ترقبـوا زوالـهـــا ..
ما وصلت دولة إلى ذروة الطغيان والظلم والجبروت، إلا وبدأ السوس ينخر في عظامها، والتاريخ مليء بالشواهد ابتداء من أصحاب الحجر الذين كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً فارهين، إلى الروم والفرس إلى التاريخ الحديث ونهاية ألمانيا النازية، واليابان، وإيطاليا الفاشية، والاتحاد السوفييتي بعد هيمنة وتجبر في الأرض بغير الحق.
وجاء الدور الآن على الولايات المتحدة الأمريكية، التي بلغت من القوة والغطرسة والسطوة ما لم تبلغه دولة من قبل، الأمر الذي جعلها تملأ الدنيا ظلماً وجوراً، فتمحو مئات الآلاف من الوجود في اليابان، وتنشر التشويه والقتل واليتم في فيتنام، وتضرب ليبيا، وتحرك حاملات طائراتها وغواصاتها بين الفينة والفينة لتهديد أمن الخليج، وتقتل الأبرياء في أفغانستان و كذلك ما يحصل الان في العراق وتحشر أنفها في كل شيء يجري في العالم، وتحرك الأمم المتحدة وفق ما تريد، وتحاصر اقتصادياً كل من لا يسير في فلكها، كما أنها تلوح بالحصار الاقتصادي للضغط على الصين، رغم هدير المارد الصيني وقوته، وتريد قلب الخارطة العربية، فتجبر الدول العربية على التنازل عن حقها في الأمن والمياه والأرض لليهود، وتريد قلب الخارطة السياسية الإفريقية لصالحها، فطوعت لها أوغندا وإثيوبيا وإريتريا وبورندي ورواندا والكونغو وغيرها.
لقد أصبحت الولايات المتحدة بحق بلطجية النظام العالمي الجديد، والراعي الأول لإرهاب الدولة، وإرهاب القوة ضد الضعفاء، وأصحاب الحقوق المنتهكة، وقد جرى ناموس الله عز وجل وسنته أن يأخذ الظلم وأهله أخذ عزيز مقتدر: وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى' وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد.
ومن طريف ما يُحكى'، أن يحيى' بن جعفر البرمكي، لما سئل عن أسباب نكبة البرامكة، قال: لعلها دعوة مظلوم سرت بليل غفلنا عنها، ولم يغفل عنها الله سبحانه وتعالى، فأهلكنا بها، فكم من شعوب بأسرها تجأر إلى الله من ظلم أمريكا وطغيانها؟
الروابط المفضلة