بقلم: حصه بنت عبدالرحمن

بسم الله الرحمن الرحيم
على شفير البداية ،
موضوع كهذا مليء على جلائه .. إلا أننا وجدنا أنفسنا أمام عَالمٍ كريم احتوى الشتات ، و ضيوفٍ أكارم بحق ، شكراً تليق بهم وشكراً لكلّ نادٍ
تقول الأديبة قماشة العليان: الأندية الأدبية هي نافذة على الأدب والثقافة عامة ووجودها ضروري لدفع عجلة الحركة الثقافية في بلادنا الغالية من إقامة الفعاليات المختلفة ودعم الأدباء والأديبات وتشجيع المواهب الأدبية الناشئة وتفعيل الأدب والثقافة ما بين ندوات ومحاضرات وملتقيات فكرية ونشر الكتب والدوريات المختلفة..
مع النماء العمراني والتعليمي والتطور في مجالات كثيرة في المملكة ، كان لا بد من إيجاد مؤسسات ترعى الثقافة والأدب بطريقة منظمة فكان لقاء عقده الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز في الرياض شهر جمادى الأولى في العام 1395هـ مع عدد من الأدباء والمثقفين من مناطق المملكة كافة ، وذلك للتباحث بشأن صيغة مؤسسية لتفعيل الثقافة ورعايتها.
وكان الاقتراح المبدئي هو إحياء سوق عكاظ، بصيغة جديدة، وبعد المناقشة كان الفوز لفكرة تقدم بها الأديب عزيز ضياء، وهي إنشاء أندية أدبية في أمهات المدن السعودية.
وبعد الاجتماع بأيام صدرت الموافقة على إنشاء أندية أدبية في كل من : مكة المكرمة ، والمدينة المنورة ، والرياض ، وجدة ، والطائف ،وجازان ، ثم توالت الأندية بعد ذلك حتى بلغ عددها اثني عشر نادياً شملت مناطق المملكة كلها.
وحسبما ينص نظام الأندية الثقافية الأدبية فإن النادي يهدف إلى نشر الأدب والثقافة بين أعضائه ونشر الوعي بين الجماهير وله أن يتخذ كافة الوسائل لتحقيق هذه الأهداف بما يلائم عقيدتنا وتقاليدنا ومنها عقد الندوات والمحاضرات ودعوة مشاهير الكتاب والشعراء والأدباء والقصاصين ، وعقد حلقات للبحث والمناقشة في هذه المجالات و تنظيم المناظرات ودراسات للكتب الأدبية والثقافية ..
إصدار نشرة دورية أيضاً أو مجلة تحوي روائع الأدب والثقافات النوعية و إنشاء مكتبة وتزويدها بالكتب المنوعة الدينية والأدبية والثقافية .. إجراء البحوث كذلك والتأليف في الأدب والثقافة ، استخدام السينما كوسيلة تثقيفية ، استخدام الإذاعة في عقد دورات وحلقات المناقشات وتسجيل وإذاعة برامج من إنتاج الأعضاء ، وعمل برامج تمثيلية تربوية أخلاقية أو تاريخية أو اجتماعية أو إنسانية أو غيرها لها صلة بهذه البرامج و الانضمام إلى الروابط والجمعيات الأدبية في البلاد العربية وتبادل المعلومات والبحوث والكتب في هذه المجالات ..
بالإضافة إلى طبع ونشر ما يستجده النادي من إنتاج وتوزيعه مما يساعد على دفع عجلة الثقافة في بلادنا ومما يشجع الأدباء الناشئين على مواصلة إنتاجهم وجودته.
أما عن عضوية النادي ، فيشترط للعضو ألا يقل عمره عن ثمانية عشر عاماً ..
حيث تنقسم العضوية إلى العضو المؤسس : وهو العضو السعودي الذي انضم إلى النادي بعد التأسيس و العضو منتدب: وهو الذي ينتمي لأي جنسية أخرى للبلاد العربية والإسلامية والصديقة.
