ذاكرتُ .. لكني لم انتهي بعد ولست مقتنعة بمذاكرتي ..
لقد ضيعت من الوقت الكثير ..
أهملت منذ بداية العام .. ولذلك لم يكفني الوقت لإنهاء المذاكرة
والآن لم يبقى على الاختبار سوى دقائق .. ماذا عساي اصنع فيه ؟...
رباه ماذا افعل .. هل تراني افلح وانجح..
كم أتمنى أن يزيدونا يوما واحدا فقط لمراجعة المادة .. يوم واحد وسأستغل ليله ونهاره .. أنا فعلا محتاجة للمذاكرة ..
ودق الجرس معلنا بدء وقت الاختبار ... وتوجه الجميع إلى لجان الاختبار ...
وبداءوا بالحل
يا الله !!!!!!! ماهذا.....
ماذا يعني هذا السؤال؟ هل درسناه في المنهج؟!!!
ياليتني اجتهدت وذاكرت كما ينبغي
ليتني سمعت نصح المعلمة واجتهدت في المادة منذ بداية العام
ماذا عمل في هذا السؤال الآن؟
وهذا عهد على نفسي أني لن اكرر هذا الخطاء مرة أخرى
لابد من استغلال الوقت في المواد القادمة ولن أضيع الوقت ....
امتحانات تلو امتحانات.. ونردد نفس العبارات والمقولات ..
كم أتمنى أن يزيدونا يوما واحدا فقط لمراجعة المادة .. يوم واحد وسأستغل ليله ونهاره .. أنا فعلا محتاجة للمذاكرة ..
اخياتي الغاليات..
كم مرة مر علينا هذا الموقف .. لكن هل تعلمنا فعلا من الأخطاء .. واجتهدنا في المرات التالية... هل استغلينا الوقت .. أم أننا في كل مرة نعيد نفس عبارات التحسر والتمني
في الحقيقة ..
هذا الموقف يذكرني دائما بوقف أخر مشابه .. تتردد فيه نفس العبارات تقريبا ..
انه موقف الحشر والقيامة ..!!!
لقد ذكر الله في غير ما موضع أن الإنسان المفرط يتمنى أن يرجع إلى الدنيا ليحسن فيها ويعمل الصالحات
((أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين )) ولكن الإجابة تأتيه في الحال
(( بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين )) سورة الزمر
وفي آية أخرى يوضح لنا سبحانه موقف هؤلاء بقوله سبحانه
(( وهم يصطرخون فيها ربنا ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل )) وهنا تأتيهم الإجابة موضحة لهم بان المهلة كانت كافية لمن أراد أن يتذكر ويعمل الصالحات وان النذر قد انذروا وبشروا وذكروا
(( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير )) سورة فاطر..
أعاذني الله وإياكن من الوقوف في مثل هذا الموقف .. آمين
إن الله سبحانه وتعالى بحكمته وعلمه يعلم أن هؤلاء لو رجعوا إلى الدنيا فإنهم لن يحسنوا ... والدليل ما ذكرته آنفا من مواقف يومية نعاهد أنفسنا فيها بالرجوع إلى جادة الصواب ثم مانلبث أن نعود إلى ماكنا عليه من تقصير وهذا حال الإنسان ..
فلو أننا كنا فعلا سنحسن فإننا سنتعلم من اختبارات الدنيا ونعدل من أوضاعنا ونندم على أخطاءنا ولكن بمجرد زوال المصيبة يزول الندم وننسى ما اقترفناه على أنفسنا ونرجع لتضييع أوقاتنا
وهذا سيكون حال المفرطين لو رجعوا إلى الدنيا ...!
وفي هذا الموقف اخياتي يتذكر المفرط أسباب نسيانه للحق وغفلته عنه
لقد ضيعت من الوقت الكثير ..
أهملت منذ بداية العام .. ولذلك لم يكفني الوقت لإنهاء المذاكرة
ياليتني اجتهدت وذاكرت كما ينبغي
ليتني سمعت نصح المعلمة واجتهدت في المادة منذ بداية العام
يتذكرون هذه الأسباب ابتداء بالانشغال بمتاع الدنيا الزائل والركون إليها وانتهاء بصحبة من يزينون الدنيا للإنسان ويشغلونه عن آخرته ومعاده..
(( ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا))
نعم لقد أتاه الذكر ولكن الصاحب أضله.. ولقد رأى الحق ولكن الصديق صده.. ولقد طلب النجدة فكان من شيطانه أن خذله... نسأل الله العافية
أخواتي الغاليات ...
ليكن لنا فيما نمر به من مواقف الدنيا عبرة ووقفة .. فها هي ذا امتحانات الدنيا تذكرنا بالامتحان الحقيقي .. امتحان الآخرة.. فهلاّ جلسنا مع أنفسنا لمحاسبتها وتذكيرها وتزكيتها و
(( قد افلح من زكاها)) .. مثلّي لنفسك هذا الموقف ولتكوني ممن يحمد الله على ان وفقه لاستغلال وقته فيما ينفع ..
ولا تكوني ممن يتحسر ويتمنى العودة إلى الدنيا ليحسن ويعمل الصالحات في وقت الندم فيه لا ينفع..
اسأل الله العظيم أن يوفقني وإياكن إلى ما يحب ويرضى
الروابط المفضلة