في البداية أحب أن أوضح مسألة مهمة وهي أنني لا أتحدث هنا عن الشرعية لهذا الأمر فنحن مسلمين بأنه شرع الله عز وجل وقد وضعه لنا وهو أعلم بما يضرنا وما ينفعنا سبحانه .. وحقيقة فإن الخوض في صلاحه للناس أو عدمه هو من الخوض في الباطل ومن السفه ..وهذا الشرع لم يوضع لنأتي نحن ونتناقش فيه أو نتحدث بجدواه من عدمها ، وقد كانت أفضل النساء أمهات المؤمنين وهن من لا يستطيع أحد أن يصف إيمانهن وتقواهن وأيضاً حرصهن على نيل رضى الله عز وجل من اللاتي تزوج عليهن الرسول لا لنقص ولكن لمقاصد كثيرة ..
أما وقد وضحت الصورة بإذن الله تعالى فتعالوا معي إلى صلب الموضوع ..
أي امرأة تشاهدونها تنافح ضد هذه القضية فإنها لا تناقض شرع الله عز وجل إن كانت مسلمة حقاً لأننا مؤمنين بهذه الآية " وما كان لمؤمن ولامؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم "الآية .. ولكننا نخشى من العواقب وما أدراكم ما هي العواقب لو كانت القصص- التي نسمعها ونعرف أفرادها في أحيان أخرى كثيرة- شواذ أو نادرة الحدوث أو لاتحدث إلا بين غير المتمسكين بشرع الله عز وجل لهان الأمر .. ولكن للأسف هي الأصل وتحدث في الغالب بين المتمسكين وانظروا أنني أقول في الغالب وليس الكل وتعالوا معي إلى ردهات بعض البيوت- بعضها أعرف الأشخاص بأعيانهم والبعض الآخر حدثني عنهم من أعرفهم بصدق الأمانة والنقل- :
* تزوج على زوجته الأولى مدرسة وهي تعليمها بسيط ثم أردفهما بالثالثة وهي طبيبة ثم يصر على أن يجمعهم مجلس واحد ويبدأ في التندر على الأولى ..بالله عليكم أين العدل هنا وأين الرأفة بقلب هذه المسكينة ؟؟؟
* تزوج عليها من تلك البلد " اللي طايحين فيهم هالأيام " ثم نسي أم الأبناء ودار مع الجديدة لدرجة أن الأولى طلبت الطلاق ومن شاهد معاناتها تلك أنهن بنياتها الصغار فطلبوا من والدتهم أن تعدل عن رأيها لأجلهم فقط وقلب الأم كما تعرفون ..
* أراد أن يتزوج من البلد الفلاني ولكن المسؤوليات كثيرة كيف يوفق طلق الأولى " هذا أخذها من قاصرها " وأخذ يتحدث عنها بأنها ليست جميلة وهي غير ملتزمة أيضاً ..فبالله عليك في بلد الحجاب لم تجدها وستجدها عند السفور ..
* ضجر من كثرة المسؤوليات يجب أن تحملي كل سنة ولا تتوقفي ثم عندما شاهد أنها ما تخرج من نفاس إلا وتدخل في حمل اختصر الطريق وأخذ الثانية ولأنه غير مستعد لتحمل المسؤولية فإن الثانية تذهب وتعود من دوامها مشياً على الأقدام وتخيلوا ماذا تلاقي ؟؟ وزهق من الثانية وعزم على تطليقها ولكنها للأسف الشديد حامل ..
المشكلة أن الناس يعتبرون الدخول إلى أخذ الثانية تجربة إما تنجح أو تفشل ويغامرون إما لتحدي أو كسر خشم الأولى أو ما شابه وما يتوقعون أنها مسؤولية جديدة تضاف إليهم وبنات الناس لسن لعبة نجرب وإذا زهقنا نطلق !!؟ .. أين نحن من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم .. كان يجتمع بكل نسائه كل ليلة عند من يبيت عندها يحدثهن ويسامرهن وانظروا إلى المواقف الكثيرة في السيرة ما جرح يوماً إحداهن أمام الأخرى ولا سفه من غيرتهن إنما كان عليه الصلاة والسلام يضحك منهن ويوضح لهن مواقفه في حوادث مختلفة وهذا أحد الصحابة حينما رأته زوجته يأتي جاريته "ملك اليمين " قالت له هل أتيتها لم يقل نعم وكيفي أو اضربي رأسك بالحيط بل قال لا فقالت له أقرأ القران كي يثبت لها أنه ليس جنباً فذكر لها بيتاً من الشعر فيه ذكر للرسول والصحابة فرضيت ..
مراعاة فقط لمشاعرها ..
أين نحن اليوم ممن يهدد زوجته بالثانية صباح مساء وعند كل هفوة ؟؟
حقيقة كما يقول زوجي لربما لايجد السكن الحقيقي عند الأولى ولكن ما جزاؤها إن هي أخفقت ألا تمنح الفرص الأخرى لها ألا يمكن أن يعلمها ولكننا نختصر الطرق دائماً على أنفسنا .. ما تعدلت ودها بيت أبوها ولا صبر ولا احتمال أذى وإذا حدثت المشكلة أسمع الشكوى من كلا الطرفين لمن يعرفون وما بقي شيء إلا وذكر أين نحن من حسن العشرة وكما قال ذلك الرجل الذي أراد تطليق زوجته فسألوه عن السبب قال زوجتي ولا أفشي لها أمراً وعندما طلقها سألوه قال امرأة غريبة عني ولا أتحدث عنها انظروا إلى حسن العشرة .. وكما قال عمر بن الخطاب أوا كل البيوت تبنى على الحب أين الرحمة .. وهذه دعوة لأن تنقذوا بيوتكم فمن يرغب في الحلال فلا ضير عليه ولكن تذكر رحمك الله أن العدل هو الأساس فلا تذكر هذه عند تلك وتمدح هذه أمام الأخرى لأن هذا مما يوغر الصدور ألم ترى أنه يحرم الجمع بين الأختين لأنه بذلك تتحول المحبة إلى عدواه فكيف تفتش عن العداوات وتزرعها في النفوس .. وصدقوني حتى لو شاهدتهم " أقصد الضرائر " وهن معاً وقلت يتعاملن كالأخوات فلا تنسى أن الغيرة موجودة مهما حدث إلا إذا كانت إحداهن تبغضك فلن تبالي في أي واد هلكت .. وأذكر مرة أخرى أن أمهات المؤمنين كانت بينهن الغيرة وأبرزنها لرسول الرحمة ولم يعتب عليهن في ذلك ...
هذا بعض ما جاشت به النفس ولكم الحكم فأقولها لكم أن الاعتراض على ذات التطبيق وليس على الحكم وشل لسان من يعترض على شرع الله عز وجل .. والله تعالى أعلم ...
الروابط المفضلة