باكستان تنفي تسليم ابن الشيبة للأميركيين
قوات الشرطة الباكستانية تقتاد أحد المعتقلين في كراتشي الأربعاء الماضي
عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي والاستخبارات الباكستانية يبدؤون التحقيق مع بن الشيبة وبقية المعتقلين في مكان سري بباكستان
ــــــــــــــــــــ
وزير الداخلية الباكستاني ينفي مشاركة الأميركيين في عملية المداهمة بكراتشي مؤكدا أنهم قدموا فقط المعلومات للسلطات الباكستانية
ــــــــــــــــــــ
مكالمة بالهاتف المحمول ترشد الاستخبارات الأميركية إلى مكان اختباء عناصر القاعدة
ذكرت مصادر قريبة من الاستخبارات الباكستانية أنه تم اعتقال مسؤول مهم في تنظيم القاعدة بكراتشي الثلاثاء الماضي قبل يوم واحد من توقيف رمزي بن الشيبة المتهم بالمشاركة في التخطيط لهجمات سبتمبر/أيلول والذي اعتقل بعد معركة طويلة بالأسلحة في الذكرى الأولى للهجمات. وقال مصدر إن عملية الاعتقال الأولى الثلاثاء الماضي هي التي سمحت بتوقيف ثلاثة أشخاص هم مساعد لبن لادن وآخر عربي وثالث يحمل جواز سفر باكستانيا.
وأشارت المصادر إلى أن المسؤول المهم في القاعدة الذي أوقف الثلاثاء قد يكون بن عديل أو أبو بكر. وأوردت بعض المصادر اسم خالد الشيخ محمد, إلا أن أخرى نفت ذلك. وأوضح مصدر في الشرطة أن المشكلة هي أنهم يعيشون بأسماء مستعارة وجوزات سفر مزورة.
باكستان تنفي
معين الدين حيدر
من جهته أكد وزير الداخلية الباكستاني معين الدين حيدر في كراتشي اليوم اعتقال رمزي بن الشيبة لكنه نفى أن يكون قد تم تسليمه مع الموقوفين الآخرين إلى السلطات الأميركية. وأضاف حيدر أن عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (FBI) والمخابرات الباكستانية بدأت التحقيق مع بن الشيبة وبقية المعتقلين المشتبه في أنهم عناصر من القاعدة، مشيرا إلى أنهم محتجزون في مكان سري لدى المخابرات الباكستانية.
ونفى وزير الداخلية الباكستاني مشاركة عناصر الـ FBI في العملية التي أدت الأربعاء الماضي إلى اعتقال عدد من أعضاء القاعدة بينهم رمزي بن الشيبة. وأوضح الوزير الباكستاني أن المداهمة جرت بناء على معلومات من مكتب التحقيقات والاستخبارات الأميركية ولكنها لم تكن عملية مشتركة.
عملية كراتشي
ومن جانبها قالت السلطات الأميركية إن نظيرتها الباكستانية وعناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (FBI) اعتقلت بن الشيبة -اليمني الجنسية- يوم الأربعاء الماضي في كراتشي, في عملية قتل فيها شخصان واعتقل 10.
وقال المحققون الباكستانيون إن عملية المداهمة جرت بعد معلومات سربها مكتب التحقيقات الفدرالي إلى الاستخبارات الباكستانية إثر التقاط اتصال بهاتف محمول. وقال مصدر في الشرطة الباكستانية إن جميع الموقوفين أجانب وبينهم امرأة وطفل وليسوا معتقلين لدى الشرطة الباكستانية.
وذكرت الشرطة الباكستانية أن ضباطا أميركيين تعقبوا بن الشيبة إلى مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق في منطقة بمدينة كراتشي بفضل المكالمة الهاتفية التي أجراها بالهاتف المحمول عبر الأقمار الاصطناعية.
ولكن مسؤولي الأمن وضباط المخابرات واجهوا مقاومة مسلحة عندما أغاروا على المبنى ولم ينجحوا في اعتقال بن الشيبة إلا بعد تبادل لإطلاق النيران استمر ثلاث ساعات قتل خلاله اثنان من أعضاء القاعدة كما أصيب ستة من رجال الشرطة وطفلة تبلغ من العمر أربعة أعوام.
وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون (سي.إن. إن) وصف الرئيس الباكستاني برويز مشرف الهجوم الذي أدى إلى اعتقال بن الشيبة بأنه كان عنيفا. وأضاف أن المعتقلين هم مصري وسعودي وثمانية يمنيين.
وأفاد مراسل الجزيرة أن المصادر المطلعة في إسلام آباد ترجح أن أجهزة الأمن كانت على علم منذ فترة بمكان بن الشيبة لكنها أجلت العملية كي تتزامن مع زيارة الرئيس الباكستاني القادمة إلى واشنطن لتكون بمثابة هدية يقدمها إلى أميركا لرفع رصيده لديها. وتحدثت أوساط إعلامية عن أثر لقاء بن الشيبة الأخير للجزيرة إضافة إلى استخدامه الهاتف المحمول.
وجاء اعتقال بن الشيبة -المطلوب أيضا من قبل أجهزة الاستخبارات الألمانية- بعد أيام قليلة من ظهوره في لقاء أجراه معه يسري فودة مقدم برنامج (سري للغاية) الذي بثته قناة الجزيرة, واعترف فيه بأنه كان مسؤولا عن الجوانب اللوجستية والمالية لما سماه غزوتي نيويورك وواشنطن.
وأكد بن الشيبة مع عضو آخر في القاعدة هو خالد شيخ محمد، أن تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن مسؤول عن الهجمات على نيويورك وواشنطن العام الماضي.
وكان مسؤولون أميركيون قد قالوا إن بن الشيبة فشل أربع مرات على الأقل في الحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة وإنه كان يرغب في المشاركة بتنفيذ الهجمات مع التسعة عشر فردا الذين خطفوا الطائرات العام الماضي. وكان بن الشيبة أحد زملاء غرفة محمد عطا الذي يشتبه في أنه زعيم مجموعة خطفت الطائرات أثناء إقامتهما في هامبورغ بألمانيا.
الروابط المفضلة