أما ما يتعلق بالإدارة فإن شؤون النادي تدار بواسطة مجلس إدارة مكون من رئيس وأربعة أعضاء إلى ستة على الأكثر يتم اختيارهم من الأعضاء ، و يشترط فيمن يرشح لرئاسة مجلس الإدارة أن يكون له إنتاج أدبي معروف وأن لا يقل عمره عن 30 عاما كما يشترط في عضو مجلس الإدارة أن يكون له نشاط في مجالات الأدب والثقافة .
لنادي مكة الثقافي الأدبي نشاطات وفعاليات مختلفة من خلال قنوات متنوعة لتعميم رسالته وتحقيق أهدافه ، والذي يشغل فيه الدكتور سهيل بن حسن قاضي منصب رئاسة النادي ..
وله –نادي مكة- عدد من الأنشطة التي يقيمها كالنشاط المنبري الذي يتضمن اللقاءات المفتوحة والمحاضرات والندوات والحوارات والأمسيات الأدبية والشعرية ، ومسابقتان سنويتان إحداهما حفظة القرآن الكريم وتقام في شهر رمضان المبارك برعاية سمو أمير منطقة مكة المكرمة. والثانية مسابقة ثقافية في القصة والمقالة والدراسات الأدبية تخصص لها جوائز تشجيعية ويتم نشر الأعمال الفائزة. وأنشطةٌ أُخرى كمنتدى الشباب والمعارض والنشاط المسرحي ، وقد صدر عنه عدد من المطبوعات منها : قاتلة الشيطان لمحمد عبدالله مليبارى و سطور على اليم لعلي حسن أبو العلا و الحرم الشريف الجامع والجامعة لعبدالوهاب ابراهيم سليمان ..
وإلى النادي الثقافي الأدبي بجده ، الذي تولى أول إدارة له الأديب محمد حسن عواد ثم ناب عنه بعد وفاته الشاعر محمد حسن القرشي .. و يتولى رئاسته حالياً الأديب عبدالفتاح محمد أبومدين ..
إلى جانب النشاط المنبري التقليدي من محاضرات وأمسيات شعرية وقصصية، اعتاد النادي على إقامة ملتقيات وندوات يتم فيها تداول ومناقشة كثير من القضايا الأدبية والفكرية، حيث كانت ندوة ثقافية كبرى بعنوان (قراءة جديدة لتراثنا النقدي) شارك فيها عدد من المفكرين والتي توقفت لفترة من الزمن ثم عاودت نشاطها تحت مسمى ملتقى (قراءة النص) الذي أنجز ثلاث دورات حتى الآن، ابتداءً من عام 1420هـ / 2000م.
و يقوم النادي بإصدار عدد من الدوريات بشكل منتظم وهي: علامات في النقد ؛ مختصة بنشر الدراسات النقدية الحديثة ، جذور وهي مختصة بنشر الأبحاث التي تعنى بالقضايا الفكرية واللغوية في التراث العربي ، نوافذ وهي تعنى بنشر الأبحاث والأعمال الإبداعية المترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية ، و الراوي وهي تعنى بنشر الإبداع القصصي في الجزيرة العربية بغية التعريف به ونشره ليصل إلى القارئ العربي أينما وجد .
شرفنا بسؤال الشيخ سعد المليص رئيس النادي الأدبي في الباحة والذي يذكر عن صلته بالنادي أنه ارتبط بها منذ أن كانت فكرة ثم حلماً يراود مثقفي منطقة الباحة حيث أسسوا أندية أدبية في المدارس قبل ما يزيد عن خمسة وأربعين عاماً وبالتحديد عام 1378 هـ تحت رعاية وزارة المعارف في صيف كل عام دارسي وتحت إشراف المسؤولين في التربية والتعليم في الإدارة وفي عام 1400 هـ تقدموا لأمير منطقة الباحة آنذاك الشيخ إبراهيم البراهيم _ رحمه الله _ وأخذ طريقه ولكن في عام 1378 هـ زارهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ وحمل معه حينها موافقة الملك فيصل _ رحمه الله _ بتأسيس أندية رياضية ثقافية على مستوى المملكة فأوكل مهمة الباحة إليه ومعه عبد الرحمن الدهري وحمد المليص وعيد هزاع ومن ثم صابرت فكرة التقديم على معالي ابن إبراهيم عام 1400 هـ لكن الأجل سبق تنفيذ الفكره ، من ثم رفع خطاب لسمو الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب _ يرحمه الله _ وبمتابعة سمو أمير المنطقة الأمير محمد بن سعود بن عبد العزيز وسمو نائبه الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود وتحقق الهدف على أيديهما عام 1415 هـ .
