بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
في كل عام نودع ضيفاً عزيزاً علينا
نأنس بحضوره ونودعه بدمعات الحزن ومرارة الفراق لتلك الايام التي قضيناها
زائراً حبيباً
ليس ككل الزوار
ضيفاً تسعد الانفس بقدومه
ويرقص القلب فرحاً ببزوغ هلاله
ولكن
كيف سنستقبله
هل كلنا نستقبله بنفس الطريقه
هل نحسن استقباله وضيافته
أم أننا نجعله كأي زائر آخر يمر بنا ثم يرحل ويطوى في صفحات النسيان
رمضان
ذاك الشهر المبارك الذي سيحل علينا بعد عدة أيام
ولكن ::::
هل استعدينا له
وهل سنحسن استقباله
حسناً بماذا سنستقبله ؟؟!!
بتلك المسلسلات والبرامج والمسابقات
ام بتلك العبرات والدعوات التي تلهج بها ألسنة الاتقياء الانقياء
عُذراً رمضان
فإني رأيت الكثير انشغلوا عن الاستعداد لك
نعم عُذراً يارمضان
مانحن كأولئك الصحابة رضوان الله عليهم
مانحن مثلهم في الدعاء كما يدعون
وفي الاستقبال لك كما يستقبلون
آآآآه شتان بين حالنا وحالهم
القنوات تتسابق لتعرض المسلسلات والافلام والمسابقات
حصرياً في رمضان
وكأن رمضان هو فرصة كبرى للتسابق في ذلك
شتان بيننا وبينهم
لننظر ونلتمس بانفسنا
كانو رضي الله عنهم اذا انقضى رمضان
يدعون الله بأن يتقبل الله منهم رمضان الماضي
ويدعون الله ستة اشهر بأن يبلغهم رمضان القادم
وماذا فعلنا نحن
ألهتنا الملهيات ومرت بنا الأيام ومنّ الله علينا ببلوغ الشهر
كأننا بالامس ودعنا رمضان الماضي
في حين ليس لدينا مانستقبل به رمضان الحاضر
شتان بين حالنا وحالهم
فنرى القنوات تهتم بإعداد ماهو جديد لرمضان في تلك الاشهر
ارأيتم الفرق ؟؟!!
سبحان الله
وماذا عن ايامِك وساعاتِك يارمضان
كيف تمضي وكيف تُستغل
اااااااااااااااااااااه ويح تلك القلوب الغافلة التي لم تعرف قيمتك
فتلك همها متابعة المسلسلات
وتلك همها عبرات ودمعات
واستغفار ودعوات
فلانة تتابع المسلسل لآآآخر حلقه
وفلانه تحاول ختم كتاب الله اكثر من ختمه
فلانه اضاعت الساعات في الاسواق والمحلات
استعداداً ليوم العيد الذي قد تدركه وقد تكون من ضمن الوفيات
والايام تمضي وكذلك الساعات
بين نوم وغفوات
تلك تنام لتسهر في العبادة والتهجد وتلاوة الآيات
وفلانة بين غفلة وذنوب وفضائيات
شتان بين حال وحال
حتى اللقاءات والتجمعات تختلف من حال الى حال
فهٌناك من كان اجتماعهم على ذكر ووعظ وتذكير
وهُناك من لاتخلوا اجتماعاتهم من غيبة ونميمة وكذب وما لايرضي الخالق سبحانه
اااااااااااااااااااه يارمضان
باي حال سنستقبلك وبأي حال سنقضي ساعاتك وايامُك
كانوا الصحابة رضوان الله عليهم يستغلون رمضان ويستغلون لياليه في التقرب الى الله سبحانه
كانوا يحرصون على قراءة القرآن وتدبر آياته فرمضان شهر القرآن
فقد كان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان ، وكان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - يختم القرآن كل يوم مرة وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال ، وبعضهم في كل سبع ، وبعضهم في كل عشر ، فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها ، فكان للشافعي في رمضان ستون ختمه ، يقرؤها في غير الصلاة
ولكن كانت قراءتهم بتدبر وفهم ففي البخاري عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرأ علي . فقلت : أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ فقال إني أحب أن أسمعه من غيري قال : فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) قال : حسبك ، فالتفت فإذا عيناه تذرفان ) .
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت ( أفمن هذا الحديث تعجبون . وتضحكون ولا تبكون ) بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يلج النار من بكى من خشية الله )
وكان صلى الله عليه وسلم اجود مايكون في رمضان
كان اجود بالخير من الريح المرسله
وقد قال صلى الله عليه وسلم ( أفضل الصدقة صدقة في رمضان ) أخرجه الترمذي عن أنس
وقال تعالى : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً . والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما ) [الفرقان 63 ـ 64] .
فأين نحن من ذلك
احبتي
رمضان فرصة لنا للتقرب الى الله عزوجل
ليكن رمضان خطوة لنا في التغيير من حالنا
فرصة للتوبة وسلوك مسلك الاتقياء
فرصة للسير على نهج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم واصحابه
لنتقرب الى الله بالطاعات بالذكر بالصلوات وتلاوة كتابة وبالصدقات
لنبتعد عن تلك الملهيات وليكن رمضان خطوة صادقه لنا للتخلص مما نحن فيه من غفلة وذنوب وهفوات
ثم بعد رمضان نمسك بما بدأنا به ونواصل خطانا على ذاك الطريق
و نسأل الله الثبات
احبتي لنستقبل ذاك الضيف الحبيب بمايليق به
الا نستحي من الله يمن علينا ببلوغ هذا الشهر الفضيل فيكون هكذا استقبالنا له
ويح قلوبنا أي قلوب هي
لاتعرف الشكر
لنوقظ تلك القلوب بالتفكر في حالنا
والتفكر فيمن مضوا ورحلوا ويتمنوا فقط لو يعودوا الى الحياة لحظة ليسجدوا لله سجدة
لنتفكر أي نعمة وهبنا الله اياها
رمضان شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران
ورغم انف من ادرك رمضان ولم يغفر له
دمتن بود
بقلب وقلم
شموخ
الروابط المفضلة