لأثريائنا فقط[/center]
لعل من حكمة الله في خلقه أن جعل منهم الفقير والغني 00 الجاهل والمتعلم 00 القوي والضعيف00الصحيح والمريض ، ولعل من أسرار هذه الحكمة أن يشعر كل طرف بالآخر ، فإن كان فقيرا صبر على فقره شاكرا لربه راضيا بما قسمه الله له ، وإن كان غنيا شكر ربه ذاكرا نعمته عليه ، وإن كان صحيحا حمد الله على ما وهبه من الصحة والعافية ، وهكذا يسير قطار الحياة كما أراد الله ، وقد تنقلب الموازين - بإرادة الله - فيصبح المريض صحيحا والصحيح مريضا ، ويتحول الغني إلى البؤس ، ويصير من كان معدوما من أصحاب الملايين ، وكم في الحياة من نماذج قد نعرف بعضها لكننا قد نجهل الكثير 0
وفي مجتمعنا كأي مجتمع إنساني تتنوع مستويات الناس وتتأرجح بين الفقر والغنى ، وقد يكون في الأسرة الواحدة كل الدرجات بين هذين النمطين ، و من مميزات الاسلام أن ربى أبناءه على الرضى بما قسم الله ، وعدم النظر إلى ما عند الغير من زينة الحياة الدنيا ، و عدم الاستخفاف بمن لايملكون الدرهم والدينار ، بل حث الأثرياء على العطاء والبذل ، وجعل الفقراء من حولهم بريدهم إلى الله ، فعن طريق الاحسان إليهم ترتفع الدرجات ، وتوصل الأرحام وتوضع البركة في المال والأهل والصحة والوقت0
الحديث عن الأثرياء ممن أفاء الله عليهم من واسع رزقه يشمل كل هذا الصنف ، لكن تسليط الضوء على البعض قد يكون له معنى خاص ، هذا البعض هم من يحيط بهم من أقاربهم وذوي أرحامهم " "فقراء " و "محتاجون "، وقد يكون هؤلاء الفقراء ممن ترتبطهم بهم معرفة أو صداقة أو جيرة 0
الحديث عن الأقارب من هذا النوع يؤكد على أن لهم حقوقا على الأثرياء من أقاربهم قد تتجاوز الزكاة المفروضة بكثير ، فالثري الذي توفرت له أسباب الحياة الكريمة والمسكن المريح والمركب الهنيئ ، وبقي له فضل مال قد لايعرف أين يضعه ، وقد يصرفه فيما لاطائل من ورائه ، فهل فكر ذات يوم في أقاربه ممن لايملك سكنا كافيا لأفراد أسرته يسترهم من عيون المتطفلين أو يحميهم من زمهرير الشتاء ويبعد عنهم لفح الصيف ، أو من لا يستطيع تملك سيارة ينقل بها أبناءه إلى المدارس أو يقضي بها حاجياته الحياتية الضرورية ، وقد يكون القريب الفقير هذا شاب أعزب يتمنى الزواج لكن ضيق ذات اليد يمنعه من تحقيق أمنيته وهو شاب في مقتبل العمر يريد زوجة وبيتا وأبناء ، وقد يكون من أقارب الثري شاب طموح يريد إكمال دراسته لكن ظروف الحياة القاسية منعته من ذلك 0
نظرة الأثرياء العطوف بأقاربهم وذوي أرحامهم قد تكون من اسباب رحمة الله بهم والعفو عن سيئاتهم - ومن منا تخلو صفحاته من السيئات - وقد تكون هذه النظرة من عوامل البركة في الرزق وحفظ الأموال والأهل والأولاد وحمايتهم من نوازل الدهر0
لأثريائنا الذين وسع الله عليهم نقول : أقاربكم وأهليكم لاتنسوهم كي يرحمكم الله ويبارك لكم فيما أعطاكم0
الروابط المفضلة