يكمل الشيخ هذه الصلة حيثُ يقول : تم تعييني رئيساً للنادي وعضوية مجموعة من المثقفين والتربويين والذين قدموا ما بوسعهم في مجلس الإدارة بالتعاون مع أرباب الفكر والثقافة والعلم والإعلام من أبناء المنطقة على مستوى المملكة حتى منتصف الشهر الحالي ذي القعدة 1427 هـ حيث أعلنت وزارة الثقافة والإعلام ولادة مجلس إدارة جديد مكون من عشرة أعضاء مثقفين من أبناء المنطقة في ظل تغيير مجال جميع الأندية الأدبية في المملكة ولا شك أنهم سيواصلون المسيرة في خدمة الشباب والثقافة وهم ممن ساهم في مناشط النادي طيلة اثني عشر عاماً مضت وسنكون معهم في خدمة المثقفين .
وكجماعة تتبع النادي الأدبي بالرياض إدارياً ، وتستقل عنه بنشاطاتها وجدولة برنامجها؛ جماعة السرد .. وهي بشكلها الحالي بدأت منذ سنة, بعناصر شابه مطعّمة بعدد من جيل الرواد في المجال السردي. لكن الجماعة لها جذور في النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون تحت مسمى (منتدى السرد) وتوقفت منذ سنتين, حتى عادت بشكلها الحالي.
وعن عضوية هذه الجمعية فقد ذكر لنا عضو الجمعية ومنسق النشاطات القاص مشعل العبدلي أنه لا توجد عضوية حالياً وأنهم يعملون على تفعيل مطالب تقدموا بها لإدارة النادي لتوثيق هوية وانتماء للجماعة في النادي من خلال بطاقات عضوية ..
أما عن المرأة في هذه الجماعة فيذكر: شكّل التشكيل الجديد لمجلس إدارة النادي, لجنة نسائية مكونة من عدد من المثققفات, وقد تلقينا من بعضهن وخاصة المهتمات بالشأن السردي اتصالاً بالرغبة في المشاركة، وحتى الآن وحتى يتم تجهيز مقر خاص بالمرأة في النادي, ستكون مشاركة المرأة أهم أولوياتنا.
هذا من جانب, وفي جانب آخر, شاركتنا المرأة ليومين في (مهرجان حكاية) الذي أقيم في احد المنتزهات والذي أمتد لأربعة أيام. وشاركنا من اللجنة النسائية الكاتبة والأستاذة أميمه الخميس ومن المتعاونات القاصة حنان العوين. كما شاركتنا المرأة في برامجنا السابقة من ناحية تقديم قراءات أو من حيث اختيار بعض الأعمال النسوية للنقاش أو المشاركة في الأمسيات القصصية المشتركة, نذكر منهن على سبيل المثال لا الحصر الناقدة أسماء الزهراني والكاتبة فاطمة العتيبي والأستاذة وعضوة اللجنة النسائية في النادي أميمة الخميس, وعدد من القاصات الشابات مثل زهراء موسى وحنان العوين وكوثر محمد وبعض المهتمات بالشأن السردي والنقدي مثل مي خالد وأحلام الزعيم وأشعار الباشا وهديل العبدان.
أما عن موقع المرأة في النادي الأدبي بشكل عام فيذكر الأستاذ محمد الربيع (أحد الإداريين في النادي الأدبي بالرياض) أنها -الآن- صار لها صوت بوجود الإدارة الجديدة حيثُ يوجد إدارة نسائية مستقلة.
