جماعة التبليغ باختصار هي جماعة اتجهت إلى دعوة الناس عامة( مسلمهم وكافرهم ) عبر طريق الوعظ والتذكير باليوم الآخر ، وبغض النظر عما يمكن أن يدلي به القراء الكرام عن مخالفات تلك الطائفة في جانب العقيدة ، أو ربما تقصيرهم في العناية بالعقيدة والتوحيد ( ولو كان التقصير ظاهريا ) مع التسليم بما يمكن أن يدلي به القارئ ، ربما لا تنخر تلك المخالفات في عقيدتهم وانتسابهم إلى الدين الإسلامي وبخاصة ممن ينتسب لتلك الطائفة من أبناء المملكة أو دول الخليج حيث نشئوا على الفطرة الإسلامية تحطوهم العقيدة والشريعة من كل حدب وصوب .
ما يؤلم حقيقة في الآونة الأخيرة هو استهداف الجماعة ككل ، أي تصويب الحرب إلى إلى ذاتها ومحاولة _ وللأسف _ استحلاب الفتوى من قبل بعض العلماء والدعاة الذين لهم ثقل في الواقع لتشويه سمعتها والتحذير منها ، وبعيدا عما يمكن أن يستهدفه أولئك المهاجمون صوابا كان أو خطأ ، إلا أن المصيبة التي لازالت آثارها تنخر في طريق الدعوة هي غفلتنا عن تصويب الخطأ مع استمرار العمل قائم إذ لدينا فئتان متضادتان :

أحداهما تريد استمرار العمل بغير نقد للأخطاء الصادرة ، والأخرى لا تجد حلا ناجعا للأخطاء سوى إيقاف العمل وإسقاطه قبل استفحاله بزعمهم .

كلا الطائفتين بحاجة ماسة لإعادة النظر في سياستها تجاه الأعمال الدعوية والمشكلات الناتجة عنها إذ لا عمل بلا أخطاء .

من المظاهر الجلية للمصيبة الأنفة الذكر هو تعامل الناس مع جماعة التبليغ من ناحية تضخيم أخطائها دون محاولة للتصحيح مع استمرار العمل وتحجيم الحسنات .

أخي القارئ الكريم : دعني فيما يلي اعرض لبعض النماذج من تضحيات أفراد تلك الجماعة التي تحتاج منا الشكر والتقدير والاحتذاء بأفعالهم حيث ندر العامل فيما يقصدون من أعمال ومشاريع .

# تعتني الجماعة بفئات لم تلق عناية تذكر من قبل مؤسسات الدعوة وبرامج الشباب الدعوية من حلقات ومكتبات ، تلك الفئة التي تعتني بها جماعة التبليغ هي فئة المستقيمين أو ذوو الفطرة السليمة ( إن صحت التسمية ) ممن تجاوز مرحلة الجامعة .

قدمت جماعة التبليغ لتلك الفئة برامج متنوعة منها عقد لقاءات أسبوعية يتم فيها استضافة بعض طلبة العلم والدعاة ، كما تقوم برحلات وخرجات لبعض المناطق كمكة والمدينة وغيرها إلى جانب استغلال تلك الفئة في أمور الدعوة ونشر الخير .

# التفت الجماعة لأولئك الشباب الذين اجتالتهم الشهوات وار كستهم الموبقات فاتجهوا للمقاهي وأرصفة الطرقات ، فقامت بجولات دعوية لأولئك القوم وتتضمن الجولة الوعظ والإرشاد والتذكير بالله واليوم الآخر وتوزيع الأشرطة والمطويات عليهم مما له أثر بارز وملحوظ وكم من جولة أثمرت رجوع فئات من أولئك إلى ربهم وطرقهم باب التوبة .

# فئة المغنين والفنانيين والمشاهير في عالم التمثيل وغيرهم بل حتى اللاعبين وصلت حسنات تلك الجماعة إليهم فاستهدفوهم لما شعروا بابتعاد الدعاة عنهم ليأسهم ربما من رجوعهم وتوبتهم ، بل إن أفراد جماعة التبليغ يتقصدون أحيانا منتدياتهم ومراكز حفلاتهم ومراقصهم ليناصحوهم ويدلوهم على طريق الحق والهدى ، ولا يلزم من تلك الجهود أن نطالب بالثمرة فيسأل البعض أين الذين عادوا عن طريقهم ؟! عليهم البذر وإن لم يحن وقت الحصاد .

بقي أن أقول : مع ما سبق من حسنات لابد من تقويم بعض أعمال تلك الجماعة ومن ذلك :

_ مبدأ الخروج وبخاصة إلى خارج السعودية حيث تفشي الفساد والمنكرات إلا لمن رزق الزوجة الصالحة .

_ العناية بالمهتدين الجدد وبحث سبل ومجالات تفريغ الطاقة والحماسة التي تعقب الهداية .

_ القرب من العلماء والدعاة وإطلاعهم على الأعمال ومشورتهم فيها .

ختاماً هذه خواطر سنحت في الخاطر عسى أن تجد قبولا من القراء الأكارم وهي محل الدرس والحوار والله ولي التوفيق .