بسم الله الرحمن الرحيم
قال النبي صلي الله عليو سلم ( لاتحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام،)
إن المسلم الذي يتأمل هذا الهدي النبوي العالي، الحاوي على مكارم الأخلاق كلها من حب وتعاطف وتآخ، لا يقيم على شحناء، إلا إذا كان في قلبه مرض، وفي طبعه جفوة، وفي فطرته التواء.
وقال عليه الصلاة والسلام ("لا تقاطعوا، ولا تدابروا ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله"
لقد أدرك النبي الكريم بثاقب نظرته التربوية التي استقاها من تأديب الله إياه، أنه لا يستل سخائم الحقد من الصدور، ولا ينتزع أدران التنافس والحسد من النفوس، إلا أخوة صادقة عالية، تسود حياتنا، وتقوم على المحبة، والتواد، والتناصح، والألفة، والبشر، وينتفي منها الكيد والغل والحسد والتجهم والتباغض، ولذلك دعانا لفتح قلوبنا للمحبة والتلاقي على الخير
وبهذه المحبة الصادقة العجيبة استطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينشئ مجتمع المؤمنين الأمثل في تاريخ الإنسانية، الذي صور تماسكه العجيب أروع تصوير بقوله: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً").
على أن الإسلام لم يغفل طبيعة النفس البشرية، وأنها عرضة لنزوات الغضب وتقلبات العاطفة في لحظات الضعف، فوضع حداً للمدة التي يمكن أن تفثأ فيها نار الغضب، ويخمد أوار الانفعال، وحرم عليناأن تمضي هذه المدة، ولا نسارع للصلح والتصافي والوئام،
والمسلم الحق إذا مسه الغيظ من أخيه كظم غيظه، ثم هو لا يأنف أن يسارع إلى العفو عنه، والتغاضي عن زلته، ولا يرى في صفحه عن أخيه ذلاً يحيق به، ولا عاراً يلبسه، بل يرى فيه إحساناً يقربه من الله زلفى، ويكسبه محبته التي خص بها المحسنين من عباده في قوله:
{والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس).
إن الإنسان قد يكظم غيظه، ولكن مراجل الحقد والضغينة تفور في صدره، فيتحول غيظه الفائر إلى تأجج مستمر ، ويتحول غضبه الظاهر إلى حقد دفين. والغضب والغيظ أطهر وأنظف من الحقد والضغينة.
أما المسلم الحق الذي أشربت نفسه على الدين فلا يحقد ولا يضطغن، إنه إن كظم غيظه، أتبع ذلك بالصفح والعفو، وكان من المحسنين.
إن الغيظ وقر ثقيل على النفس حين تكظمه، وشواظ يلفح القلب ودخان. أما حين تصفح النفس، ويعفو القلب، فهو الانطلاق من ذلك الوقر والرفرفة في آفاق النور، والبرد على القلب، والسلام في الضمير.
والمسلم الحق في إقباله على أخيه صفوحاً عفواً، إنما يتواضع لأخيه ويعفو عنه لله، مبتغياً من لدنه العزة والرفعة التي ألمع إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله:
"ما زاد الله عبداً إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله".
فهذه دعوة من أخيكم الى التسامح والصفح ونبذ الأحقاد والضغائن وانني اعلن لكم جميعا انني اخ للجميع ولن أرد اساءة لأحد مهما كانت بل ساقبلها بالحب والمودة والاحسان .....فليتكم تصغون الي ...ولندرك قيمة العفو وصفاء القلب .
الروابط المفضلة