من سنة الله في هذا الكون الجميل حرص كل امرىء للسعي إلى الجمال والكمال ( ولله الكمال المطلق سبحانه ) وجمال كل شيء في كماله ، ولغتنا العربية جميلة ، وجمالها يكمن في إتقانها ، وإن جمال المرء في بلاغته وفصاحته .
إن الكلام المتقن حينما تسمعه يهمس في إذنك نثراً من الجمال والفصاحة التي تشدك كما يشد الظمآن الماء في شدة الحر ، ولذلك تجد فصاحة المرء هي علامة لثقافته واطلاعه وبحثه عن المعرفة لا الاكتفاء الذاتي بما عنده فيتوقف عن تقبل أي جرعة علم أخرى .
إن البليغ في واقعنا اليوم كالذي يبني حجراً حجراً وبشكل متقن ليجد المحصلة بناءً شامخاً يشهد له بخبرته وأصالته ، أما الضحل في اللغة ، الجاهل الذي لا يملك إعراب فاعل مرفوع أو مفعول به منصوب فهو كالذي يشعل النار في ذاك البناء فيشوهه لذلك نجد واقع لغتنا اليوم مشوهاً متهدماً عند البعض للأسف الشديد .
أسأل نفسي – وإياكم – سؤالاً : ألغتنا ينقصها شيء ؟
والجواب : لا والله ، إذاً لم الميل والانحراف عن لغتنا والتمسك بلغات أخرى وكأننا خلقنا بغير لغة ؟!!
إن السماء بلا نجوم ، والنهار بلا شمس ، والليل بلا قمر ، والماء بلا حلاوة ، هي تماماً كلغتنا بلا إتقان واهتمام ، فاحرص – يا رعاك الله – أن تكون بَنّاءً للغتك لغة دينك ، عاملاً على أن تكون طبيباً لواقعنا المجروح اليوم .
إضاءة : قال سفيان الثوري : إذا أردت أن تعرف ما لك عند صديقك فأغضبه ، فإن أنصفك في غضبه وإلا فاجتنبه .


------------------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم