<center> </center>
<center> إنها صديقتي المـ....
رأيتها تنظر إلى الجدار بنظر عميق وطويل فعلمت أنها تفكر في أمر أشغلها عني فيا ترى ماهو!
سألتها ,, أخيتي بما ذا تفكرين ؟ وما هو الأمر الذي أشغلك عني ؟
التفتت بسرعة وقالت لا عليك إنها أمورا من أمور الدنيا الدنيئة..
فقلت:
إذا.. مادمت كذلك فلا شك أنه أمر أزعجك فهلا ذكرته لي لكي أشاطرك هذا الهم ولعلي أساعدك في نسيانه,
قالت لي وهي تزفر تلك الزفرات التي بينت لي مدى معاناتها لهذا الأمر,
أخيتي:
هل تذكرين فلانه و فلانه ؟
قلت نعم أخوات لنا وكيف أنساهن.
نعم كيف أنساهن , ولكن هل تعلمين أنهن تغيرن علي بمعاملتهن لي ولا أعلم سببا لذلك!!.
ثم استرسلت تقول:
لقد أحببتهن في الله وبذلت لهن وقتي وجهدي ونصحي بل وزرت بعضهن وإني لم أعتقد يوما أن تنقطع صلتي بهن , ولكن ..
أسكتها فقلت لابد أن هناك ما جعلهن يغضبن عليك أو يسئن فهمك , فهل تذكرين أمرا من هذه الأمور؟؟
قالت لا والله
إلا أني كنت أشاركهن في مشروع دعوي ووقتي لم يعد يسمح لي لإشغالي بأمر أهم وشرحت لهن ظروفي , ولكنهن لم يعذرنني أبدا , فهل تعتقدين أن هذا هو السبب!!
قلت لها : عجيب أمرهن ! يغضبن عليك ويهجرنك لهذا السبب!! لا لأعتقد ذلك..
فردت علي بثقة وقالت والله إني لا أذكر إلا هذا الأمر...
قلت لها : إذا تذكري أخيتي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالت :وما هو؟؟ بأبي هو وأمي رسول الله
قلت : يقول ( أيس الشيطان أن يعبد في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم) فقد يكون هناك من أدخل الظن السيئ في صدورهن سواء من الإنس أو من الشياطين ..
أو من حظوظ النفس, وأنت تعلمين أن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي..
وعلى كل أوصيك بوصية علي رضي الله عنه,
قالت وماهي؟
قلت :قال علي رضي الله عنه ( أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما) صحيح الجامع
قالت: وما معنى هذا الكلام ؟
قلت لها إن الحب في الله لايعني بأي حال أن أتعلق بالشخص فأصبح أحبه لشخصه بل أحبه ما اتقى الله وأطاعه فإن هو قصر في طاعة الله ينقص حبي له بل ومتى ابتعد عن منهج الله وعادى اولياء الله أبغضه لذلك ,وكذلك أن البغض في الله قد ينقلب حبا إذا كان الشخص عاصيا ثم هداه الله فعلي أن أحبه في الله لأنه رجع وأناب إلى الله ..وهذا من بعض معاني هذا الحديث وإلا فهو يشمل أمورا كثيرة.
فقالت : ولكن ..
إنها صديقتي المــحبة لي
وطالما تعاونا على الخير ودعونا لبعضنا ونفست عنها من كربها ونفست عني من كربي,,
لا أعتقد أن العلاقة ستصل يوما للبغض لا لا...
إنما هو كما قلت قد يكون هناك من حظوظ النفس أو نزغات الشيطان وستمر إن شاء الله كمرور سحابة الصيف.
ألا توافقيني!!!
قلت بلى أوافقك ..
ثم أتممنا ماكنا بدأنا في عمله ..
وكذلك الدنيا لن تقف لوقوفنا فعلينا أن لا نلتفت إلى الوراء...
بل لابد من الاستمرار بثبات وخطى حثيثة
فلن تقوم الأمة إلا بتوفيق الله ثم بجهد المخلصين من الرجال والنساء من أبنائها.
أختكم ومحبتكم في الله
الخنساء
</center>
<center> </center>
الروابط المفضلة