لكي يكون لنا موضع تحت الشمس :
أين موقع المسلمين من عالم اليوم؟ وما تأثيرهم في قراراته الدولية؟ وما طموحاتهم المستقبلية؟ أسئلة تدور في أذهان كل مسلم غيور على أمته يريد لها الخروج من الانهزامية إلى النصر، ومن الذل إلى العزة، ومن التبعية إلى الريادة، ولأننا نعيش اليوم في زمن تسارع فيه كل أمة، لتأخذ لنفسها موقع التأثير إن لم يكن القيادة، فعلى الأمة الإسلامية أن تراجع أوراقها وتحدد عوامل الضعف فيها، وأن تعمل على رص صفوفها وتجميع طاقاتها استجابة لقول الحق تبارك وتعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا (آل عمران: 103).
وما يؤسف له أن الغرب يدرك المعادلة التي أرشدنا إليها المولى عز وجل منذ ألف وأربعمائة عام، فنرى الوحدة الأوروبية والاتحاد تلو الاتحاد والحلف تلو الآخر، وإذا لم تنهض أمتنا من غفلتها فلن يكون لها موقع في عالم اليوم، بل ستتداعى عليها الأمم طمعاً في كنوزها وخيراتها كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها.