شرف عظيم لي
خدمة ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
الجزء الثاني
(ما زال الله يرحمك ما دمت ترحمها)


عن هشام بن عروة كان علي بن الحسين يخرج على راحلته إلى مكة ويرجع لا يقرعها .


( غربة )

وعن جعفر بن محمد بن محمد عن أبيه قال قال علي بن الحسين فقد الأحبة غربة


( تعوذ وتذلل )

وكان يقول اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوامع العيون علانيتي وتقبح سريرتي اللهم كما أسأت وأحسنت إلي فإذا عدت فعد علي .


( درجات العبودية )

وكان يقول إن قوما عبدوا الله عز وجل رهبة فتلك عبادة العبيد وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار وقوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار .


( ديمة العمل )

وعنه عن أبيه أن علي بن الحسين كان لا يحب أن يعنيه أحد على طهوره وكان
يستقي الماء لطهوره ويخمره قبل أن ينام فإذا قام من الليل بدأ بالسواك ثم يتوضأ ثم يأخذ في صلاته وكان يقضي ما فاته من صلاة النهار بالليل ثم يقول يا بني ليس هذا عليكم بواجب ولكن أحب لمن عود نفسه منكم عادة من الخير أن يدوم عليها .
وكان لا يدع صلاة الليل في الحضر والسفر .



(عجب!!)

وكان يقول عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا جيفة ! وعجبت كل العجب لمن شك في الله وهو يرى خلقه ! وعجبت كل العجب لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى ! وعجبت كل العجب لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء !.

(حمالين الأجور)

وكان إذا أتاه السائل رحب به وقال مرحبا بمن يحمل زادي إلى الآخرة .


(الله أعلم حيث يجعل رسالته)

وكلمة رجل فافترى عليه فقال إن كنا كما قلت فنستغفر الله وإن لم نكن كما قلت فغفر الله لك فقام إليه الرجل فقبل رأسه وقال جعلت فداك ليس كما قلت أنا فاغفر لي قال غفر الله لك فقال الرجل الله أعلم حيث يجعل رسالته .


( صدقة السر تطفيء غضب الرب)

وعن شيبة بن نعامة قال كان علي بن الحسين يبخل – يعني يقتصد- فلما مات وجدوه يقوت مائة أهل بيت بالمدينة .
وعن محمد بن إسحاق قال كنا ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل .
وعن أبي حمزة الثمالي قال كان علي بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به ويقول إن صدقة السر تطفئ غضب الرب عز وجل .
وعن عمرو بن ثابت قال لما مات علي بن الحسين فغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سود في ظهره فقالوا ما هذا فقالوا كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة .





(كرم بالآخرة وبخل بالدنيا)

قال علي بن الحسين إني لأستحيي من الله أن أرى الأخ من إخواني فأسأل الله له الجنة وأبخل عليه بالدنيا !! فإذا كان يوم القيامة قيل لي لو كانت الجنة بيدك لكنت بها أبخل وأبخل وأبخل !!! .

( الخفي التقي )

وعن ابن عائشة قال قال أبي سمعت أهل المدينة يقولون ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين .
وعن سفيان قال أراد علي بن الحسين الخروج في حج أو عمرة فاتخذت له سكينة
بنت الحسين سفرة أنفقت عليها ألف درهم أو نحو ذلك وأرسلت بها ، إليه فلما كان بظهر الحرة أمر بها فقسمت على المساكين .


( لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ )

وعن سعيد بن مرجانة أنه قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربا منه من النار حتى إنه يعتق باليد اليد وبالرجل الرجل وبالفرج الفرج فقال علي بن الحسين أنت سمعت هذا من أبي هريرة قال سعيد نعم فقال لغلام له أفره غلمانه إدع مطرفا فلما قام بين يديه قال اذهب فأنت حر لوجه الله عز وجل أخرجاه في الصحيحين .
وكان عبد الله بن جعفر قد أعطى علي بن الحسين بهذا الغلام الذي أعتقه ألف دينار .
وقال حجاج بن أرطاة عن أبي جعفر أن أباه علي بن الحسين قاسم الله ماله مرتين وقال إن الله يحب المؤمن المذنب التواب .







( ولاء وبراء )

قال عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه ما رأيت هاشميا أفقه من علي بن الحسين سمعت علي بن الحسين وهو يسأل كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار بيده إلى القبر ثم قال منزلتهما منه الساعة .
وعن محمد بن حاطب عن علي بن الحسين أنه أتاه نفر من أهل العراق فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فلما فرغوا فقال ألا تخبروني أنتم {المُهاجرون الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} قالوا لا قال {فأنتمَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} قالوا لا قال أما أنتم فقد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين ثم قال أشهد أنكم لستم من الذين قال الله عز وجل {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا} أخرجوا فعل الله بكم .
( العلم يُؤتى ولا يأتي )
وقال نافع بن جبير لعلي بن الحسين أنت سيد الناس وأفضلهم تذهب إلى هذا العبد
فتجلس معه يعني زيد بن أسلم فقال إنه ينبغي للعلم أن يتبع حيثما كان .
قال نافع بن جبير لعلي بن الحسين إنك تجالس أقواما دونا فقال له علي بن الحسين إني أجالس من أنتفع بمجالسته في ديني .