للأندية الأدبية الأخرى إصدارات شعرية ونقدية وقصصية ، منها : "قلبٌ في أبها..ديوان شعر"
تأليف:تركي بن صالح العصيمي-رحمه الله-
من إصدارات نادي أبها الأدبي
1417هـ-1996م
التي امتازت بخفتها ورشاقتها في حقل الحب والعاطفة، وقوتها وجزالتها في ميدان
الحماسة، مُخلدة وهج مشاعرسطرها يراع شهيد ..
وتجلت في أعمق صورها عندما رثى الشاعر نفسه من حيث يدري أو لا يدري، حيث قال:
كفن الشهيد ملابس الميدان *** كفنٌ ولكن ليس كالأكفان
و .. "دراسات نقدية وأدبية"
تأليف:نُخبة من الأدباء
من إصدارات نادي القصيم الأدبي-بريدة
1414هـ-1994م
وهو كتابٌ من القطع المتوسط، يقع في 190 صفحة انقسمت
على ثلاثة أبواب:"نظرية النقد،الأداء الأدبي،النقد التطبيقي"
وهو مؤلفٌ خصب في مجال التحليل الفني للنص الأدبي، حيثُ يتوغل في أعماق النص مُستخرجاً ما يحويه من فرائد،مُطلعاً القارئ على الزوايا الرئيسة التي يُطل منها على النصوص الأدبية،مما يُسهم في إيجاد نقطة يلتقي عندها القارئ بالأديب، فتتعانق الأرواح
ومن ثم ينمو الإحساس التذوقي لدى القارئ الناقد.
أيضاً ، "كنز الصياد"
من تأليف:إبراهيم محمد شيخ مغفوري
من إصدارات نادي جازان الأدبي
1425هـ-2004م
مؤلفٌ من قصتين قصيرتين كُتبت بأسلوب سهلٍ بسيط يُناسب الفئة التي كُتبت من أجله
وهم الأطفال،حوت كل قصة بين جنباتها قيمة يرتشفها الصغار من بين سطور الحكاية.
وجهنا للأستاذ محمد الربيع سؤالاً نستفسر فيه عن ضعف العنصر الإعلاني أو الدعائي لدى النوادي الأدبية في الإعلان عن الأمسيات والدواوين ، وما ينتج عنها..فأرجع سبب الضعف إلى الإعلام الذي يهتم بالمادة
وإلا فإنهم يرسلون خطابات بخصوص النتاج ولكنّ الصحف اليومية لا تمنحهم إلاّ مساحات صغيرة(5*5) !
و لمزيد عن هذه المنتديات الأدبية ، فقد وفرت أغلبيتها مواقع إليكترونية تضم تعريفاً بها وبأنشطتها وإصداراتها . وتختلفُ فيما بينها في تفعيل هذه المواقع ، فيعضها لا تغيره الأيام ولا تجد فيه رداً لصوتك إن أنتَ تواصلت .. وآخر لكَ منه الإكرام إن وصلتَ والعطاء.
وعن المطلوب لتفعيل التعاون الثقافي بين الأندية الأدبية في المملكة ..والأندية المنبثقة من المجتمع يذكر الشيخ سعد المليص أن التعاون بين الأندية الأدبية والصالونات الأدبية موجود من خلال الأرضية المشتركة بينهما حيث خدمة الثقافة والمثقفين وإبراز المبدعين وتقديمهم للجمهور ، وللأندية الأدبية أهداف صاغتها جهات الاختصاص في إطار المصلحة العامة ولا شك أن هذه الصوالين الأدبية تكمل الدور وتقدم خدمة ثقافية ولكنها للنخبة ولشرائح محدودة من المجتمع الثقافي أما الأندية الأدبية فأبوابها مفتوحة للجميع تصقل المواهب وترعى المواهب وتقدمها للجمهور طوال العام وأتمنى أن يكون التعاون والتواصل ضمن أهداف هذه الصالونات الثقافية في سبيل التعرف على المميزين عن طريق الأندية الأدبية وبالتأكيد أن الجميع يسعى لخدمة الثقافة ونشرها في المجتمع .

وعلى شفير النقطة ، لا نملك سوى أمل برُقي لا يحد، ومستقبل يحملُ لجيلِ الإبداع محلاً يليق بهم.
من تحقيقات مجلة أجيال