عذَّبه لسنوات وسائق التعليم اشتراه لإنقاذه
أب يبيع طفله بدراهم معدودات
لم يتردد سائق يعمل في مديرية التربية والتعليم في قبول عرض والد طفل يبيع فلذة كبده مقابل (دراهم معدودات).
ورغم ان السائق لم يتوقع ان يساومه والد الطفل على البيع والشراء كصفقة تجارية .. الا انه قبلها طوعاً ،وسلم ثمنها، وقبض التنازل الذي وقعه الأب.
وعاشت مدينة طور سيناء المصرية حالة من الذهول، بعدما تسربت الى مسامعهم وسيطرت على مجالسهم قصة الاب الذي باع طفله، وقصة السائق الذي اشترى الطفل.
وفيما وجد الثاني التعاطف التام من الأهالي، ثاروا على الاول وطالبوا بنفيه من الارض او طرده من مدينتهم على اقل تقدير لرد الكرامة للأبوة التي اغتالها بثمن بخس ودراهم معدودات.
مرارة وعذاب
ولم تكن حادثة الطفل عبدالجواد صابر هي الاولى داخل محيط اسرته الصغيرة المكونة من خمسة اشقاء ايتام فقدوا والدتهم بوفاتها مبكراً، الذين تلقوا شتى انواع التعذيب من الأب بسبب او دون سبب ما حتى استطاعوا ان يفروا بجلودهم وينتهى بهم الحال في دور رعاية الايتام.
ولم يتنبه اي من الجيران لتصرفات الاب الذي كان حريصاً على تمرير بطشه ضد الصغار (في غمضة عين).
وقبل نهاية الاسبوع الدراسي لاحظ معلم الطفل في مدرسة نجيب محفوظ الابتدائية حالة الاعياء التي بدا عليها الصغير، لتبدأ تفاصيل القصة تتساقط شيئاً فشيئاً.
والغريب ان الطفل الضحية ظل هامداً امام تساؤلات معلمه، سأله ماذا بك فاجاب (بعض الاعياء) استفسر منه على كدمات واضحة في جسده، فزعم الطفل سقوطه من الحافلة.
ولان المعلم شعر بغرابة المشهد، رافق الطفل الاخصائي الاجتماعي وطبيب المدرسة ليتم فحصه اكلينيكياً ونفسياً وهناك اعترف الطفل ان ما بدا عليه عبارة عن آثار تعذيب تلقاها من والده الذي ظل يعذبه على امد طويل، حتى وصل به الحال في المرة الاخيرة الى الاعتداء عليه بوحشية اوشكت ان تقتله.
العرض والطلب
بدأت المدرسة تتعاطف كثيراً مع حالة عبدالجواد (الصابر) على معاناته مع ابيه، حتى بدا جميع منسوبيها يطمئنون عليه بين لحظة واخرى.
لكن السائق في مديرية التعليم (عصام) لم يتحمل الموقف والمشهد المأسوي، فسارع الى والد الطفل معاتباً على جريمته، وفي الجلسة عرض عصام على والد عبدالجواد ان يسمح له بالعيش معه طالما ظلت الوحشية المسيطرة على تصرفه معه، فماكان من الاب الا ان عرض على عصام حالة اخرى، دعاه لشراء الطفل مقابل مبلغ مالي، ولان عصام حريصاً على انقاذ الطفل لم يتردد في قبول العرض لعدم تضييع الفرصة الوحيدة لحماية الطفل، فسلم الأموال المطلوبة وتسلم الطفل (المغلوب على امره) وورقة تنازل عنه وقعها والده.
وما ان بدأ الخبر يتسرب الى محيط المدينة حتى خرج العشرات من الاهالي وزحفوا الى منزل الاب مطالبين برحيله من المدينة، وسرعان ما ضبطت السلطات الامنية الاب للتحقيق في اول واغرب حادثة في المجتمع تتعلق ببيع اب لفلذة كبده.
اما السائق عصام الذي استبعد ان يكون تورط في الشراء، اكد ان همه الاول انقاذ الطفل،وخوفه من ان يعود الى ابيه مرة اخرى.واضاف ان مستقبل الطفل بعيداً عن والده سيكون في افضل حال، اما الاب فمصيره الان في يد القضاء.
المصدر جريدة عكاظ اليوم
الروابط المفضلة