عندما يكون فقدان البصر دافعاً للنجاح ...
وحي لقمان... رفضتها المدارس الثانوية ووصلت درجة «الأستاذية»
الرياض - أسماء العبودي الحياة - 07/11/07//

تقف الخصوصية التي يفرضها المجتمع على وضع المرأة في مجتمعنا فيوجه الكثير من النساء، وهو ما يدفعها إلى أن تكون عضواً غير قابل للإنتاج والإبداع، بل يُصر المجتمع على عدم رفع الوصاية عنها، لأنه يفرض في الغالب أن تكون تحت مسؤوليته فقط، وهو المسؤول عن إدارة حياتها، هذا الوضع يختلف عند أستاذة القانون في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتورة وحي لقمان،التي رفضت إلا أن تكون كما اختارت لنفسها، بعد أن فقدت القدرة على النظر تدريجياً في طفولتها، لتستيقظ وهي في الثانية عشرة من عمرها لتجد نفسها فقدت البصر تماماً، ويبقى أن تتذكر ملامح والديها وأقاربها وصديقاتها،وبعد أن اختفت ألوان الحياة من أمام عينيها استطاعت أن تختار ألوانها الخاصة التي لا يراها الآخرون.
واصلت تعليمها إلى أن أصبحت عضواً فيهيئة التدريس في قسم القانون والاقتصاد، ومستشارة في شؤون الطالبات فيجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وكاتبة صحافية في جريدة «الوطن».
كلهذا يؤكد أنها امرأة غير تقليدية، إذ تبدو مثل بطلة تلك القصص التي كنا نتلهف على قراءتها ونحن صغار، القصص التي تمنحنا القوة التي نحلم بها ولكننا لا نملكها.
لم تصل الدكتورة وحي إلى ما وصلت إليه من دون عناءوتعب وعقبات تعيقها عن المواصلة إلا بجهد كبير، فقد بدأت رحلة معاناتهاعند رفضها في المدارس الثانوية خوفاً من فشلها وكونها لا تملك حاسة النظر،رفضت عروض والديها لإلحاقها بمدارس خاصة في بريطانيا لمن في مثل حالتها،وبإصرارها تم قبولها انتساب لإحدى المدارس الثانوية، وأظهرت نتائجها تفوقها على زميلاتها، وكانت بداية تحقيق أحلامها التي يعصى على الآخر ينفهمها، وانطلقت بعدها إلى عمان لدراسة القانون في الجامعة الأردنية، لتحصل على مرتبة الشرف، وتكون الأولى على دفعتها، لتواصل دراسة الماجستير فيالجامعة ذاتها، وبعدها إلى القاهرة، لتكون أول بروفيسور معاق تحصل على درجة الدكتوراه في المحاماة من جامعة القاهرة، وبعد هذه الرحلة كانت رحلتها المقبلة إلى الحياة العملية، إذ انضمت إلى أعضاء هيئة التدريس،وكان الكثير يراهن على نجاحها بسبب أنها كفيفة!
فقد توقع الجميع أن رد فعل الطالبات غير جيدة تجاهها، لكونهن غير معتادات على أستاذات كفيفات،لكنها تجاوزت كل المعوقات لتثبت بما تملكه من ثقة في قدراتها لنفسها وللآخرين، أن لا شيء يقف أمام الإنسان في تحقيق أحلامه سوى نفسه،والمعوقات التي يصنعها هو من دون غيره.
ومن خلال عملها بالجامعة كونت الدكتورة وحي علاقات جميلة مع طالباتها، واستطاعت أن تجعل ما مرت به من صعوبات في حياتها أنموذجاً لنساء الوطن في الكفاح الحقيقي، الذي يصل إلى النجاح الذي لا يسمح بمرور أي وجه للفشل أو الإحباط، بل يدفعك إلى النمو والإبداع الذي يحرر النفس من أي مشاعر سلبية تقضي على ما منحتنا إياه الحياة.

[FONT='Tahoma','sans-serif'][/FONT]

دمتم بود ..

انها الأراده والتصميم عندما يصاحبها الايمان تصنع المستحييييل
شكرا على النقل الرااائع جزاك الله خيرا اختي الغاليه