بسم الله الرحمن الرحيم
دخل الأب وآثار الحر والتعب واضحة عليه..
سلم على أبناءه ..
أحمد كم مرة طلبت منك أن تهتم بالزراعة في الأحواض الأمامية !!
يا أبني تعبت من إعادة نفس الكلام... هداك الله وأصلح بالك...
أحمد: معذرة ياأبي .. لقد نسيت.. أعدك أن أكون أكثر حرصاً...
انصرف الأب...
وبقيت نظرات خالد الصارمة القوية تقطع أحمد.. بل قد قالها خالد صريحةً.. إلى متى هذا التهميش؟!؟!
تهميش... تهميش... تهميش...!!
================================
تدخل المديرة إلى أحد غرف المعلمات.. وترى المعلمة فاطمة..تهش وتبش بها..
ثم تقول لها : ها ما رأيك في الموضوع الذي طرحته عليك؟! إن شاء الله استخرتي وقررتي؟؟
فاطمة: نعم.. إن شاء الله أني توصلت لقرار...
المديرة: ولعله سيسرني ويريحني ؟!؟!
فاطمة : بإذن الله ...
تخرج المديرة وهي تحمد الله وتدعي لفاطمة بالتوفيق والتيسير..
تهم فاطمة بالعودة إلى مكتبها فتفاجأ بأعين المعلمات تلتهمها...ونظراتهم تحاصرها..!!
تطلق أحدى المعلمات تنهيدة طويلة...وتقولها صريحة...
إلى متى هذا التهميش؟!؟!
تهميش... تهميش.... تهميش....
============================
أم ناصر.. تحب العمل في المنزل . حتى مع وجود الخادمه..
فهي إمرأة كبيرة .. ولا تستغني عن الحركة.. ففي الحركة بركة..
تدخل إلى المطبخ قبيل المغرب فتجد الخادمة لم تضع القهوة العربي على النار...(مشغولة المسكينة في بعض الأعمال)
تجدها أم ناصر فرصة ذهبية لممارسة عمل تحبه .. وضعت القهوة وبدأت بتحضير الرطب والفناجيل...و...
حانت منها التفاتة لمدخل المطبخ... وإذا بالعاملة تقف عند الباب وقد لفت يدها حول خصرها.. وجمعت شفتاها وقطبت حاجباها..
ونظرت في المرأة الكبيرة وتمتمت..
يوووووووووووووووووووووه ماما...ليه سوي كذا...هذا شغل أنا..
تهميس...تهميس...تهميس...!!
=============================
سبحان الله احتار أحياناً كثيرة ... وأتساءل ..
ياترى هل هي مجرد كلمات يكون لها صدى .. وتصبح موضة... وتناقلها يكون من البرستيج؟!
أم أنها تُقال في الوقت المناسب؟؟
فالتهميش أصبحت أسمعه كثيراً ومع أنه مرادف للتطنيش ... إلا أنه أكثر رقياً وحضارة..بل قد يقول قائل :
أتعرض للتطنيش معليه.... لكن أتعرض للتهميش لييه؟!؟!؟!
أفضل ما يتقنه كثير من الناس هوسوء الظن ..
فلو أن خالد أتعب نفسه قليلاً بالتفكير .. لتذكر أن والده قد طلبه أن يهتم بالأحواض قبل شهرين ولكنه صاح وقال ... كل شئ علي أنا ... ليه ما تقولون لأحمد ينتبه لها...والا ما تبغون تتعبون حبيب القلب!!!
ولو أن المعلمات أنتظرن قليلاً ولم يستعجلن بالنظرات والتعبيرات لكن علمن أن المديرة طلبت من المعلمة فاطمة أن تستلم المقصف مع حصصها التيتبلغ 18 حصة ..
وهذا هو الشئ الذي ترفضه غالب المعلمات ولا يريدينه...!!
ولو أن الخادمة تأنت قليلاً لعلمت أن أم ناصر ترحمها من تراكم الأعمال عليها وكثرتها... بل أنها دائماً ما تحاول تذكير زوجة أبنها وأبناءها بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الخدم...!!
كم نتعرض في حياتنا إلى تهميش حقيقي وصريح...
ولكن هي النفس إما أن تأخذه على محمل حسن وبإيجابيه فتسعد به على سوءه .. وإما تأخذه على محمل سئ وبسلبيه فتتعس به على بساطته....
وبالفعل عجباً لأمر المؤمن ...
لا نستغني عن إبداعاتكم ومواقفكم... فأتحفونا...
الروابط المفضلة