إننا في تعاملاتنا الإنسانية والاجتماعية نشهد الكثير من التصرفات الشخصية
المصبوغة بلون شفاف تقف بين حدين لا نستطيع تحديد حقيقتها أو تصنيفها... فمثلاً .....
الكرم والإسراف ... التنعم والبذخ ... البخل والحرص ... حسن الخلق والسذاجة الصرامة والقسوة ... الانفتاحيةوالاستباحي ة ... الاعتداد بالنفس والتكبر .
ومن خلال حياتي القصيرة والتي أعتبرها لا شيء تكون لدي مفهوم أعتقد أنه يفصل بين المتضادات ويجعل بينها فاصلا أوسع و يصبغ المواطن الشفافة بلون يسمح برؤيتها ......
إخوتي إن هذه السطور لم أعتمد في كتابتها على دراسة معينة .. إنما أنقلها لكم من تجربة حية عايشتها بنفسي .. فلقد عاشرت أكثر من 20 جنسية مختلفة الأعراق والأديان والثقافات وللأسف وجدتنا نحن العرب أقل تلك الفئات تمييزاً لتلك الصفات البشرية .
وأبدأ معكم إخوتي ومن منطلق حبي لكم بطرح بعض الاستنتاجات التي رسخت لدي مما جعلني أنطلق في أي دائرة اجتماعية أو دينية مغلقة ... آسف إن كنت أقول عن نفسي ولكنني أود التأكيد على كون هذه السطور مجربة !!!!!!!
سأعود لاحقاً لأهمية التفريق بين تلك الصفات التي بدأت بها سطوري .
فلنبدأ الآن مع نقاط تجعلك مرناً وصلباً ومتيناً وناعماً في نفس الوقت
مما سوف يساعدك على الشعور بالراحة في أي مجتمع كان .
· لا تبدي اندهاشك أبدا من أي حدث أو خبر أو أي شيء كان .... لماذا ؟
لأنك عزيزي إن قارنت علمك وخبراتك وتجاربك في هذا الكون لن تجدها .. ترى أو تسمع . لذا افترض دائماً وجود معلومة تنقصك لفهم ذلك الأمر.
· لا تصدق أو تكذب أي شيء غريب مهما كان إلا إذا توجب عليك تصديقه أو تكذيبه قطعا وأكرر قطعاً بموجب أمر ديني أو حقيقة علمية . ماذا أفعل ؟
اجعل لك في ذاتك وعقلك خانة صغيرة وسمها (( تحت الدراسة )) وضع الأمر فيها إلى أن يثبت أو ينفى ذلك الشيء بعلم لديك أو تجربة تخوضها . (( ممكن وممكن لا )) .
· إذا استمعت لشخص ما يختلف عنك ديناً أو عرقاً أو ثقافة فاستمع له كأنك تستمع إلى شخصية مهمة في حياتك ... إن كنت حربياً فاعتبره نابليون وهكذا .... وبعد انتهائه من حديثة، لك اختياران فقط إما قبول ما قاله أو مناقشته فيما قاله ... أي إن اختيار الرفض المباشر غير وارد إطلاقاً .
لمـــاذا ؟ .... لأنك عزيزي تنتهك شروط العلم والحقيقة .... كيف ؟
إنك برفضك المباشر تحرم نفسك و الطرف الآخر من عدة أمور ....
حقوقك على نفسك
1. منها حقك في إبداء رأيك المبني على أساس معرفي لكي لا تتهم بأنك ترفض لجهلك أو أنك ترفض عابثاً.
2. حرمت نفسك متعة نقاش قد تستفيد منه بجوانب أخرى غير نقطة الخلاف .
3. فرصتك لمعرفة الجوانب الضعيفة في وجهة نظرك والتي يستغلها مناقشوك (( في الموضوع ذوي الصلة )) مما يقويك أكثر في مناقشة أخرى مع أناس آخرين لنفس الموضوع .
4. تعلمك لأساليب مناقشة جديدة وتعرفك أكثر على هوية الطرف الآخر.
حقوق الطرف الآخر
1. مشاركته أفكارك وعلمك بما أنه قد أعطاك ما في جعبته.
2. عدم تسفيه رأيه برفضك المباشر ...الرفض بعد نقاش فيه احترام للطرف الآخر .
3. فرصة تغيير رأيه إن كان الصواب إلى جانبك .
· اجعل لنفسك مبدأ تعيش عليه ومن أجله فالمبدأ بالنسبة للإنسان مهم جداُ كأهمية طبقة الأوزون للأرض تحميك من بعض الإشعاعات الضارة والتي قد ترى فيها بدون علم جماليات كاذبة ... !!! .
· قوِّ وعزز في نفسك انتماءك الديني والوطني والأسري وكن عنصرياً في هذا الشأن لأقصى الدرجات ..... لكن عنصرية محبة ... أي أنك تحب الآخرين ولكنك لا تقارنهم أبدا بحبك لانتمائك مما سيخلق منك شخصية قوية لدرجة لا تتخيلها .
· اعلم عزيزي أنه لا يوجد عالم بالمطلق ولا جاهل بالمطلق فما تعلمه أنت أعلم غيره أنا ... وكن في علمك على العرش بلا فخر واجلس في علم غيرك دون الركب ولا مهانة .... واعلم أنه لا يوجد غني بالمطلق ولا فقير بالمطلق فالفقير بماله قد يكون غنياً بعلمه والفقير بعلمه قد يكون غنياً بأدبه والفقير من كل المكارم هو إنسان لا محالة .
· لا تمنن على الناس أبداً بعطاياك من احترامهم أو تعليمهم أو التأدب معهم أو بذل مالك لهم أو معاشرتهم لأنك في الحقيقة تفعل ذلك لنفسك حتى تسمو بها، أي أنك إن كنت قليلا للأدب أو بخيلا أو انطوائياً أو حابساُ لعلم عندك ضررت نفسك .... مما يجعل فعلك للمحاسن خدمة لنفسك أولاً وأخيراً !!!! .
أما الآن فأعود لأهمية التفريق بين تلك الصفات في بداية السطور .
· نحتاج في بناء شخصية متزنة وقوية وشبه كاملة تستطيع العمل بتلك النقاط المذكورة .... إلى تنظيف الشخصية من الجوانب السلبية أولاً والتي تشبه إلى حد كبير الجوانب الإيجابية مما يحتم علينا التعمق بها للتفريق بينها
منقـــــــــــــــــــول
الروابط المفضلة