يا عبد الله! إن المنايا قد دقت واقتربت, فالنفوس رهينة قد جمعت وتبعت كأنكم بأكف الردى قد أخذت وسلبت, رب شمس طالعة على القبر قد غربت, يا فراخ الفنا! فخاخ البلى قد نصبت, عباد الله: كل المعاصي قد سطرت وكتبت والنفوس رهينة بما جنت واكتسبت, لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. يا من بغتر بلأماني ولآمال والكواذب, ومبارز بالقبايح وما يدري من يحارب, يا حاضر البدن غير أن القلب غائب, أرضيت أن تفوتك الخيرات والرغائب؟ يا من عمره في ممره ويسرى كالنجائب, يا من شاب وما تاب هذا من العجائب, يا عجبا كيف نام المطلوب وما غفل الطالب؟!
المصدر: (كتاب الكبائر) للإمام الذهبي, ص159
الروابط المفضلة