<center>
ها نحن نستقبل فصل الصيف ..
فصل يتميز بحرارته الشديدة وشمسه الساطعة ..
فصل يكثر فيه السفر من البلاد الحارة إلى البلاد المعتدلة البرودة أو الباردة ..
فصل تزداد فيه الأنشطة الثقافية والترفيهية للتخفيف من شدة الحر !
إخواني الكرام .. اخواتي الكريمات
من منا في هذا الفصل وشدة حر الشمس .. تذكر حر جهنم ! وتذكر حر الشمس في الموقف .. حين تدنو من رؤوس العباد يوم القيامة ..
لذلك ينبغي لمن لا يصبر على حر الشمس في الدنيا أن يجتنب من الأعمال ما يستوجب دخوله النار .. فإنه لا قوة لأحد عليها ولا صبر .
خرجا في الصحيحين من حديث أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( اشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين ، نفس في الشتاء ونفس في الصيف ، فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم ، وأشد ما تجدون من البرد كم زمهرير جهنم )
فشدة الحر والبرد يذكر بما في جهنم من الحر والزمهرير .. قال الحسن :
(( كل برد أهلك شيئا فهو من نفس جهنم .. وكل حر أهلك شيئا فهو من نفس جهنم .
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم :
( إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة ، فإن شدة الحر من فيح جهنم )
صب أحد الصالحين على رأسه ماء فوجده شديد الحرارة .. فبكى وقال :
تذكرت قوله تعالى : ( يصب من فوق رؤوسهم الحميم ) ..
نار الدنيا جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، وغسلت بالبحر مرتين حتى أشرقت وخف حرها .. ولولا ذلك ما انتفع بها أهل الدنيا ..
قال بعض السلف :
لو أُخرج أهل النار منها إلى نار الدنيا لقالوا فيها ألفي عام !!! يعني أنهم كانوا ينامون فيها ويرونها بردا ..
كان عمر يقول : أكثروا ذكر النار ، فإن حرها شديد .. وإن قعرها بعيد .. وإن مقامعها من حديد .
ومما يضاعف ثوابه في شدة الحر من الطاعات ( الصيام ) .. لما فيه من ظمأ الهواجر
لهذا كان معاذ بن جبل يتأسف عند موته على ما يفوته من ظمأ الهواجر .. ورُوي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن كان يصوم في الصيف ويفطر في الشتاء .
وكانت بعض الصالحات تتوخى أشد الأيام حرا فتصومه .. فيقال لها في ذلك .... فتقول :
إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد .. تشير إلى أنها لا تؤثر إلا العمل الذي لا يقدر عليه إلا قليل من الناس لشدته عليهم .. وهذا من علو الهمة ..
ولما صبر الصائمون لله في الحر على شدة العطش والظمأ .. أفرد لهم بابا من أبواب الجنة وهو
بـــــــــــــــاب الريان
من دخله شرب .. ومن شرب لم يظمأ بعدها أبدا
ومما يذكر بالنار .. الحمّى التي تصيب بني آدم ..
وهي نار باطنة .. فمنها نفحة من نفحات سموم جهنم .. ومنها نفحة من نفحات زمهريرها .. وقد روي في حديث خرجه الإمام أحمد وابن ماجه .. انها حظ المؤمن من النار .
إخواني الكرام .. أخواتي الكريمات
عذرا للإطالة .. ولكن للحديث يطول ويطول فمن أراد ورغب بالاستزادة فعليه بقراءة كتاب
( لطائف المعارف ) لابن رجب الحنبلي
</center>
الروابط المفضلة