" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون "
صدق الله العظيم
في مثل هذا اليوم 22/ مارس/2004... ومع خيوط الشمس التي كانت تشق طريقها عبر ظلمة الليل .... كهل مقعد ضرير لا يقوى على حمل بندقية وليس لجسده الهزيل أن يلتف بحزام ناسف .....
فقد قدرته على الحركة في معتقلات الصهاينة المجرمين حيث أفقدوه البصر ولم يسلبوا منه البصيرة.........
رجل على كرسيه ولحيته البيضاء ... كان يخرج من بيت الله حيث قضى الليل في التعبد والتهجد.......
كان يصلي وطائرات الشر تحوم حول كرسيه ولم تفقده إيمانه بربه وإيمانه بالقضية
وجهوا الصواريخ والأحقاد لذلك الجسد الذي بين يدي ربه، قتلوه وقتلوا جميع المفاهيم البشرية......
قتلوا ذاك الجسد الذي يحمله، قتلوه في مسجد الله، في بيت الله.
هل يخفى على أحد من هو أحمد ياسين، لقد قالها مرة أنا رجل كهل ضرير مقعد، وكأن في كرسيه دبابة حيث لا ندري، كأن في عينيه بنادقاً لا نراها.... لماذا قتلوه
لم تناثرت أشلاؤك يا شيخنا في سماء فلسطين، وتحطم كرسيك الذي كنت تجلس عليه، واحترقت لفحتك التي كنت تضعها على صدرك الشريف ..... لان الشهادة ثمنها الروح......
إن يوم استشهادك يا شيخنا يوم ميلاد جديد للمقاومة وللقضية......
يوم استشهادك بعث جديد سرى في روح الأمة يوم استشهادك استنهاض للهمم من جديد......
انه يوم الانتصار.....
يوم الكرامة.....
يوم العزة والفخار.....
لقد رحلت عنا يا شيخنا بعد أن زرعت الأمل فينا
بأن النصر قادم بإذن الله وأن المقاومة مستمرة حتى دحر الاحتلال.
رحلت عنا وتلاميذك ومحبوك في كل بيت وشارع في المدارس والجامعات والمساجد حملوا الراية من بعدك فنم قرير العين هانئاً هادئ البال....
ألم تقل يوماً : هدفي هو رضاء الله عز وجل، وها أنت لقيت الله وهو راضٍ عنك إن شاء الله، وأنت يا شيخنا يامن تمنيت الشهادة في سبيل الله مراراً وكنت تسخر من طائرات العدو وبطشه......
يا شيخنا القعيد فقد كنت والله كالأسد الهصور .. حين كنت تتحدث بصوتك الخافت الرصين ، يدب الخوف والرعب في قلوبهم رغم أنك على كرسيك قعيد ....
نذكرك يا قائدنا... يا شيخنا... يا والدنا... حين صرحت قبل استشهادك فقلت : إن شارون سيخرج من غزة منهزماً بسبب ضربات المجاهدين وأن انسحابه من غزة هو ثمرة الجهاد والمقاومة .....
هذه الكلمات أربكت شارون وحكومته وقتها وجعلتهم في هوس حتى بدأ يتخبطون كالمجنون يرسلون بدباباتهم وصواريخهم تجتاح كل يوم مدن وقرى فلسطين وتوقع الخسائر في الأرواح والمعدات....
وفي النهاية انسحبوا أذلاء من غزة ودمروا بأيديهم ما بنوه....
يومها ظنوا و ظن شارون واهماً أنه باغتيالك سيقضي على المقاومة والجهاد أو يوهن من عزيمتها ....
ما زلنا نذكر يوم هرع إليك بعض العرب فرحين بمقترح صهيو- امريكي
إن قبلت المقاومة بوقف إطلاق النار فإن (إسرائيل) ستوقف اغتيال القيادات
فقلت لهم على الفور : هذا مرفوض... مرفوض نحن لا نقاتل من أجل حماية رؤوسنا ولو كنا نريد ذلك لجلسنا في بيوتنا مع نسائنا وأطفالنا وتركنا الجهاد ، نحن نقاتل من أجل عدالة قضيتنا ، ولا نخاف الموت ـ إن قيادات المقاومة ليست بأفضل من أطفال فلسطين الذين يذبحوا أمام سمع وبصر العالم كله.
علمتنا يا شيخنا كيف نتخذ القرار بالشورى فأنت رغم جلالك وقدرك عند أبناء شعبك
لكنك تأبى إلا أن تكون فرداً منهم .....
فكنت لا تأخذ رأياً إلا بالشورى فحين اتصل بك أحد الوزراء العرب حين احتدت الأمور وزادت وتيرة الانتفاضة ضد اليهود....
قال لك : يا سيدي الشيخ نرجو أن تتدخل لحل هذه المشكلة بإعلان الهدنة ....
فقلت له : أنا لا أستطيع أن آخذ قراراً لوحدي ، بل سأعرض الأمر على المقاومة ، وهي صاحبة القرار !!
آه يا شيخنا المقعد ... آه لو كلهم مقعدون .....
فقد انتهى الضمير.....
وانتهت القضية.....
ولن نقول أين العرب، فقد ماتت أمة العرب...؟؟
ويا أيتها الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج ألا لعنة الله على الجبناء والمتخاذلين
الروابط المفضلة