أيها القاريء ، حاول أن تقرأ هذا القصة بمشاعرك و قلبك ، قبل أن تقرأها بعينيك ، و حاول أن تتخيل أنك صاحب هذه الشخصية .
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، أنا طفل من النيجر ، شعبي يموت جوعا ، شعبي لا يجد لباسا يكتسيه ، شعبي يأكل ورق الشجر ، و نلاقي من الآلآم ما لا يحتمله البشر و الأن لم يعد أحدهم يذكرني و لا يذكر شعبي !
و إليكم الآن قصتي
شعرت بالجوع يقطع أوصالي ، لم آكل منذ أيام ، بل إن معدتي بدأت تأكل بعضها لأنها لم تجد شيئا تأكله ، العرق يتصبب من وجهي ، و أنفاسي بالكاد ألتقطها ، أحس أني أتنفس من خرم إبرة .
لإني لا أقوى على المشي ، بدأت ـــ و أنا عاري لا أجد ما ألبسه ـــ أزحف كيلومترين على الرمال الحارة ، و تحت الشمس الحارقة، ، حتى أصل إلى خيمة المساعدات الإغائية ، لأطلب منهم لقمة تسدّ جوعي ، لا يهم كم ساعة مضت و أنا أزحف ، ربما ساعة ، ربما ساعتان ، بل ربما ثلاث .
و إذا بعقاب هبط بالقرب مني ، يرمقني بنظراته الحاقدة ، و ينتظر موتي حتى ينهش من لحمي ، لقد كنت جائعا عاريا و الآن خائف أيضا ، فقد يهجم هذا العقاب علي في أي لحظة ، و لن أستطيع ساعتها أن أقاومة ، رميت رأسي بين كفي الصغيرتين و الألم يحيط بي من كل جانب .
شخص آخر قد جاء من بعيد ، رفعت يدي المنهكة بصعوبة و لوحت له ببطء فبالكاد إستطيع رفعها ،و الأمل يملأ قلبي لأنه يراني و يرأف بحالي وفينجدني ، و ربما سيحملني إلى المركز ، بل ربما يعطيني شربة ماء .
إقترب و هو يلوك لبانه ببرود عجيب ! و ينظر إلي بقرف ! و بدلا من أن يمد يده لساعدني ! أخرج الكاميرا و بدأ يصلح و يعدل و يبدل ليلتقط صورتي و صورة العقاب الذي ينتظر موتي ! ربما تمنى ان يهاجمني ليزداد سعر الصور ! ثم إلتقط الصورة و مضى !
أما أنا فمصيري مجهول ، لا أحد يعرف ما حدث لي ، هل مت ؟ أم بقيت على قيدالحياة ؟ أم ربما أنا الآن في معدة ذاك العقاب؟ !
هل أجعلكم تنظروا إلى صورتي !
تفضلوا !
تفرجوا !
من إلتقط هذه الصورة ، فاز بجائزة عاليمية ، و لكنه عندما سُِِِِئل عن الطفل ، قال لا أدري ؟! فبعد فوزه في الجائزة بشهور ، كانت المحاكمة تنتظرة بصفته
قاتل
و أنا مازلت أرجوكم أن تذكروا شعبي
الروابط المفضلة