فكرت فيما يسعى اليه العقلاء ، فرأيت سعيهم كله في مطلوب واحد ، وان اختلفت طرقهم في تحصيله ، رايتهم جميعا انما يسعون في دفع الهم والغم عن نفوسهم ، فهذا بالاكل والشرب ، وهذا بالتجارة والكسب ، وهذا بالنكاح ، وهذا بسماع الغناء والاصوات المطربه ، وهذا باللهو واللعب ، فقلت هذا المطلوب مطلوب العقلاء ، ولكن الطرق كلها غير موصلة اليه ، بل لعل أكثرها موصلة الى ضده ، ولم ار في جميع هذه الطرق كلها طريق موصلة اليه الا الاقبال على الله ومعاملته وحده وايثار مرضاته على كل شي ...
من كتاب الداء والدواء لابن القيم رحمه الله
الروابط المفضلة