محمد العوضي
الروابط المفضلة