الأسوأ.. لم يأت بعد!!



حذرت جماعة ألمانية معنية بدراسات الإنترنت الآباء من مغبة السماح لأبنائهم بتصفح الإنترنت بمفردهم قائلة: إن متابعة الأبناء أثناء دخولهم على الشبكة هو الوسيلة الوحيدة لحمايتهم من الاطلاع على المواقع التي تحتوي على

مواد تتسم بالعنف أو الإباحية، وقالت منظمة شاوهين إن نصف عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ستة إلى 12 عاما في ألمانيا يتصفحون الإنترنت، وان واحدا من بين كل طفلين يجلس أمام الإنترنت من دون إشراف فرد بالغ من الأسرة! وكانت دراسة أمريكية حديثة قد أظهرت أن حوالي أربعة من كل عشرة أطفال أمريكيين تتراوح أعمارهم ما بين 10 و17 عاما يشاهدون مواقع وصور إباحية على شبكة الإنترنت، سواء من خلال ظهور هذه المواقع مصادفة أو من خلال الدخول إليها عن قصد. واضافت الدراسة التي أعدتها جامعة نيوهامبشاير الأمريكية أن هذه النسبة تمثل 40% من متصفحي الإنترنت من الأمريكيين، وان ثلثهم ذكروا أن هذه الصور تظهر لهم فجأة من دون أن يستدعوها أو يفتحوا مواقعها. من هنا بادر السناتور جون ماكين بتقديم مشروع قرار لمجلس الشيوخ الأمريكي ليضع ضوابط لمراقبة نشر الصور غير القانونية على الشبكة الدولية للمعلومات والتي على أساسها تقوم شركات تقديم خدمة التشبيك بالإنترنت بإدراج هذه الصور ضمن قائمة الصور الممنوعة والمحظورة والإبلاغ عنها للشرطة. ويطالب مشروع هذا القرار شركات توفير خدمة التشبيك بالإنترنت بتنبيه الحكومة إلى أي صور حقيقية، أو صور كرتونية، وان عدم القيام بذلك سيعرض الشركة لعقوبات جنائية بما في ذلك فرض غرامة تصل إلى 300 ألف دولار أمريكي، ويقول ماكين إن مشروعه سيساعد في التحقيقات الجارية حول الصور الإباحية للأطفال على شبكة الإنترنت، وان هذا النظام سيدعم قدرات مقدمي الخدمة على الإبلاغ عن الصور الإباحية للأطفال التي يتم تداولها عبر أجهزة الخوادم - سيرفر - التابعة لهذه الشركات. وذكر بيان من مكتب ماكين أن مشروع القرار يتضمن فقرة تنص على انه إذا اخفق مقدم الخدمة، أو تراخي عن الإبلاغ عن مثل هذه الصور، سيكون بمثابة جريمة فيدرالية وليست جريمة محلية خاصة بولاية من دون غيرها. في مؤتمر عقد بالقاهرة لحماية الطفل أعلنت السيدة سوزان مبارك أن هناك اكثر من 150 ألف موقع للشواذ الباحثين عن أطفال على الإنترنت! وإذا كان العالم المتقدم أو المتحرر- كما يحلو لنا أن نطلق عليه - قد بادر بإطلاق الصيحات لحماية الأطفال من مخاطر هذه التكنولوجيا وذلك من خلال خطوات عملية ومشاريع وقرارات، فماذا نحن فاعلون ونحن نطلق على أنفسنا مجتمعات عربية إسلامية محافظة؟ السادة النواب بالمملكة دقوا ناقوس الخطر مؤخرا في إحدى جلساتهم، حيث أشاروا وبصريح العبارة إلى أن مقاهي الإنترنت المنتشرة حاليا بالبلاد قد تحول بعضها إلى أماكن للدعارة، وأنها صرفت الطلاب عن الدراسة، وباتت ملاذا للتعارف واللقاءات الغرامية، وقد طالبوا بقانون يضبط هذه المقاهي التي تساهم في تدمير الأخلاق والقيم ونشر الرذيلة! ونحن بانتظار هذا القانون وقوانين أخرى مماثلة تحمي أبناءنا من هذا العالم المتغير الذي نعيشه اليوم ومن هذه الدنيا الجديدة علينا صغارا وكبارا، لأننا على يقين بان الأسوأ لم يأت بعد!!