جزاك الله كل خير أختي آمال على طرحك المهم ..والقيم ..
أحب أن أضيف هذه الأحاديث ..التي تشرح الصدر ..وتريح البال ..
عن
أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
( إن الله تعالى يقول : يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك ، وإلا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك ) .
تخريج الحديث
رواه
الترمذي و
ابن ماجة والإمام
أحمد في مسنده وغيرهم ، وقال
الترمذي حسن غريب ، وصححه
الألباني .
معاني المفردات
تفرغ لعبادتي : تفرغ من مهماتك وأشغالك الدنيوية لطاعتي والتقرب إلي بأنواع القرب .
أملأ صدرك : أي قلبك .
وهذه الإضافة البسيطة ..
من هنا
(( مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِى أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِى أَىِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ ))
وفي حديث آخر (( مَنْ كانت الآخرة هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِى قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِىَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كانت الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهَ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُدِّرَ لَهُ ))
وفي حديث آخر: (( مَنْ كانت الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أمرهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا كُتِبَ لَهُ وَمَنْ كانت الآخرة نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أمرهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِى قَلْبِهِ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِىَ رَاغِمَةٌ ))
فالهم هو أثر من آثار توجه المشاعر فمَنْ توجهت مشاعره لأمور الدنيا المتعددة توجه همه إلى هذه الأمور أو بعضها أو واحد منها فلم يبالى الله في أي هذه الأمور كانت هلكته، أما المؤمن فتتجه مشاعره إلى الله، ومن أثر ذلك أن يكون همه هما واحدا فقط هو الله فلا يريد غيره ولا يعيش لسواه ولا يرجو إلا رضاه ( ونلاحظ أن الإنسان قد يكون مهموم في الله أيضا فمثلا مهموم بالطعام للتقوي علي عبادة الله فهذا هم في الله، والنية هنا أصعب من الهم نفسه وغالبا ما تكون كاذبة ..
* ومن الناس مَنْ لا يشغله قضية الدين من أساسه، فلا هي تشغل باله ولا يهتم بها ولا يتأثر بها، وهو يَعْجَبْ لماذا يُتعب المتزمتون أنفسهم بالدين ؟!، وتكون قضايا وهموم الحياة كالزواج والطعام والشراب هو الذي يشغل همه في حين أن الله سبحانه ليس في همه، وتجد عنده عدم الإهتمام واللا مبالاه بأمر الآخرة والدين أو عدم تقدير لأمر الآخرة والدين بالقدر الواجب، أو علي أحسن الأحوال ينظر إلى الآخرة بفتور شديد ومشاعر باردة، رغم أنه مقتنع تماما بالآخرة لكنها في نظره غير مهمة، ولو كانت مهمة فعلا في نظره لإنشغل باله بها وكان مهموما بها، ومن الناس مَنْ ليس عنده أي هم بالآخرة رغم ما بها من أهوال وأنها المصير لدرجة أنك قد تجد المرء يستغرب ولماذا الهم بالآخرة ؟!، وكأنه لا يوجد أي شئ يدعو للهم بالآخرة!، ويكون في غفلة عن الغيبيات لأنه لا يوجد أي توجه للغيبيات سواء سلبا أو إيجابا فلا يخاف الآخرة ولا يكرهها ولا يحبها لأنه لا يشعر بها أصلا وكذلك كل الغيبيات، وهذا هو نسيان الله والآخرة، فإن الشئ الذي تهتم به فإنه يشغل همك ولا تنساه، فمعني عدم إنشغال الهم بالآخرة عدم الإهتمام بشأنها كأنها أمرا غير مهم، إذن فنسيان الآخرة ليس نسيان وجودها ولكن نسيان ما تعنيه من الأهمية والخطورة فلا تشغل البال، وكذلك نسيان الله لا يعني نسيان وجوده فالكفار يعلمون وجوده، ولكن يعني عدم الشعور بقدره وقدرته، فلا ينشغل البال أو المشاعر بأمر الله والدين، (( نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ))، ( فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )
الروابط المفضلة