منذ أيام كنت قد تصفحت كتابا" وقرأت فيه موضوعا" بعنوان ( وثيقة طلاق نادرة ) في الحقيقة إستوقفني العنوان وبدأ يدور في خلدي سؤال هل هناك ( طلاق نادر ) فعلا"؟ وما معنى ( نادر )لم أنتظر كثيرا"
فشرعت في القراءة ... يقول الكاتب :
لا يكاد يتم طلاق بين زوج وزوجة إلا بغضب ينقلب إلى عداء ، ولكن الذين يتسمون بالخلق الرفيع ، يخالفون هذا المسلك الذميم ، وقد وقفت على وثيقة طلاق نادرة تصوَر المروءة الإنسانية في أبهى مواقفها وأكملها، إذ اضطر الفقيه أبو البركات إلى طلاق زوجته ، فما نطق بغير اللائق من كلام الأتقياء وقد أحضر الشهود و تلا عليهم هذه الوثيقة النادرة ........
(( يقول عبد الله الراجي رحمته ، المدعو بأبي البركات اختار الله له ولطف به : إن الله جلَت قدرته أنشأ خلقه على طبائع مختلفة وغرائز شتَى فمنهم السخي و البخيل والغبي والفطن والمتكبر والوضيع فكانت العشرة لا تستمر بينهم إلا بأحد أمرين إما بالاشتراك في الصفات أو في بعضها أو بصبر أحدهما على صاحبه مع عدم الاشتراك ولما علم الله أن بني آدم على هذا الوضع شرع لهم الطلاق ليستريح إليه من عيل صبره على صاحبه توسعة" عليهم فلأجل العمل على هذا طلَق عبد الله أبو البركات زوجته الحرة العربية المصونة بنت الشيخ الوزير الحسيب النزيه المرحوم محمد الكناني..........
طلقة" واحدة ملكت بها أمر نفسها ونطق بذلك إراحة" لها من عشرته طالبا" من الله أن يغني كلا" من سعته وشهد بذلك على نفسه في صحته وجواز أمره )) انتهى *
-بعد أن قرأت القصة وما تحمله من معانٍ عظيمة في التعامل بين الأزواج .... مرت أمامي صور من واقعنا المؤلم الزاخر بالمشكلات الزوجية والتي تنتهي بطلاق ينتهك فيه كلا" منهما حرمة الآخر
وهذه القصة جاءت مصداقا" لقوله تعالى : { فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف } [ الطلاق:2]
فيا أيها الأزواج ما لنا لا نسمعكم تقولون : سمعنا وأطعنا